يوصل العديد من موظفي المؤسسات بمحافظة السليمانية في إقليم كردستان، إضرابهم احتجاجًا على توقف رواتبهم، فيما كان آخر من التحق بهذه الإضراب، هم معلمو المحافظة، بالتزامن مع بدء العام الدراسي الجديد.
قال نائب إن موظفي الإقليم لم يتسلموا رواتبهم لشهري تموز وآب
ويسيطر على السلطة بمحافظة السليمانية، حزب الاتحاد الوطني الكردستاني "اليكتي" الذي يعيش منذ أشهر بخلافات واسعة مع الحزب الرئيسي الحاكم في أربيل، الديمقراطي الكردستاني، "البارتي".
وفي تعليقه على إضراب المؤسسات والدوائر بمحافظة السليمانية، اعتبر النائب عن الاتحاد الوطني الكردستاني، غازي كاكائي، أنّ أول الحلول بين بغداد وأربيل تكمن بـ"المبادرة في إرسال أموال الموظفين والبيشمركة والمتقاعدين".
وقال كاكائي لـ"ألترا عراق"، إنّ "المواطنين في إقليم كردستان ليس لهم أي ذنب سواء بتنفيذ الاتفاقية المبرمة بين بغداد وأربيل حول الموازنة، أو لم تنفذ، لأن "الموظفين يريدون مستحقاتهم الشهرية لتوفير احتياجاتهم مقابل الواجبات التي يؤدونها في دوائرهم".
وأشار العضو عن "اليكتي"، إلى أنّ "الموظفين عليهم ضغوطات كبيرة ويجب تخفيفها بإبعادهم عن الأزمات حيث لم يتسلم أي موظف أو جندي في البيشمركة رواتبهم لشهري تموز/يوليو وآب/أغسطس، واليوم نتحدث في شهر أيلول/سبتمبر بلا أي مستجدات، بينما بقية محافظات العراق على وشك استلام رواتبهم لهذا الشهر".
ولفت العضو عن "اليكتي"، إلى أنّ "الحكومة الاتحادية يجب توحيد نظرتها لمواطني الإقليم مع نظرتها لبقية المواطنين في الموصل والبصرة وغيرها من المحافظات، لأن هذه الإشكاليات لا تتحمل التأخير".
قال عضو في "اليكتي" إن أزمة بغداد وأربيل لها تبعات اقتصادية واجتماعية كبيرة وإضراب الموظفين أحد إفرازاتها
وبالنسبة لكاكائي، فإنّ أول الحلول بين بغداد وأربيل تكمن بـ"المبادرة في إرسال أموال الموظفين والبيشمركة والمتقاعدين"، مبينًا أنّ "ذلك لا يعني الاستغناء عن الموازنة بل يجب تطبيق بنودها وذلك يتحمله أطراف بغداد وأربيل".
أما عضو الكادر المتقدم لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني، محمود خوشناو، فقد اعتبر ما يجري في إقليم كردستان بعدم تسليم رواتب الموظفين للشهرين الماضيين، "أوضاع غير صحيحة أثمرت عن إضراب الموظفين المطالبين بحقوقهم".
وقال خوشناو لـ"ألترا عراق"، إنّ "عدم تسليم رواتب الموظفين في السليمانية وعموم الإقليم، أثقل كاهل المواطنين بشكل كبير نتيجة خلافات المركز والإقليم، حيث يجب النأي بأنفسهم عن معاشات المواطنين والوصول لحلول تنهي هذه الأزمة".
وأشار خوشناو إلى أنّ "أزمة بغداد وأربيل لها تبعات اقتصادية واجتماعية كبيرة وإضراب الموظفين أحد إفرازاتها"، مضيفًا أنّ حزبه "يدعو باستمرار لضرورة حل هذه المفاوضات والملفات التي أسفرت عما وصلت إليه الأوضاع في الإقليم اليوم".
قال مسؤول في صحة السليمانية إنّ انتشار مرض الكوليرا وازدياد مخاطره ينذر بصعوبات كبيرة على الدوائر الصحية من خلال إضراب الموظفين
وفي الأثناء، أوضح معاون مدير دائرة صحة محافظة السليمانية، هيرش سليم، تطبيق إضراب الموظفين في الدوائر الصحية.
وقال سليم، لـ"ألترا عراق"، إنّ "عددًا من موظفي دوائر صحة السليمانية، أعلنوا عن إضراب مفتوح عن العمل لعدم تسلّم رواتبهم لشهري تموز وآب الماضيين"، مبينًا أنّ "للموظفين في جميع الدوائر حقوق كما عليهم واجبات ولذلك هم على حق بالمطالبة برواتبهم بوقتها المحدد".
ولفت إلى أنّ "الإضرار مستمر لغاية إطلاق رواتب الموظفين المتأخرة ويمكن شموله لدوائر أخرى بحال استمرار هذا الوضع المالي"، مؤكدًا أنّ "الوضع في محافظة السليمانية ليس بعيدًا عن بقية محافظات الإقليم، فتأخر الرواتب يشمل الجميع ومرتبط بأموال الموازنة المالية الاتحادية".
وبحسب سليم، فإنّ "انتشار مرض الكوليرا وازدياد مخاطره ينذر بصعوبات كبيرة على الدوائر الصحية من خلال إضراب الموظفين وربما يلتحق الأطباء أيضًا بهم، ما سيجعل الأمور صعبة على الحالات المرضية وتوفير المتابعة اللازمة مع غياب التمويل المالي الطارئ لمواجهة الكوليرا"، مضيفًا أنّ "دائرة الصحة دعت الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان إلى وضع أولوية لرواتب موظفي الصحة وعدم تأخرها".
ويوم أمس، 9 أيلول/سبتمبر، أعلن معلمو السليمانية، الإضراب العام، وهو ما يتزامن مع بدء العام الدراسي الجديد.
ونقلت وسائل إعلام كردية، عن ممثل المعلمين، مروان حسن، قوله، إن الإضراب هو احتجاج على تأخير صرف الرواتب الشهرية لأكثر من شهرين.
والمضربون من المعلمين، قالوا إن إضرابهم سيبقى مفتوحًا حتى صرف الرواتب، فضلًا عن مطالبتهم بـ"التعهد بصرف راتب كل شهر بموعد لا يتجاوز 30 يومًا".
ممثل الكوادر التعليمية المضربة، طالب جميع الموظفين في المؤسسات الأخرى، لإعلان إضرابهم للضغط "من أجل صرف الرواتب".
ربما يصل الإضراب بين المعلمين إلى معلمي أربيل ودهوك مع بدء العام الدراسي في العراق
وتحدث ممثل المعلمين عن "تنسيق" بين معلمي أربيل ودهوك بشأن الإضراب مع بداية العام الدراسي الجديد في البلاد.
