قبيل إغلاق باب التحالفات السياسية للانتخابات المحلية رسميًا، لم تحسم قوى الإطار التنسيقي أمرها، في ظل تجاذبات وتعقيدات ومشاكل أبرزها تتعلق برئاسات التحالفات وآليات الدعاية الانتخابية.
لم تتضح صورة تحالفات الإطار التنسيقي للانتخابات المحلية مع الوصول إلى الساعات الأخيرة
وتشير بيانات مفوضية الانتخابات إلى تسجيل 33 تحالفًا بعد تمديد فترة التسجيل لغاية نهاية الدوام الرسمي ليوم الأحد 6 آب/أغسطس.
كما سجلت المفوضية 294 حزبًا، و78 أخرى ما تزال قيد التسجيل، تمهيدًا للمشاركة في الانتخابات المقررة نهاية هذا العام.
وحددت المفوضية 7 آلاف مركز اقتراع و40 ألف محطة في عموم البلاد، قبل إغلاق ملف تحديث سجلات الناخبين.
وحاور "الترا عراق" أطرافًا عدة في الإطار التنسيقي حول تحركات الساعات الأخيرة، إذ من المرجح أن تدخل القوى الشيعية في 3 قوائم، باستثناء التيار الصدري.
ثلاثة تحالفات أو أربعة
وتقول المتحدثة باسم تحالف النصر آيات المظفر، إنّ "الملف معقد لارتباطه ببعدين أساسين، الأول سياسي مقترن بتجاذبات الرؤية السياسية أو تنافرها، والثاني هو فني يركز على قضية رئاسة التحالف وإدارة الحملة الانتخابية وترتيب تسلسلات المرشحين للكتل المتحالفة ضمن القائمة، وغيرها من الأمور الفنية".
وتضيف أنّ قوى الإطار قررت "استنادًا إلى الرأي الفني" الدخول منفردة بأسمائها الصريحة لـ "مخاطبة جمهورها الخاص برسائل موجهة، وتحديد برنامج انتخابي ملزم كل طرف"، مشيرة إلى أنّ "القيادة السياسية لهذه الأطراف وافقت على هذه الرؤية".
تشير آخر التطورات إلى 3 قوائم تجمع واحدة منها النصر والحكمة والثانية للعامري والفياض فيما يدخل المالكي منفردًا بالثالثة
وتقر المظفر أنّ هذا الخيار "قد لا يكون الأمثل"، لكنها تؤكّد في ذات الوقت أنّ الدخول في قائمة واحدة لا يخلو من "نقاط سلبية".
وتقول المتحدثة باسم ائتلاف العبادي، إنّ الأطراف الشيعية "تسعى إلى محافظة على الأساس الصريح لقواها الذي عرفته الناس، واللون والشعار وغيره".
وترجح المظفر، أنّ تدخل قوى الإطار في 3 اتجاهات رئيسية:
- تحالف قوى الدولة الوطنية: "النصر والحكمة وبعض القوى الجديدة)"، وقد يتغير الاسم.
- ائتلاف دولة القانون ومن معه من القوى الصغيرة.
- تحالف الفتح ومن معه من قوى جديدة.
كما لا تستبعد تشكيل تحالف رابع لقوى الإطار يضم المجلس الأعلى وبعض الأطراف الأخرى.
شبح "بعثرة الأصوات"
وتسعى أطراف الإطار إلى تحقيق أقصى استفادة من صيغة قانون "سانت ليغو" بتعديله الثالث الذي أقره البرلمان، وفق ما يؤكّد النائب عن كتلة سند مرتضى الساعدي.
يقول الساعدي لـ "الترا عراق"، إنّ "خوض الانتخابات بقائمة واحدة يعني أصوات كثيرة ومقاعد أقل"، ويتفق مع المظفر حول رؤية التحالفات الثلاثة المحتملة، لكنه يؤكّد أنّ الأمر "غير محسوم بعد".
تحاول قوى الإطار تجنب "تبعثر الأصوات" حيث يخيم شبح نتائج الانتخابات العامة في 2021
ويوضح الساعدي، أنّ "قيادة الإطار توصلت إلى شبه اتفاق في الساعات الأخيرة قبل إغلاق باب التحالفات، على الدخول في قائمتين متوازنتين من ناحية تمثيل الجميع، مع تجنب بعثرة الأصوات"، مبينًا أنّ الإطار "يسعى للحصول على نسبة النصف زائد واحد لتشكيل الحكومات المحلية المتمثلة بمجالس المحافظات وهذه هي النقطة الأساسية".
المالكي بمفرده
وبخلاف أغلب القوى التي ما تزال خطتها غير واضحة، حسم نوري المالكي قرار ائتلافه بالدخول منفردًا، كما يؤكد الساعدي، مشيرًا إلى أنّ بعض الأحزاب قد تنضوي في قائمة المالكي للحكومات المحلية.
ويعتقد الساعدي إنّ قوى الإطار ستعود للالتئام بعد الانتخابات المحلية، وتشكل مجالس المحافظات تحت عنوان التحالف العام
إطار 1.. إطار 2
ويكشف عضو كتلة سند، أنّ الاتفاق بين الأطراف الأخرى "حتى الآن" ينص على قائمتين باسم "إطار واحد، وإطار اثنين"، لكن دون تفاهم حول الأسماء في كل قائمة.
وما يزال شبح نتائج انتخابات تشرين الأول/أكتوبر 2021 يلقي بظلاله على الإطار، الذي تكبدت أطرافه خسارة فادحة أمام التيار الصدري، وهو ما دفعها إلى التمسك بصيغة الدائرة الانتخابية الواحدة.
ويرى الساعدي، أنّ "الإطار سيتمتع وفق نظام الدائرة الواحدة وخطته، بأريحية في تشكيل الحكومات المحلية بأغلبية العدد لتقديم الخدمات"، مؤكدًا في ذات الوقت أنّ قوائم الإطار "ستضم مستقلين بنسب جيدة".
الفياض مع العامري.. والعصائب مترددة
وعلى الرغم من الانقسام الواضح لأطراف الإطار بما يتعلق بتحالفات الانتخابات المحلية، إلاّ أنّ زعماءه يعولون على التفاهم العام للتوصل إلى صيغة اتفاق تضمن هيمنته على الحكومات المحلية.
يقول تحالف الفتح إنّ الفياض والعامري توصلا إلى اتفاق على الدخول في قائمة واحدة في حين ما يزال التردد يسيطر على العصائب والحكمة
وفي هذا الصدد تقول النائب عن تحالف الفتح انتصار حسن لـ "الترا عراق"، إنّ "تعدد القوائم يصب في مصلحة الإطار التنسيقي في آخر المطاف".
وتؤكّد حسن، أنّ "انقسام الإطار إلى تحالفات لا يؤثر عليه، لوجود تفاهمات أكبر قادت إلى تشكيل حكومة محمد شياع السوداني".
وكشفت النائب عن تحالف الفتح، أنّ الساعات الأخيرة "شهدت اتفاقًا بين فالح الفياض ورئيس منظمة بدر هادي العامري، حيث سيشارك الأول إلى جانب بدر في قائمة واحدة".
كما أشارت، إلى أنّ تيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم "لم يحسم أمره بعد"، وكذلك الحال بالنسبة لحركة عصائب أهل الحق بزعامة قيس الخزعلي.