جدد رئيس الحكومة العراقية محمد السوداني، يوم السبت 21 تشرين الأول/أكتوبر 2023، الحديث عن رفض تهجير الفلسطينيين، مبينًا أن النظام العالمي أمام امتحان جديد لما يحدث في عزة من جريمة حرب، قائلًا إن ليس من حق ليس من حقِّ أحدٍ أنْ يتصالح نيابةً عن الشعبِ الفلسطيني.
فلسطين كانت وما زالت شاهدًا على فشل النظام العالمي
جاء ذلك في كلمة أمام قمة القاهرة للسلام 2023 المخصصة لمناقشة تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، قال فيها إن "الشعب الفلسطيني يتعرض إلى عملية إبادة جماعية باستهدافِ المدنيين في المجمعاتِ السكنية والكنائس والمستشفيات"، مشيرًا إلى أن "مجزرة مستشفى المعمدانية أظهرت الوجه الحقيقي للاحتلال الصهيوني، ونواياه التي تجاوزت كلَّ الخطوط الحمراء".
وانتقد الرئيس العراقي "وصف بعض الأصدقاء للعدوان على قطاع غزة بأنه "دفاع عن النفس"، مؤكدًا أن ما يحدث في غزة "جريمة حرب مُكتملة الأركان، بدأت بقتل العُزل وفرض حصار خانق على ما تبقى من الأحياءِ منهم".
وأضاف: "من الصعب أن نصوّر بالكلمات ما يحدث يوميًا من أعمال فظيعة ومذابح، ودفن للأبرياء تحت أنقاضِ منازلِهم على أرض نزوحهم الأوّل أيامَ نكبة عام 1948"، مبينًا أن "الكيان الصهيونيّ مستمرٌ في خرق القوانين، بما فيها قوانين الحرب".
الأوضاع في فلسطين وصلت إلى هذه المرحلة بسبب عدم احترام القرارات الدولية
وقال السوداني إن "غزّة تشكل اليوم امتحانًا جديدًا للنظام العالميِّ، الذي فشل مرات عدةٍ في تطبيق ما ينادي به من قيم الإنسانية والعدل والحرية، وفلسطينُ شاهد حيّ على هذا الفشل"، مؤكدًا أن "الاحتلال مستمرٌ في خرق اتفاقية جنيف الثالثة الخاصة بأسرى الحروب، والاتفاقية الرابعة التي توفرُ الحماية للمدنيين في الأراضي المحتلة".
وأضاف: "يواصل الكيان الصهيوني خرقه للعهد الدوليِّ الخاصِّ بالحقوق المدنية والإعلان العالمي لحقوقِ الأنسان، وأكثر من 78 قرارًا لمجلس الأمن متعلّقًا بالقضية الفلسطينية"، لافتًا إلى أنه "لو جرى احترام القرارات الدولية، وتولت الهيئات الدولية مسؤولياتِها، ما وصلت القضية الفلسطينية إلى هذه الأوضاع المأساوية".
وتساءل السوداني: "متى نقر بأن الظلم لن يأتي بسلام وأن ما يقوم الكيان الصهيوني انتهاك لكل القوانين الإنسانية"، مضيفًا: "حان الوقت لوضع حدٍّ لهذا الاحتلال البغيض، ووقف معاناة الشعبِ الفلسطيني"، لأن "الظلم لا ينتج سلامًا مستدامًا، ولا سبيل لتحقيق الأمن وإنهاء العنف إلا بإزالة أسبابه، وفي مقدمتها الاحتلال وسياسات التمييز العنصري".
استمرار تجاهل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني لا ينتج إلا المزيد من العنف والتطرف وعدم الاستقرار في المنطقة والعالم
ولفت السوداني إلى أن توسع الحرب الحالية "شيؤثر ذلك في الأمن الدولي وامتداد الصراع إقليميًا، ويهدد إمدادات الطاقة للأسواق العالمية، ويضاعف الأزمات الاقتصادية العالمية، ويفتحُ الباب على صراعات أعمقَ وأوسع"، مشددًا على "ضرورة الوقفِ الفوري لإطلاق النار، وفتح المعابر الحدودية والسماح بدخول المساعدات الإنسانية وموادِّ الإغاثةِ، ثم العمل على ضمان تبادل آمن وشاملٍ للأسرى والمُعتقلين"، وعلى "بذل الجهود لرفع الحصار، بشكلٍ كامل، عن قطاع غزة لضمان عدم تكرار المأساة".
وجدد السوداني رفض "العراق بشدةٍ محاولات إفراغ قطاع غزة من أهله"، وأنه "لا مجال للحديث عن إعادة التوطين، أو خلق معسكراتٍ للّجوء، ولا مكان للفلسطينيين إلّا أرضهم"، داعيًا "إلى إنشاء صندوقٍ لدعم وإعمار القطاع، ولن يتأخر العراق عن تقديم أية مساعدةٍ ممكنة".
وأكد رئيس الحكومة العراقية على ضرورة "وقف تذويب القضية الفلسطينية ومحاولة دفنها، وليس من حقِّ أحدٍ أنْ يتصالح ويتنازل أو يتبرّع نيابةً عن الشعبِ الفلسطيني، فالفلسطينيون هم أصحابُ الأرض والقضية"، إذ أن "الشرعيةَ الدولية، ومعها كلُّ الشعوبِ الحرة، ما زالت تنادي بدولة فلسطينية عاصمتُها القدس، لا تمزّقُها المستوطنات، أو تذلُّها المعابرُ وسياساتُ التجويع"، حيث أن "الاستمرار بتجاهل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني لا يُنتج إلّا المزيد من العنف والتطرف، والمزيد من عدم الاستقرار في المنطقة والعالم".
الاحتلال الصهيوني أظهر وجهه الحقيقي بقصف المستشفى المعمداني
وكان السوداني وصل اليوم إلى القاهرة للمشاركة في قمة القاهرة للسلام 2023، إذ قال قبل يومين، إنه سيلبي "دعوة مصر لعقد مؤتمر دولي لبحث التطورات الميدانية في غزة"، وذلك بهدف "وقفة سياسية موحدة للدول الكبيرة من أجل أن تضع حلًا عادلًا للفلسطينيين" من خلالها.
وشارك في القمة، ممثلو عن دول العراق وفلسطين وقطر والسعودية والكويت والمغرب والإمارات والبحرين، وتركيا، بالإضافة إلى أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش، فضلًا عن المبعوث الخاص للصين، والمبعوث الخاص الأمريكي، ووزير خارجية النرويج، ونائب وزير الخارجية الروسي، ورئيس المجلس الأوروبي، كما حضر رؤساء حكومات كل وزراء كل من، بريطانيا وإيطاليا وإسبانيا، وقبرص، والبرازيل.