أعرب رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم، يوم الإثنين 17 حزيران/يونيو 2024، عن شعوره بالارتياح اتجاه حكومة محمد السوداني، محذرًا من التظاهرات وتأليب الجماهير.
يجب تجنب التحريض الشعبي والتأليب الجماهير وعدم الانجرار إلى دعوات التصعيد
ودعا الحكيم في الخطبة السياسية لصلاة عيد الأضحى، التي نشرها واطلع عليها "ألترا عراق"، إلى ضرورة حسم منصب رئاسة مجلس النواب وأن لا یبقى ھذا الموقع المھم شاغرًا نتیجة الاختلافات السیاسیة بین الجھات المعنیة في الترشیح لقد كنا واضحین وحریصین منذ البدایة على أن یتم حسم ھذا المنصب بالتوافق بين إخوتنا وشركائنا في العمل السـیاسي من دون الدخول في جولات التنافس داخل مجلس النواب".
وقال إن "مضي أكثر من 7 أشھر على شغور ھذا المنصب لا یخدم العملیة الدیمقراطیة ولا قواعد الاسـتقرار السیاسي الذي ندعو إلى ضرورة الحفاظ علیها من أجل الاستمرار في تقدم عجلة البناء والتطویر في بـلدنا"، داعيًا "جمیع القوى السیاسیة إلى حسم ھذا الاستحقاق الوطني وفق الآلیات الدستوریة والشراكة الوطنیة من دون تعطیل وأن لا یكون سببًا للصراع والخلاف بین أبناء المكون الواحد".
وأضاف: "لقد واجھتنا مصاعب ومعوقات كبیرة في العمل السیاسي طیلة السنوات الماضیة استطعنا تجاوزها بفضل ﷲ وحكمة العراقیین بل وأصبحت تجارب وقواعد حیة یسُتفاد منھا في المواقف السیاسیة المشابھة"، مبينًا أن "الوعي والتجربة السیاسیة التي وصلنا إلیھا الیوم تحتم علینا عدم الرجوع إلى مربعات الخلاف والتناحر المفتعل لأغراض سیاسیة آنیة ومؤقتة. وهنا أدعو لتكون التظاهرات المطلبية والاعتراضات السياسية بطريقة سلمية ووفق السياقات الدستورية والقانونية وتجنب التحريض الشعبي والتأليب الجماهيري في مدننا الآمنة والمستقرة وإننا نراھن على وعي شعبنا وشبابنا في عدم الانجرار إلى دعوات التصعيد بالطرق غیر السلمیة".
نشعر بارتياح تجاه حكومة السوداني وهي بحاجة إلى مزيد من الدعم المجتمعي
وتابع القيادي في الإطار التنسيقي الحاكم: إننا نشعر بارتیاح تجاه حركة الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية في التطور العمراني والمسار الإصلاحي في مجالات عدیدة ونشيد بجهود السيد رئيس الوزراء وفريقه الحكومي على هذه المساعي المشهودة ونرى في جهدهم تمثيلًا لبرامجنا ومشاريعنا التنموية في جعل العراق ورشة عمل كبرى، على مدار الساعة، ونعتقد أن الاستمرار بهذا النهج هو الحل، وأن الحكومة بحاجة إلى مزيد من الدعم المجتمعي والسياسي، فكلنا في مركب واحد ومصير واحد".
وقال الحكيم إن "المواطن العراقي يجب أن يشعر بوضوح بكونه مرعيًا من حكومته في داخل العراق وخارجه، وأن الجهود منصبة لخدمته ومكرسة للارتقاء بمستوى معيشته وتحقيق راحته في كل القطاعات".
وأضاف: "ما زلنا نعاني من أزمة الكھرباء وشحة المیاه وإغراق السوق ببضائع وسلع مستوردة مما یتسبب في ھدر یومي للأموال والطاقات وما زلنا نعاني من الضعف في النھوض بالصناعة الوطنیة نتیجة بطء المعالجة وغیاب الثقافة والتوعیة المجتمعیة".
وطالب الحكيم بـ"دعم وإسناد عمل الحكومات المحلیة من قبل مجلس النواب والحكومة الاتحادیة"، مؤكدًا ضرورة أن "نعمل بعقلیة الفریق الواحد وأن لا ننظر بعین ضیقة، ونتردد في إسناد ودعم المسؤول لأنه ينتمي إلى جهة سياسية منافسة، فنتركه يواجه التحديات وحده فالتحدیات والمخاطر لا تسـتثني أحدًا".
وأشار الحكيم في حديثه عن "الأسرة العراقية"، إلى إحصائيات حول "انتشار ظواھر الانحراف وضعف الرقابة الأمنیة والتربویة على منصات الانحلال والمحتوى الهابط وغیرھا من الأدوات والأسالیب التي تعمل على خطف شبابنا واستھداف قیم أسرنا العراقیة الأصیلة وثوابتها".
أدعو القضاء إلى معالجة المخاطر الفكرية التي تهدد الأسرة العراقية
وأضاف رئيس تيار الحكمة: بالأمس كنا نحارب الإرھاب بصنوفه وصوره وأشكاله كافة (..) أما الیوم فإن حربنا ھي حرب فكریة قيمية بامتیاز وھي من أخطر الحروب وأشدھا ضراوة على الأمم ولا بُدَّ من أن نسـتعد لھا بید واحدة حكومةً وشعبًا مؤسسات وعشائر أفرادًا ومنظمات ولا یمكن الـمواجھة من دون إدراك حقیقة الخطر الـذي یھدد أمن أسرنا وشبابنا"، داعيًا "جمیع المؤسـسات التربویة والقضائیة والإعلامیة وعشائرنا الكریمة وبإشراف مباشر من الحكومة إلى تحدید أھم المخاطر التي تھدد الأسرة العراقية ومستقبل شبابنا والعمل على معالجتھا بطرق علمیة مدروسة وبمھام محددة لكل مؤسسة حكومیة أو مجتمعیة، وأن یساندھا في ذلك حملات توعویة جادة ومسؤولة عبر القنوات الرسـمیة للدولة وجمیع القنوات والمؤسسات الأخرى في مواجھة الممارسات التي تعرقل الإصلاح المجتمعي. وأن لا نبالي بالدعوات المزیفة المستوردة من خارج وسطنا الثقافي بدعوى الحریة، وهي حرية منفلتة ومتحللة لا علاقة لھا بحریة الكلمة المسؤولة والواعیة".