أقام ملتقى "أزمر" الثقافي، بالتعاون مع نقابة الفنانين في أربيل، معرضًا فنيًا وفوتوغرافيًا، جمع الفنانين التشكيلين الكرد والعرب معًا.
شارك فنانون من بغداد وتكريت بلوحات تشكيلية في المعرض الذي يقام للعام الثاني على التوالي
وشارك في المعرض فنانون تشكيليون عرب قدموا من بغداد ومحافظات الجنوب، منهم الفنانة سارا خالد، وينا سالم يوسف، وخليل العجيلي، إضافة إلى افنانين تشكيلين كرد منهم، بهار أنور، وبشدار قادر، وعزيز بيرداود وغيرهم.
وعرض الفنانون المشاركون لوحات فنية تشكيلية تعبّر عن ثقافة المنطقة، وتعكس انسجام العادات والتقاليد والطبيعة بين العرب والكرد، إضافة إلى عرض صور فوتوغرافية لمدينة أربيل والزي التقليدي الكردي.
الفنان التشكيلي خليل ابراهيم العجيلي شارك بلوحتين قادمًا من تكريت، تحمل إحداهما "أزمان"، وتعبر عن المراحل المختلفة التي مرت بها المدينة، والثانية تعكس طبيعة العائلات في صلاح الدين وشرق تكريت.
العجيلي قال لـ "الترا عراق"، إنّ "مشاركة الفناين العرب في هذه المناسبات، تعكس الترابط الاجتماعي والإنساني بين العرب والكرد، وهي فرصة للتعرّف بالفنانين والاطلاع على عملهم الفني والاستفادة منه".
أما الفنانة نسرين شعبان من بغداد، فقد شاركت بثلاث لوحات تحكي قصة قدرة الذات البشرية على ترميم ذاتها خلال رحلة الحياة القاسية، وتقول شعبان لـ "الترا عراق"، إنّ "الفن هو اللغة الوحيدة التي توّحد كل الشعوب والطوائف والأديان. نعبّر عن إعجابنا بلوحة ما تحمل رسالة إنسانية، بصرف النظر عن صانعها، سواء كان كرديًا أو عربيًا".
ومن الفنانين التشكيلين الكرد، شاركت الفنانة بهار أنور حيدر، بلوحة تتحدث عن الدبكة الكردية، وعن ذلك تقول لـ "الترا العراق"، "حاولت من خلال هذه اللوحة إظهار أهمية الدبكة الكردية، كجزء من التراث الشعبي الكردي، والذاكرة الجمعية الكردية".
استخدمت حيدر في لوحتها، الألوان الفاتحة التي تحمل معاني الربيع والنضوج والدفء، بالإضافة للون الأصفر الذي يرمز إلى أهمية الضوء والنار في الثقافة الكردية.
وترى حيدر، أنّ جمع اللوحات الفنية التشكيلية للفنانين الكرد والعرب معًا، في معرض فني واحد "دليلاً على مدى التوافق الإنساني والاجتماعي بين الناس، بصرف النظر عن المشاكل الأخرى التي يتحدث عنها الإعلام، ورسالة واضحة عن أنّ الشعوب دائماً تميل للسلم والمحبة أكثر من الحروب".
قدم المشاركون أعمالاً تعبر عن الثقافة العربية والكردية وتداخلها في العراق تعبيرًا عن الانسجام بين مكونات البلاد
بدوره، يقول مدير دائرة الفنون المسرحية في وزارة الثقافة والشباب في إقليم كردستان هيوا سعاد، إنّ "إقامة هذه المعارض المشتركة بين الفانين الكرد والعرب من باقي أجزاء العراق، تعبّر عن التواصل الموجود بين الفنانين، ورغبتهم بنقل ثقافاتهم ودمجها والتعريف بها".
ويضيف لـ "الترا عراق"، أنّ "وزارة الثقافة والشباب في إقليم كردستان على استعداد دائم لإقامة مثل هذه المعارض والملتقيات، لأننا على يقين أنّها ستعود بالفائدة علينا، من ناحية تبادل الخبرة بين الفنانين، وتعريف الجمهور في كردستان على الفنانين العرب".
والدورة هي الثانية لملتقى "أزمر" للثقافة، وقد جرت فعالياتها على قاعة ميديا في أربيل بعنوان "رحلوا"، لتكريم ذكرى الفنان الراحل فلاح إبراهيم.