مع عدم إصدار الحكومة العراقية أي تعليق حول بيان رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تكشفت المزيد من التفاصيل حول واقعة اختطاف الإسرائيلية الروسية إليزابيث تسوركوف، 36 عامًا، وسط العاصمة بغداد.
واتهمت حكومة الاحتلال، الأربعاء 5 تموز/يوليو حركة "كتائب حزب الله" الموالية للمرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، وأبرز الفصائل المسلحة في العراق، بالوقوف وراء اختطاف تسوركوف قبل أشهر مضت.
تقول عائلة تسوركوف إنّها اختطفت في شهر آذار/مارس الماضي من مدينة الكرادة وسط بغداد
فيما قالت عائلة تسوركوف، إنّ الأخيرة اختطفت في مدينة الكرادة، قلب العاصمة، أواخر شهر آذار/مارس، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز".
وتحمل تسوركوف جوازي سفر إسرائيلي وروسي ودخلت البلاد باستخدام جواز سفرها الروسي، لـ "إجراء بحث أكاديمي"، كما ادعى مكتب نتنياهو، حيث تدرس في جامعة "برينستون"، وهي زميلة في معهد "نيو لاينز" للاستراتيجية والسياسة، وهي مجموعة بحثية مقرها واشنطن.
كما أكّد مكتب نتنياهو أنّ المختطفة ما تزال على قيد الحياة.
وأكدت عائلة تسوركوف في بيان أنّها اختطفت أثناء إجراء بحث لأطروحة الدكتوراه في برينستون.
وتبرز "كتائب حزب الله" في العراق كواحدة من أخطر الجماعات المسلحة، ولها ارتباط وثيق بالحرس الثوري الإيراني وحزب الله في لبنان، كما أنّها مدرجة من قبل الإدارة الأمريكية كمنظمة إرهابية.
وتتهم واشنطن الحركة بالمسؤولية عن هجوم قاعدة "كي وان" حيث قتل متعاقد أمريكي عام 2019، وردت القوات الأمريكية بقصف على الحدود خلف عشرات القتلى والجرحى، وكان من تبعاته اغتيال قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني وجمال جعفر "المهندس"، المسؤول الأول عن الحركة آنذاك ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي.
وعلى مدار أشهر بعد ذلك، هاجمت الحركة مواقع للجيش الأمريكي ومقر السفارة الأمريكية باسم "فصائل ظل"، وفق مصادر أمنية ومختصين.
أجرت تسوركوف عملية جراحية طارئة في الظهر في بغداد واختطفت أثناء فترة تعافيها من التدخل الجراحي
وعلقت الخارجية الأمريكية على قضية المختطفة الإسرائيلية، وفق نيويورك تايمز، وقالت في بيان الأربعاء "نحن على علم بهذا الخطف وندين خطف المواطنين العاديين. نحيل الأمر إلى السلطات العراقية للتعليق".
وتشير المعلومات التي نشرتها الصحيفة الأمريكية إلى أنّ تسوركوف قد اختطفت في وقت سابق من هذا العام أثناء عودتها إلى منزلها في بغداد بعد مغادرتها مقهى "رضا علوان" في الكرادة، وهو حي معروف بأجوائه المريحة، على حد تعبير الصحيفة.
لكن الحي الراقي وسط بغداد يعد أيضًا مكانًا مفضلاً لعناصر الفصائل المسلحة حيث تنتشر مقار علنية رسمية وأخرى سرية.
يقول صحافي وكاتب يعمل في بغداد لـ "الترا عراق"، إنّ الكثير من الصحافيين والناشطين "يتجنبون الكرادة حيث ينشط عناصر الميليشيات ويراقبون حركات المؤثرين وصناع الرأي".
ويضيف الصحافي مشترطًا عدم كشف هويته، أنّ "الكرادة منطقة مفضلة بالنسبة للميليشيات حيث يتحرك عناصرها بكل حرية على مرأى ومسمع من قوات الأمن".
ووقع اختطاف تسوركوف بعد أيام من إجرائها "عملية جراحية طارئة في الظهر في بغداد"، حيث كانت تتعافى كما تشير نيويورك تايمز.
وتؤكّد الصحيفة نقلاً عن مسؤولين عراقيين، أنّ تسوركوف التي تجيد العربية بطلاقة تحدثًا وكتابة، عملت في جميع أنحاء الشرق الأوسط لأكثر من عقد من الزمان وزارت العراق أكثر من 10 مرات، فيما تركز أبحاثها على سوريا والعراق.
قالت الخارجية الأمريكية إنّها على علم بحادثة اختطاف الناشطة الإسرائيلية في قضايا الشرق الأوسط وتدين اختطاف المدنيين
ولدت تسوركوف عام 1986 في سانت بطرسبرغ، روسيا، وهي ابنة أحد المعارضين السياسيين الذين سجنتهم السلطات السوفيتية، ثم هاجرت عائلتها في نهاية المطاف إلى إسرائيل ووصلت في عام 1990.
خدمت تسوركوف في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وحصلت لاحقًا على درجة البكالوريوس في العلاقات الدولية من الجامعة العبرية في القدس، ودرجة الماجستير في دراسات الشرق الأوسط من جامعة تل أبيب والعلوم السياسية من جامعة شيكاغو، فيما تعيش في إسطنبول وفقا لموقعها على الإنترنت.