14-مارس-2024
عيد الخليقة

يستمر الاحتفال بعيد الخليقة لخمسة أيام (فيسبوك)

يحتفل الصابئة المندائيون في العراق، بـ"عيد الخليقة"، وهو من أشهر أعيادهم، ويعرف أيضًا بعيد "البرونايا"، باللغة الآرامية المندائية، حيث يقيمون طقوس الاحتفال والتعميد في الماء الجاري على نهري دجلة والفرات. 

تسمى الأيام الخمسة في عيد الخليقة بـ"البيضاء" حيث يتساوى فيها الليل والنهار ويتمكن المندائي من أداء طقوسه الدينية ليلًا ونهارًا بعد أن كانت مقتصرة على النهار فقط 

وفي تدوينة لرئيس الجمهورية العراقي، عبد اللطيف رشيد، قال فيها، إنه "بحلول عيد الخليقة (البرونايا)، نتقدم بأحر التهاني والتبريكات إلى أبناء شعبنا وأخوتنا في الوطن من الصابئة المندائيين". 

وأضاف رشيد: "نستحضر بهذه المناسبة الطيبة الإرث الكبير لهذا المكون الأصيل الذي تمسّك بهويته الوطنية وساند أخوته في الوطن من باقي المكونات في مواجهة مختلف التحديات إلى جانب الإسهام في إثراء الحضارة والتاريخ العراقي". 

ويحتفل المندائيون في أربعة أعياد دينية، هي "البرونايا والثاني هو دهوا ربا والثالث دهوا حنينة وآخرها عيد التعميد الذهبي أو دهوا آد ديمانه"، بحسب حديث سابق لـ"ألترا عراق"، مع الزعيم الديني للصابئة في العراق والعالم، الريشمة ستار جبار الحلو.

لكن يبقي "البرونايا" أو "عيد الخليقة" الذي يستمر خمسة أيام "عيدًا يستقبله المندائيون استقبالًا جميلًا ويفرحون بقدومه لأن أبواب النور تفتح في هذه الأيام، وتنزل الملائكة والأرواح الطاهرة من السماء على الأرض، لتصبح الأرض جزءًا من عالم النور"، على حد تعبير الحلو. 

وتسمى الأيام الخمسة في عيد الخليقة بـ"البيضاء"، حيث "يتساوى فيها الليل والنهار ويتمكن الإنسان المندائي من أداء طقوسه الدينية متى يشاء، ليلًا ونهارًا، خلافًا لبقية أيام السنة التي يقتصر أداء الطقوس فيها على النهار حصرًا، كما أن الكون والبشرية خُلقت بهذه الأيام الخمسة"، وفق الحلو. 

ويستخدم الصابئة المندائيون التعميد في أيام الأعياد وفي الزواج والوفاة، كما يتم تعميد الأواني في ماء النهر الجاري، ويرتدون ملابس خاصة بيضاء في التعميد وخلال طقوس العيد. 

ويحيي الصابئة طقوس العيد بالملابس البيضاء قرب نهري دجلة والفرات، لأنها وفق اعتقادهم "الملابس التي كان يرتديها النبي يحيى بن زكريا، حيث يقومون وفق حديث سابق لرجل الدين المندائي، الأشكندة سالم الخميسي بـ"إدخال المعتمد إلى النهر وإخراجه لكي يغتسل من ذنوبه وخطاياه مهما كانت كبيرة، وأثناء ذلك نرتل نصوص الكتاب المقدس للمندائيين الكنزا ربا والدعاء بالبركة لجميع المؤمنين ولجميع المندائيين المصبوغين في الماء الحي الذين للحي الله، يشهدون والأعمال الصالحة يعملون، مبينًا "وعندها يخرج المعتمد كأنه ورقة بيضاء قد اغتسل من كل الخطايا والذنوب".

عيد الخليقة

وفي الأثناء، قال المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، إن الأخير هنأ الصابئة المندائيين بذكرى عيد الخليقة. 

وفي تدوينة على منصة "إكس"، قال السوداني: "خالص التهاني وأزكى التبريكات، نتقدم بها إلى الصابئة المندائيين، أبناء شعبنا الأصلاء، وهم يحتفلون بذكرى عيد الخليقة (البرونايا)".

يحيي الصابئة طقوس العيد بالملابس البيضاء قرب نهري دجلة والفرات

السوداني قال أيضًا في تدوينته: "نستلهم من هذه المناسبة العزيزة أهمية التنوّع الحضاري والثقافي لوطننا الحبيب، وهي فرصة لتأكيد استمرار حكومتنا في برنامجها الشامل، لرعاية وخدمة جميع أبناء مكوّنات شعبنا الكريم".

وذكر القرآن الصابئة في ثلاثة من سوره، وهي الحج والبقرة والمائدة، ويرى بعض الباحثين أنه من الصعب أن يعرف للديانة المندائية مؤسّس، وهذه الخاصية ميزتهم عن اليهودية والمسيحية والمانوية وحتى الإسلام وغيرها من الديانات العالمية.

ومن كتبهم المقدسة، كتاب "الكنزا ربا" أي الكتاب العظيم، ويحتوي على صحف الأنبياء الذين يؤمنون بهم كآدم وشيت وأدريس ويحيى، وحول هذا يقول الباحث العراقي رشيد الخيون، إن "من يدرس كتاب المندائيين الكنزاربا، ويقارنه بنصوص القرآن، ويدرس فقههم ويقارنه بالفقه الإسلامي سيجد الموافقة واضحة بين الديانتين".