21-يناير-2024
السوداني في نيويورك

السوداني في نيويورك (فيسبوك)

أكد موقع ميدل إيست آي، أن الفصائل المسلحة في العراق، المنضوية تحت مظلة هيئة الحشد الشعبي، اكتسبت نفوذًا تحت حكم محمد السوداني، مشيرًا في تقرير له أن الدولار عصا تحتفظ بها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، ضد حكومة بغداد.

يمكن لبايدن استخدام عصا الدولار ضد حكومة الإطار التنسيقي

وقال الموقع الذي يقع مقره في لندن، عبر تقرير تابعه "ألترا عراق"، "الحملة الأمريكية الأخيرة على غسيل الأموال في العراق ساعدت على تأجيج أزمة العملة في العراق، مما أظهر النفوذ الهائل الذي تتمتع به واشنطن على مالية العراق بسبب اعتماده على الدولار. كما دعمت الولايات المتحدة دعوة السوداني للاستثمارات الدولية في العراق".

وأضاف: "عندما هددت بغداد بطرد قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة من العراق بعد اغتيال سليماني عام 2020، هددت إدارة ترامب بقطع وصول العراق إلى احتياطياته من الدولار والتوقف عن إصدار إعفاءات من العقوبات للعراق لشراء الطاقة الإيرانية".

 

الدولار عصا

يشير التقرير إلى أن "العراق ثاني أهم وجهة للصادرات الإيرانية ويعتمد على إيران في حوالي 40% من احتياجاته من الطاقة"، وطهران "تستعرض ثقلها الاقتصادي على جارها"، لكن "الموارد المالية للعراق مرتبطة أيضًا بشكل معقد بالولايات المتحدة"، وبالتالي "لا يمكن طرد الولايات المتحدة من العراق إذا كانت لا تريد ذلك"، حسب رايبورن، المبعوث الأمريكي الخاص السابق إلى سوريا، الذي يقول: "إذا لم يكن للولايات المتحدة وجود عسكري في العراق، فلن تحتاج الولايات المتحدة إلى القيام بأشياء أخرى نيابة عن الحكومة العراقية، مثل تسهيل إمدادات الدولار من الاحتياطي الفيدرالي، والحماية من الدعاوى القضائية، وإصدار إعفاءات من العقوبات".

حتى الجماعات الأكثر تشددًا مثل كتائب حزب الله تستفيد من روابط العراق الاقتصادية مع الغرب

ونقل الموقع عن مسؤولين أمريكيين سابقين مطلعين على المحادثات بين بغداد وواشنطن، إن "العصا هي خيار تحتفظ به إدارة بايدن إذا تزايدت المطالبات بخروج الولايات المتحدة، لكن البعض يتساءل عما إذا كانت الإدارة ستستخدمه، بعد محاولة إعادة ضبط العلاقات مع بغداد بعد سنوات ترامب المضطربة".

ويضيف التقرير: "حتى أكثر القادة مناهضة للولايات المتحدة في العراق يدركون أنهم بحاجة إلى نوع من العلاقة مع الولايات المتحدة. العراق هو شريان الحياة بالنسبة لإيران. إن وصولها إلى الدولار الأمريكي والأسواق المالية أمر أساسي".

وكانت رئيسة كتلة الجيل الجديد في البرلمان، سروة عبد الواحد، تحدثت عن خسارة العراق جراء فرق العملة 21 مليار دولار سنويًا، فيما قال الأكاديمي الاقتصادي، ناصر الكناني، في حديث لـ"ألترا عراق" إن "خسارة العراق سنويًا" من ملفي العملة والنفط "يتجاوز 13 مليارًا و500 مليون دولار، وهو مبلغ خيالي وكبير جدًا".

 

نفوذ الفصائل ازداد

كاتب التقرير، شون ماثيوي، أكد أن يحظى السوداني يحظى بدعم الإطار التنسيقي "وهو تحالف من الأحزاب السياسية الشيعية المدعومة من طهران والمرتبطة بالعديد من الجماعات شبه العسكرية في العراق"، وينقل عن "الخبراء" قولهم إنه "بينما تفاوض السوداني على هدنة مدتها 6 أشهر أدت إلى توقف الهجمات على القوات الأمريكية في العراق، اكتسبت وحدات الحشد الشعبي المزيد من النفوذ تحت حكمه".

ربما يكون الصراع في العراق في أشد حالاته تعقيدًا من لبنان واليمن 

وقال مايكل نايتس، زميل معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إن "الميليشيات المدعومة من إيران كان لها وجود أكثر وضوحًا في شوارع بغداد خلال فترة ولاية السوداني"، حيث "أقامت نقاط تفتيش جديدة" وكذلك "عمقت أنشطتها التجارية". كما أن ميزانية الثلاث السنوات التي أقرتها حكومة محمد السوداني "خصصت 700 مليون دولار إضافية لوحدات الحشد الشعبي، ما سيسمح لها بإضافة ما يقرب من 100 ألف مقاتل جديد إلى صفوفها".

وينقل التقرير عن رئيس مبادرة العراق في المجلس الأطلسي عباس كاظم، قوله إن "تكلفة محاربة الميليشيات بالنسبة للحكومة العراقية أعلى بكثير من تكلفة الاحتفاظ بها"، وفي الوقت الذي يعد "هذا أمرًا ملحًا بالنسبة لواشنطن لأنهم يتعرضون للهجوم، لكنها ليست أزمة بالنسبة للدولة العراقية. فالميليشيات تقاتل في نفس الخندق الذي تقاتل فيه الحكومة العراقية".

زوصل السوداني إلى نيويورك في أيلول/سبتمبر الماضي، وفق ميدل ايست آي، بوجود هدنة بين إيران وأمريكا وحظي باستقبال فخم من رجال أعمال ودبلوماسيين وبات "يروج لاقتصاد العراق الغني بالنفط والمليء بالفساد كوجهة للاستثمار".

وبعد 4 أشهر، فإن دعوة السوداني للجيش الأمريكي وشركائه في التحالف لمغادرة العراق "طغت على عروضه الاستثمارية أمام النخبة العالمية في دافوس بسويسرا".

 

الحكومة الضعيفة وحرب غزة 

يقول ريناد منصور، مدير مبادرة العراق في مركز أبحاث تشاتام هاوس، بحسب التقرير، إن "الحكومة العراقية ضعيفة ومنقسمة وغير قادرة بشكل أساسي على السيطرة على الصراع على حدودها من القوى الأجنبية". وقد "برزت باعتبارها ساحة اللعب المفضلة، حيث يمكن للولايات المتحدة وإيران أن تتقاتلا فيها"، ويضيف التقرير: "بالنسبة لإيران وحلفائها العراقيين الذين يهيمنون على حكومة بغداد، فقد قدمت الحرب في غزة فرصة لتحقيق هدفهم المتمثل في طرد الولايات المتحدة من العراق".

بغداد تسير في الحبل المشدود بينما تتسرب الحرب في غزة إلى ما وراء حدود القطاع المحاصر

وينقل الموقع عن مسؤول أمريكي كبير سابق ومسؤول عراقي، إن "هناك تنسيقًا متزايدًا بين القوات شبه العسكرية المدعومة من إيران في العراق وحزب الله اللبناني لتحقيق هذا الهدف"، وقد "وصل مسؤول كبير في حزب الله، محمد حسين الكوثراني، إلى بغداد في وقت سابق من هذا الشهر للإشراف على العمليات".

ويصرح أندرو تابلر، المدير السابق لشؤون الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، للموقع: "بدلًا من مهاجمة إسرائيل، ما نراه في العراق هو المزيد من الهجمات على القوات الأمريكية".

ويرى خبراء الموقع أن "دعوات السوداني العلنية للخروج"، الموجهة للتحالف الدولي، إذا تمت، "ستمثل نصرًا استراتيجيًا لإيران"، كما يقول مسؤول أمريكي كبير سابق إن "إدارة بايدن وبغداد تفاوضا بالفعل حول مستقبل التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق قبل اندلاع الحرب في غزة"، لكن "الحرب غيرت نهج واشنطن في المحادثات".

ويرى جويل رايبورن، المبعوث الأمريكي الخاص السابق إلى سوريا، أنه "لا يبدو من الجيد مناقشة الانسحاب بينما يهاجم الإيرانيون الجنود الأمريكيين بالصواريخ والطائرات بدون طيار. لذلك هناك شعور لدى الإدارة بأننا بحاجة إلى إيقاف هذه المحادثات مؤقتًا".