الترا عراق - فريق التحرير
بعد ليلة طويلة استنفر فيها تيار الحكمة طاقته لتسويق "مبادرة" تقاسم السلطة للأحزاب القديمة بعيدًا عن المعادلة التي فرضتها نتائج الانتخابات كحل للأزمة و"حفظ السلم الأهلي"، حط عمار الحكيم في أربيل لطرحها على زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني.
وبدأ الحكيم جولته، الأربعاء 17 تشرين الثاني/نوفمبر، بلقاء رئيس الإقليم نيجرفان، "شهد مناقشة الأوضاع التي تمر بها البلاد ومستجداتها لاسيما بعد نتائج الانتخابات الأخيرة"، وفق بيان لزعيم تيار الحكمة.
اقرأ/ي أيضًا: شعار انتخابي ذوبته النتائج.. "قوى الدولة" تنطق بخطاب الفصائل المسلحة
وأشار بيان مماثل، إلى الاجتماع بين الحكيم ومسعود بارزاني في مقر إقامة الأخير، مبينًا أنّ "الهم العراقي كان حاضرًا في اللقاء".
وقال الحكيم، "استذكرنا عند لقائنا مسعود بارزاني رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني التاريخ المشترك الذي جمعنا معه ومع القيادات الكردية في مواجهة الدكتاتورية وبناء العراق الجديد، وتبادلنا وجهات النظر حول تطورات المشهد السياسي والأمني ونتائج الإنتخابات الأخيرة وما أفضت إليه من إرباك وعدم توازن".
وأضاف الحكيم، "دعونا إلى تطمين الجهات المعترضة على النتائج لاستعادة الشفافية والثقة بالنظام الديمقراطي وشددنا معه على التهدئة والحوار للخروج من الأزمة الحالية وتجنب الإنسداد السياسي".
وتابع زعيم التيار الحكمة، "أكّدنا أهمية التنازل للعراق والمصلحة العامة، وأهمية تشكيل حكومة قادرة على تحقيق تطلعات الشعب العراقي في الخدمات وفرص العمل وإنهاء الملفات العالقة والمرحلة من الدورات السابقة، كما قلنا إنّ استقرار العراق مرهون بتحلي القادة بثقافة التنازل للعراق ومصلحة شعبه، وبيّنا أن المبادرة الوطنية التي طرحناها تمثل رؤيتنا للحل في الأزمة الحالية من دون أن نطلب دورًا في الحكومة القادمة".
وأشار الحكيم، إلى التأكيد "سياسيًا على احترام سيادة العراق وإيقاف التدخلات والاعتداءات الخارجية على أراضيه"، مبينًا أنّ "قوة بغداد قوة لأربيل والعكس صحيح وهذا ما أثبتته التجارب السابقة".
وبعيدًا عن البيانات البروتوكولية، قالت شخصية سياسية مطلعة على طبيعة الزيارة وأبرز الملفات، إنّ "الحكيم طرح على بارزاني مبادرة تقاسم السلطة بين الأحزاب القديمة، ودفع الأطراف الأخرى إلى المعارضة رغمًا عنها".
وأضاف المصدر الذي اشترط عدم كشف هويته، أنّ "الحكيم يسعى إلى إقناع بارزاني بالمخرج المقترح كحل وحيد يضمن رضى الأطراف السياسية الشيعية، ويجنب أربيل أي مخاطر محتملة لغياب جزء من تلك القوى عن مشهد الحكومة المقبلة".
وصدر رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم الذي حصل على مقعدين فقط في مجلس النواب مبادرةً قال إنّها تهدف "للخروج من الانسداد وإعادة التوازن للعملية السياسية"، حملت عنوانًا غير مألوف للقوى الفائزة يستند إلى جمع الفائزين "على مستوى المقاعد أو الأصوات".
وتضمنت المبادرة، توصيات عدّة من بينها "تقسيم الأدوار بين الحكومة والبرلمان القادم من حيث تمكين الفائزين في الحكومة كما المعارضين والممتنعين في البرلمان لإيجاد حالة من التوازن السياسي".
اقرأ/ي أيضًا:
التوافق أو الأغلبية.. هل يستطيع الفائز اجتياز عقدة الـ7 حكومات؟
نصف أصوات مقاعد الفتح من الشمال.. هل لدى "قوى السلاح" جمهور حقيقي؟