قال خالد اليعقوبي مستشار رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، إنّ الولايات المتحدة الأمريكية أوقفت مفاوضات إنهاء وجود التحالف الدولي في العراق إثر أحداث السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وأشار اليعقوبي في تصريح متلفز تابعه "الترا عراق"، إلى أنّ رئيس الحكومة محمد شياع السوداني "كان جادًا منذ اللحظة الأولى من تولي المنصب في حسم ملف وجود قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك المستشارين العسكريين الأمريكيين".
وقال اليعقوبي، إنّ "تلك الجهود أثمرت عن إرسال وفد عراقي إلى واشنطن حيث جرى الاتفاق على تشكيل لجنة عن كل طرف، وقد شكل العراق اللجنة برئاسة قائد أركان الجيش، كما شكلت الولايات المتحدة لجنة بدورها، لدراسة الخيارات التي تؤدي إلى إخلاء الأراضي العراقية من أي تواجد للقوات الأجنبية".
وأكّد مستشار السوداني، أنّ العراق "أنجز جانبه من الاتفاق بخصوص اللجنة، لكن الولايات المتحدة الأمريكية أوقفت المفاوضات التي كان من المقرر أن تنطلق في العاشر من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، إثر أحداث غزة".
وقال اليعقوبي، إنّ الأحداث في غزة وما تبعها من هجمات على مواقع القوات الأمريكية من قبل الفصائل العراقية دفعت، مثلت "مبررات أمريكية" لتأجيل محادثات إجلاء قوات التحالف، مبينًا أنّ هذه "المبررات ليست مقنعة بالنسبة للحكومة العراقية".
ويرى اليعقوبي، أنّ الحل الوحيد لحسم الملف "يتمثل في الجلوس وتحديد جدول زمني لإنهاء وجود القوات الأمريكية وقوات التحالف الأخرى"، فيما يشير في ذات الوقت إلى ضرورة حسم الملف بالاتفاق مع واشنطن لضمان عدم تكرار الانهيار الأمني، "خاصة في ظل الظروف المضطربة التي تعيشها المنطقة"، مبينًا أنّ "ما حدث في عام 2014 يجب أن يظل ماثلاً أمام الجميع".
وأكّد اليعقوبي، أنّ العراق لم يعد بحاجة إلى وجود القوات الأجنبية على الأرض، لكنه "يحتاج إلى دعم حركة الأموال اللازمة لتمويل العمليات ضد داعش، مع بعض الأمور اللوجستية التي لا تتطلب تواجدًا عسكريًا أجنبيًا".
كما أكّد أنّ الحكومة العراقية نبهت الجانب الأمريكي إلى خطورة التصرف الفردي كما حدث في حادثة اغتيال قاسم سليماني وجمال جعفر المهندس، وأبدت جدية في ملاحقة "منفذي الاعتداءات حين أعلنت نتائج التحقيق في حادثة قصف السفارة الأمريكية وأحالت المتهمين إلى القضاء خلال 48 ساعة".
واعتبر مستشار السوداني، القصف الأمريكي الأخير الذي أودى بالقيادي في حركة النجباء "أبو تقوى السعيدي"، مخالفة لـ "نص وروح الاتفاق بين الولايات المتحدة الأمريكية والعراق"، وقال إنّ "العراق لا يقبل إلا أن يعامل كدولة صاحبة سيادة".
وفي ختام حديثه أكّد اليعقوبي، أنّ "السوداني جاد في حسم الملف، بتحديد وقت عقد محادثات جديدة مع الولايات المتحدة الأمريكية، حتى مع المبررات التي تقدمها الإدارة الأمريكية بشأن الأوضاع في المنطقة"، مؤكدًا أنّ "خطوات الحكومة بهذا الصدد محسوبة".
وفي وقت سابق اليوم، قال رئيس الحكومة محمد شياع السوداني إنّ موقف حكومته "ثابتَ ومبدئي في إنهاءِ وجودِ التحالفِ الدولي بعد أن انتهت مبرراتِ وجوده"، وأكّد أنّ الحومة "بصددِ تحديدِ موعد بدء الحوار من خلالِ اللجنةِ الثنائيةِ التي شُكلت لتحديدِ ترتيباتِ انتهاءِ هذا الوجود، وهو التزامٌ لن تتراجع عنهُ الحكومة".