10-يونيو-2023
بوابة عشتار

أحد صورة لبوابة عشتار داخل متحف بيرغامون في برلين (Getty)

التقطت المصورة "ماجا هيتيج" صورًا جديدة لبوابة "عشتار" التي بناها نبوخذ نصر في القرن السادس قبل الميلاد، حيث ستغيب عن الأنظار خلال الأعوام الأربعة القادمة مع إغلاق متحف بيرغامون في برلين للتجديد.

سيغلق المتحف الشهير في برلين تمهيدًا لأعمال تجديد تنتهي بشكل كامل عام 2037

وتظهر الصور زائرين يتجمعون أمام البوابة الثامنة لمدينة بابل الأثرية وتحتها، وأطفالاً يتفحصون بعض نقوشها التي ارتبطت باسم آلهة البابليين.

3

وحرص الزائرون على التقاط الصور التذكارية مع البوابة التاريخية الأشهر، قبل إغلاق المتحف نهائيًا في تشرين الأول/أكتوبر المقبل.

وسيعاد فتح أجزاء من المتحف في عام 2027، فيما سيتطلب الانتهاء من أعمال التجديد الكاملة، التي ينفذها المكتب الاتحادي للبناء والتخطيط الإقليمي، 14 عامًا.

ويمثل المتحف الذي يعرف باسم أشهر معالمه "مذبح بيرغامون"، المشيد بين عامي 1910 - 1930، الجزء الأكبر من جزيرة المتاحف في قلب العاصمة الألمانية والتي تضم 5 متاحف تاريخية صنفتها اليونسكو كموقع تراث عالمي.

2

يجذب المتحف أكثر من مليون زائر سنوياً وتقدر كلفة أعمال التجديد بـ 5.1 مليار يورو.

وتعد بوابة "عشتار" من أشهر ما يضمه المتحف من آثار تعود إلى المنطقة العربية، حيث اكتشفها علماء ألمان في عهد الدولة العثمانية، ونقلوها بعد الحرب العالمية الأولى على شكل قطع على مدار عقود، قبل نصبها في الجناح الجنوبي بالمتحف.

تقف بوابة "عشتار" في الجزء الجنوبي من المتحف الألماني بوصفها الأثر الأكبر والأكثر لفتًا للانتباه من بين آثار بابل

وكانت الحكومة العراقية طالبت عام 2012 برلين بإعادة "مزججات" بوابة "عشتار" بوصفها جزءًا من الإرث الحضاري والتاريخي لبلاد الرافدين.

3

وتشكل بوابة "عشتار" رمزًا لمدينة بابل في أوج ازدهارها وترجمة لروعتها التي وصفتها النصوص القديمة بدءاً بما كتبه هيرودوت وحتى أسفار العهد القديم.

شيدت البوابة عام 575 قبل الميلاد باستخدام الأحجار المصقولة الشبيهة بالسيراميك، والتي تنوعت ألوانها ما بين الأزرق والأحمر والأصفر.

وزُينت البوابة بنقوش تصور 575 تنينًا وثورًا، مع سطور منقوشة على الحجر الجيري ترد على لسان نبوخذ نصر يقول فيها: "لقد وضعت الثيران البرية والتنانين الشرسة على البوابات، ومن ثم قمت بزخرفتها على نحو فخم ومترف، لربما يحدق فيها الناس في ذهول وعجب".

3

عثر على البوابة لأول مرة عام 1887 على يد فريق الخبراء الأثريين الألمان بقيادة العالم روبرت كولدوي.

وبعد عامين من ذلك التاريخ، بدأت عمليات الحفر، لتظهر أسرار بابل القديمة بالعثور على الجدار الشرقي و"طريق المواكب"، قبل أن يكشف العلماء الألمان عن البوابة كأقوى رمز للمدينة عام 1902.

يوثق كولدوي أنّ البوابة وجدت في ذات الموقع الذي كان يتوقعه الباحثون، إذ كانت تؤشر على مدخل المدينة في بداية طريق الموكب، وهو الطريق الرئيسي الذي كان يُستخدم خلال الاحتفالات باستقبال العام الجديد.

3

وكتب كولدوي أن بوابة عشتار بجدرانها التي ما زالت تنتصب بارتفاع 12 مترًا، والمكسوة بالنقوش الزخرفية، تشكل الأثر الأكبر والأكثر لفتًا للانتباه من بين آثار بابل.

ومع استمرار أعمال التنقيب حرص العلماء الألمان على جمع أجزاء البوابة لتصبح كتلة واحدة من جديد بأقصى سرعة، لكن كل ذلك توقف باندلاع الحرب العالمية الأولى عام 1914.

طالبت الحكومة العراقية قبل أكثر من عقد بإعادة البوابة إلى البلاد باعتبارها إرثًا لوادي الرافدين

بانتهاء الحرب بعد 4 سنوات، وعلى الرغم من انهيار الإمبراطورية العثمانية إثرها واحتلال العراق من قبل القوات البريطانية، استطاع الألمان العودة إلى المنطقة عقب مفاوضات لشحن ما عثروا عليه من آثار إلى برلين بما في ذلك بوابة "عشتار".

ووفقًا لآراء علماء الآثار فإنّ البوابة المعروضة الآن لا تمثل إلاّ جزءًا من البوابة الحقيقة "الضخمة جدًا".