منذ سبعة أشهر، وخلال اعتصامات جمهور الإطار التنسيقي الرافض لنتائج الانتخابات،وأثناء توثيقها من قبل الناشط الصحفي باسم الزعاك في بث مباشر على صفحته الشخصية في فيسبوك، تم اعتقاله وتغييبه.
باسم الزعاك، وأمن الحشد، هل يستطيع رئيس الوزراء الذي يعرفهم جيدًا، أن يساهم بالكشف عن مصيره؟!
منذ سبعة أشهر، وعائلة الزعاك تناشد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، لمعرفة مصير والدهم المغيب، علمًا أن اعتصام الإطاريين كان وسط بغداد، عند بوابة المنطقة الخضراء، التي لا تغيب عنها شاردة أو واردة، بسبب عدد كاميرات المراقبة التي تراقب مداخل المنطقة الخضراء، ولم تستطع القوات الأمنية إلى اليوم معرفة مصيره، أو من الممكن أنها لا تحاول الكشف عن مصير الزعاك.
كلنا نعرف مديرية أمن الحشد، المتهمة بتغييب الكثير من الناشطين في تظاهرات تشرين، بشهادات مختطفين تم إطلاق سراحهم بعد التعذيب والتهديد وإجبارهم على التعهد بعدم مشاركتهم في الاحتجاج. أمن الحشد التي على ما يبدو ليست تحت أُمرة رئاسة الوزراء، وقد وصفتها منظمة "إنهاء الإفلات من العقاب" في بيان لها تطالب فيه بالإفراج عن الزعاك "أن مديرية أمن الحشد الشعبي تعد من بين أكثر التشكيلات الأمنية والعسكرية غموضًا في العراق، وهي تبدو من خلال سلسلة من الأحداث الأمنية الأخيرة غير خاضعة لسلطة القائد العام للقوات المسلحة النظامية، وتملك حصانة غير مبررة من المساءلة وبعيدة عن طائلة القانون".
وهذا حقيقي، "أمن الحشد" المتهمة بتصفية ناشطين مشاركين في تشرين، وبتغييب ناشطين ليومنا هذا، كيف لها أن تسمح لناشط عرف بولائه للاحتجاجات العراقية مثل "باسم الزعاك" أن يوثق اعتصامهم الذي هم يعرفون جيدًا أنه ليس اعتصام مواطنين رافضين نتائج الانتخابات وإنما اعتصام لمنتسبين في الفصائل المسلحة المنضوية تحت مسمى "الحشد الشعبي"، خرجوا بأمر من الأحزاب الخاسرة للاعتصام، وفُرضت على البعض عقوبات في حال لم يشاركوا الاعتصام، منها قطع الراتب، والفصل. وظهرت صور وفديوات توثق حقيقة اعتصام الإطاريين.
باسم الزعاك، وأمن الحشد، هل يستطيع رئيس الوزراء الذي يعرفهم جيدًا، أن يساهم بالكشف عن مصيره؟!
فبعد صرخات أم باسم في وقفة احتجاجية في بغداد، تطالب بالكشف عن مصير الزعاك، وبكاء نجل باسم، المطالبين بالكشف عن مصير والدهم، ومناشدين رئيس الوزراء، الذي ما زالوا يظنونه قادرًا على كشف مصير والدهم، والإفراج عنه، أي خيبة تلاحق السلطة، ورئيس وزرائها، وهم غير قادرين على تلبية مناشدات أم تصارع بين الحياة والموت، تطالب بالكشف عن مصير ابنها!
حكومة غير قادرة على إنهاء الافلات من العقاب، وجناة قتلة يتمتعون بحصانة السلطة
ولا يخفى علينا، عندما تحرك الكاظمي بجهاز مكافحة الإرهاب، لمدينة الناصرية، لتحرير المختطف المغيب "سجاد العراقي" الذي كان يعرف مكانه جيدًا، كيف أصبح الجهاز والكاظمي أُضحوكة، بقوتهم وعدتهم لاقتحام منطقة كان يشتبه أن سجاد العراقي مختطف فيها من قبل فصيل مسلح، وهذا الفصيل كذلك تابع لـ"الحشد الشعبي"، ولم يتم الافراج عن سجاد ليومنا هذا!
ولا نذهب بعيدًا، رئيس الوزراء نفسه الذي صافح قبل أيام المتهم بقتل الناشط الكربلائي "إيهاب الوزني"، والذي لا زالت عائلة الوزني تتهمه بقتل ولدها، وأعني "قاسم مصلح"، الذي وقف لأيام على تهمة تصفية ناشطين في كربلاء من ضمنهم الوزني، وأكد إعلام الحشد بأن "مصلح" سيخرج قريبًا، وباعتذار رسمي من معتقليه، وترحيب وسط العتبة العباسية في كربلاء باطلاق سراحه!
لم يتمكن هذا الكاظمي من شيء، ولا حتى ممن حاول اغتياله في الفترة السابقة، رغم تصريحه بعد الحادثة أنه "يعرفهم جيدًا"،ولم يحرك ساكنًا.
حكومة غير قادرة على إنهاء الافلات من العقاب، وجناة قتلة يتمتعون بحصانة السلطة، وأدلة لا زالت على طاولة من يعرفهم جيدًا، ولا يحرك ساكنًا، هذا مصير الناشطين في العراق.
