بدأت جامعة "رايس" الأمريكية العريقة بمراحل الإعداد لبناء بيت القصب "المضيف" على أرض حرمها الجامعي.
المشروع الذي كانت الجامعة قد أطلقته وبالتعاون مع مجلة "Archeology Now" المتخصصة بعلم الآثار، يهدف إلى التذكير بمجتمع سكان الأهوار في العراق وطرق معيشتهم ونمط حياتهم باعتبارهم من المجتمعات التي مازالت تحتفظ بنسقها الحياتي الخاص القائم إلى الصيد وتربية الحيوانات والتعايش مع البيئة المحيطة.
أبحرت شحنة من قصب الأهوار العراقية من ميناء أم قصر إلى مدينة هيوستن الأمريكية حيث يتوقع وصولها قريبًا
عملية بناء بيت القصب "المضيف" كانت قد انطلقت في مرحلتها الأولى، ورافق انطلاقها فعاليات ثقافية كالمحاضرات الأكاديمية المتخصصة بشأن الأهوار وسكانها وعروض الأفلام الوثائقية التي تصور حياة سكان الأهوار، أما مراحل البناء فتمثلت المرحلة الأولى بالحصول على القصب من أهوار جنوب العراق، ونقله إلى ميناء أم قصر ثم شحنه في حاويات معدة لهذا الغرض عبر الميناء العراقي إلى مدينة هيوستن الأمريكية على متن السفينة "سان أنتونيو"، التي أبحرت باتجاه الولايات المتحدة الأمريكية بشحنة القصب العراقي في الثالث من آذار/مارس الماضي.
ومن المتوقع وصول شحنة القصب خلال الأيام القليلة القادمة. وكانت الجمعية العربية الأمريكية للعلوم برئاسة الدكتور عزيز الشباني، والملتقى العراقي في هيوستن برئاسة عقيل عبد الله الأزرقي، قد أطلقا حملة لجمع التبرعات لتمويل هذا المشروع، كما أنهما من المشاركين فيه بشكل مباشر.
يقول الأزرقي، إنّ "هذا المشروع يأتي في سياق الاكتشافات الكبيرة وتزايد الأبحاث المتخصصة بالآثار العراقية، مع ارتفاع وتيرة التنقيب في المواقع الأثرية العراقية المختلفة".
ويضيف، أنّ "الملفت في دراسة الأهوار العراقية ونمطها عيشها أنّها تتشابه الى حد كبير مع البيئة لساحل الخليج المكسيكي".
وخلال الأيام القليلة الماضية أطلقت الجامعة بالتعاون مع الملتقى العراقي في هيوستن، والجمعية العربية الأمريكية للعلوم، حملة تطوعية لقص القصب من المناطق الواقعة قرب مدينة جالفستن القريبة من هيوستن.
يقول باحثون إنّ نمط المعيشة في الأهوار العراقية يشبه إلى حد كبير بيئة ساحل الخليج المكسيكي
كان الأزرقي قد شارك في هذه الحملة التطوعية، وأكّد في حديثه أنّ هذا "المضيف" سيستمر على أرض الحرم الجامعي لمدة لا تقل عن عام كامل ترافقه محاضرات علمية وفعاليات ثقافية، تسلط الضوء على حضارة القصب في الأهوار العراقية، وستجري مراسيم افتتاحه بمرحلتين، الأولى مخصصة لكبار الشخصيات، والثانية ستكون مخصصة للعامة من أكاديميين وباحثين وزوار.
من الجدير بالذكر أنّ بيت القصب "المضيف" يشكل واحدة من روائع الإرث الحضاري العراقي الذي يمتد إلى عصور ما قبل التاريخ، فقد تم تصويره في المنحوتات العراقية القديمة التي تعود إلى حضارات سومر وبابل وأكد وآشور، وتغنت به القصائد الملحمية وأساطير الخليقة العراقية القديمة، ويعده المختصون في علوم العمارة والبناء، القاعدة الأساسية لفن العمارة الرافديني الذي يشكل "قوس القصب" أيقونته الخالدة.
صور لـ (Houston Landing) تظهر متطوعين من أصول عراقية يشاركون في حملة جمع القصب في المناطق الواقعة قرب مدينة جالفستن: