حدد رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، الجمعة، أبرز التحديات والأزمات التي تواجه العراق، وتحدث عن إجراءات الحكومة بصددها، فيما دعا إلى تنسيق لمواجهة الجفاف الذي بلغ ذروته في البلاد والمنطقة والتعاون في جملة قضايا من بينها المخدرات.
أشار السوداني إلى أبرز المشاكل والأزمات التي تواجه العراق وطلب دعمًا وتنسيقًا في قضايا الفساد والمخدرات والتغير المناخي
وقال السوداني في كلمة العراق أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بدروتها 78 في نيويورك، إنّ "حكومته تبنت برنامجًا إصلاحيًا شاملاً لتصحيح المسار، وإعادة الثقة بالنظام السياسي"، مبينًا أنّ أولويات الحكومة "ترتكز على توفير فرص العمل وتحقيق نهضة واسعة في الخدمات ومحاربة الفقر ورفع المستوى المعاشي ومكافحة الفساد".
وأشار السوداني إلى مشروع "طريق التنمية"، واعتبره المشروع "الرائد والأحدث في المنطقة"، وأكّد أنّ المشروع هو "الطريق الأنسب والأفضل للتجارة والتبادل الاقتصادي في المنطقة، وفي فضاء النقل والاقتصاد".
وحول الفساد، قال السوداني، إنّ حكومته "تلاحق المطلوبين أينما وجدوا، ومهما كانت مناصبهم وانتماءاتهم لتسليمهم إلى القضاء، من أجل القضاء على هذه الآفة"، مطالبًا دول العالم بالمساعدة عبر "تسهيل عمليات متابعة المطلوبين واسترداد الأموال المنهوبة".
فيما أكّد في ملف العلاقات السياسية الخارجية أنّ "العراق يحرص على سياسة تقريب وجهات النظر والمشتركات"، وقال إنّ "العراق يريد أن يكون مصدرًا للاستقرار الإقليمي والدولي، وجزءًا من الحل في أية مشكلة إقليمية أو دولية".
كما أكّد الالتزام بـ "مبادئ القانون الدولي واحترام القرارات الأممية، ورفض التدخل في شؤون البلدان الداخلية تحت أي ذريعة"، وطالب الجميع بـ "احترام سيادة العراق وسلامة أراضيه".
وتحدث السوداني أيضًا عن مؤتمر بغداد المقرر نهاية هذا العام، وقال إنّ المؤتمر يهدف إلى تحقيق "تكامل اقتصادي واستقرار إقليمي، دون اتخاذ سياسة المحاور مسارًا في العلاقات، بل التعامل مع الجميع وفق المصلحة الوطنية".
داخليًا، قال السوداني إنّ حكومته تضع ملف النازحين "ضمن أولوياتها"، وكذلك إعادة إعمار المدن المحررة، وتحرص على "حسم ملف المفقودين المغيبين على يد داعش، وتقديم الدعم المادي والنفسي لعوائلهم".
وأشار، إلى توجه العراق نحو "المصادقة على سياسة حماية المدنيين (..)، من خلال تدريب القوات الأمنية ومراقبة الأداء بما يخص حماية المدنيين من الأخطاء التي تقع أثناء النزاعات المسلحة أو الكوارث الطبيعية، ليكون العراق أول دولة في الشرق الأوسط تتبنى هكذا سياسية".
وأكّد رئيس الحكومة، التوجه لإقامة الانتخابات المحلية، وإدارة "أفضل العلاقات مع كردستان والمحافظات على نحو متساو، واستمرار الحوار مع ممثلي الإقليم والحكومات المحلية في عموم العراق".
وفي ملف التغير المناخي، دعا السوداني إلى إقامة تجمع إقليمي يضم دول شواطئ الخليج من العراق وإيران والدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي لـ "تنسيق الجهود الإقليمية لإدارة المياه، ومواجهة التغييرات المناخية، وتعزيز حماية البيئة"، مبينًا أنّ هذه الدول ستتعرض أكثر من غيرها لارتفاع درجات الحرارة.
وتحدث السوداني أيضًا عن مخاطر المخدرات، مشيرًا إلى أنّ حكومته تبنت "استراتيجية لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية"، ودعا إلى "تكثف الجهود والتنسيق لمحاربة المخدرات".
وفي ختام كلمته أكّد رئيس الحكومة، موقف العراق الواضح والثابت من الحق الفلسطيني في إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس، وأكّد أيضًا "دعم العراق لوحدة سوريا".
وحذر السوداني من خطورة "جرائم حرق القرآن"، مبينًا أنّ هذه "الجرائم تستهدف الاعتداء على ربع سكان العالم، وآخرين ينظرون باحترام وتقدير للمقدسات".
وقال إنّ "العراق ذاق مرارة التطرف الديني وعرف مآلاته، وهذه الأفعال من صلب الدوافع لخلق التطرف والتشجيع نحوه".
نص الكلمة الكامل: