في 14 أيلول/سبتمبر، وفي غمرة أزمة رواتب موظفي إقليم كردستان، وصل مسرور بارزاني إلى العاصمة بغداد، وذلك لـ"إجراء محادثات مع رئيس الوزراء الاتحاد ورئيسي الجمهورية ومجلس النواب وعدد من زعماء القوى السياسية"، بهدف "التأكيد على ضمان حماية الحقوق الدستورية لمواطني إقليم كردستان، على أمل أن نجد حلولًا للمشاكل العالقة".
قال قيادي في "اليكتي" إنّ زيارة الوفد الكردي لم تخرج بحلول جدية وواقعية
ومنذ أيام، تطرح أسئلة عن الحلول التي توصل إليها رئيس حكومة إقليم كردستان، مع قادة الحكومة في بغداد، خصوصًا أن ثلاثة أشهر ستمضي دون رواتب لموظفي الإقليم.
وظهرت آراء متضاربة حول مخرجات زيارة الوفد الكردي إلى بغداد، إذ أكد القيادي في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، غياث سورجي، أنّ الأزمة مستمرة والوفد الكردي في بغداد لم يخرج بحلول جدية وواقعية، على الرغم من أن الحلول "موجودة على الطاولة".
وقال سورجي في حديث لـ"ألترا عراق"، إنّ "زيارة الوفد الكردي لم تخرج بحلول، معللًا ذلك لأنه "يجب ترك العناد بالرأي من قبل حكومة الإقليم من أجل إيجاد مخارج طرق من الأزمة الحالية".
والحلول ـ بالنسبة لسورجي ـ مرهونة بـ"تطبيق الدستور وفقرات قانون الموازنة، لا باتفاق سياسي جديدة يعيد الأمور للمربع الأول كما السنوات السابقة".
وقال سورجي إنّ "أموال إقليم كردستان قد نهبت والبحث عنها واسترجاعها يحتاج لعدة لجان تتقصى الحقائق حولها ولا تتأثر بالنفوذ السياسي"، مبينًا أنّ "نفط الإقليم مستمر بالتهريب بمعدل 400 ألف برميل نفط يوميًا، ولا يوجد التزام بالاتفاقات مع بغداد بتسليم النفط إلى سومو ليتم تصديره كما بقية النفط المنتج من عموم البلاد".
سورجي، عبّر عن استغرابه من "استمرار سلطات الإقليم مطالبة بغداد بتسديد مستحقات الموظفين، وهي لا تلتزم بأي نقطة مما جرى الاتفاق عليه سياسيًا وحتى ضمن الموازنة"، مؤكدًا أنّ "أولى براهين إثبات حسن النية ضرورة إيقاف تهريب النفط، لأن الحكومة الاتحادية غير ملزمة باتفاقات أربيل مع أنقرة خلال السنوات الماضية، وهناك قرارات دولية تثبت بطلان هكذا اتفاقيات غير دستورية".
وبحسب سورجي فإنّ "وفد الإقليم يريد تسديد أموال رواتب الموظفين لتموز وآب وأيلول عبر سلف لحين حسم تطبيق الموازنة، أو دفع رواتب ما متبقي من السنة، ثم يليه تطبيق الموازنة الاتحادية في مطلع 2024"، مبينًا أنّ "اختيار أحدى المقترحين مرهون بقرار من مجلس الوزراء الاتحادي الذي سيناقش بدوره أي الخيارين مناسب وأقرب للتطبيق".
قال قيادي في "البارتي" إنّ الوفد الكردي خلال زيارته لبغداد أزعج الكثير بسبب مطالبته بحقوق الإقليم كاملة
وفي الأثناء، وصف القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني، ريبين سلام، زيارة الوفد الكردي إلى بغداد برئاسة مسرور بارزاني بـ"المختلفة عن سابقاتها".
ويقول سلام لـ"ألترا عراق"، إنّ "الاتفاقات السياسية والحكومية التي جرت خلال الفترة الماضية منذ تشكيل الحكومة ولغاية إقرار الموازنة قد تم الإخلال بها من قبل بعض الأطراف ولهذا أنتجت المشاكل الحالية مجددًا"، مبينًا أنّ "زيارة الوفد الكردي كانت مختلفة وتمضنت طرحًا لعدة حلول، سيتم البت بها خلال الأيام المقبلة لحل الأزمة المالية في الإقليم".
والخيارات لدى جميع الأطراف السياسية لحل المشاكل مبنية على "أساس الفعل ورد الفعل وليس بدراسة وتخطيط ومراعاة للمصالح المشتركة"، وفق سلام الذي بيّن أنّ "الوفد الكردي خلال زيارته لبغداد قد أزعج الكثير بسبب وحدته ومطالبته بحقوق الإقليم كاملة دون نقصان".
وفي السياق، يؤكد النائب عن ائتلاف دولة القانون، محمد الزيادي، إمكانية التوصل لحلول بين بغداد وأربيل بشأن إطلاق أموال الموازنة الاتحادية ورواتب موظفي الإقليم وملفات أخرى مشتركة، مبينًا أنّ "الإطار التنسيقي وائتلاف إدارة الدولة ناقش في أكثر من مناسبة سابقة جميع الخلافات وحلولها".
ويقول الزيادي لـ"ألترا عراق"، إنّ "زيارة رئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني لبغداد تضمن طرح أكثر من 5 ملفات مشتركة ومهمة للتفاهم مع الحكومة الاتحادية بضمنها الرواتب وتصدير النفط والمنافذ الحدودية وأحزب المعارضة".
وقال الزيادي أيضًا إنّ "المركز قد عبر عن حسن نيته مسبقًا وقبل الزيارة، حيث أوفى بجميع التزاماته وفقًا للدستور وقانون الموازنة والاتفاقيات السياسية".
وزعم الزيادي أنّ "الأطراف السياسية في بغداد جميعها داعمة لقرارات واتفاقات رئيس الحكومة محمد شياع السوداني التي تراعي الإنصاف والعدالة بين جميع المحافظات وليس عزل جزء عن آخر كما يريد الإقليم"، مضيفًا أنّ "هذه الحكومة قادرة على فرض السلطة الاتحادية في كل وقت وأي ملف بضمنها أعداد موظفي الإقليم وإدارة المنافذ الحدودية وتصدير النفط".
وتحدث الزيادي عن "وجود الكثير من علامات الاستفهام التي يجب إجابة الإقليم عنها بشكل وافي وعدم تسويف الحديث عنها"، مؤكدًا أنّ "بداية جميع الحلول تتمثل بصدق حكومة الإقليم في الالتزام بما اتفقت عليه مع بغداد وليس البحث عن اتفاقات جديدة في الزيارات الأخيرة".