23-أكتوبر-2023
فلسطين

المسيرات والاعتصامات تتصدر المشاهد العراقية الداعمة لـ "طوفان الأقصى" (Getty)

منذ الساعات الأولى لبداية العدوان على غزة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، خرج آلاف العراقيين بتظاهرات حاشدة اجتاحت المدن، عبروا فيها عن دعمهم وتأييدهم لمواطني غزة في حربهم ضد قوات الاحتلال، وهو ما يأتي في إطار قديم للتضامن العراقي مع القضية الفلسطينية. 

الفلسطينيون

التضامن قضية متجذرة

الناصر دريد، وهو محلل سياسي، يقول إنّ "التضامن العراقي مع القضية الفلسطينية هو تضامن طويل قديم متجذر كما هو الحال مع باقي شعوب المنطقة العربية".

ويستدرك دريد بالقول: "لكن في الحقيقة الآن لا أحد يعلم حجم التضامن الحقيقي من التضامن المصطنع، بمعنى أن "القوى السياسية التي تتبارى الآن في إظهار التضامن وتعلن نفسها ضمن قوى المقاومة والرفض هي نفسها التي أساءت إلى الفلسطينيين في العراق بعد سقوط نظام صدام حسين".

رأى مراقبون أن التضامن العراقي مع القضية الفلسطينية هو قديم متجذر كما هو الحال مع باقي شعوب المنطقة العربية

وخلال حديثه لـ "ألترا عراق"، يضيف دريد أنّ "هناك قدرًا كبيرًا من المداهنة والمماشاة للموقف الإيراني الرسمي في هذا الموضوع، بمعنى لو كانت إيران لديها موقف آخر من هذا الصراع؛ هل كانت هذه القوى الآن التي تتصدر موقف الرافض للتطبيع والتأييد والدعم لغزة ستتخذ نفس الموقف أم يكون لها موقف آخر نتيجة لهذه المداهنة؟".

القضية الفلسطينية

استطلاع داعم

الصحفي والكاتب العراقي، علي رسولي، يقول لـ "ألترا عراق"، إنّ "العراق اليوم حكومة وشعب يمتلكان موقفًا مساندًا ومؤازرًا للقضية الفلسطينية، حيث أن الحكومة والشعب موقفهما واضح ضد كل سياسات الاحتلال الصهيوني وجرائمه في غزة".

وأيضًا، يقول حيدر الميثم، وهو صحفي عراقي، إنّ "موقف العراق من القضية الفلسطينية جيد لغاية الآن، حتى أن كلمة السوداني في قمة مصر الطارئة عكست مواقف الشعب العراقي المتعاطف مع القضية الفلسطينية وما يتعرضون له من عملية قتل ممنهجة وسط صمت المجتمع الدولي الذي دائمًا ما ينادي بحقوق الإنسان زيفاً، فلا بدّ من إنهاء أزمة القضية الفلسطينية وإعطاء الشعب الفلسطيني كامل حقوقه وتطبيق الاتفاقيات الأممية التي نسفها الاحتلال الصهيوني بهجماته الأخيرة".

وفي حديث لـ "ألترا عراق"، يشير الميثم، إلى أنّّ "توسعة نطاق التضامن العراقي لن يرقى إلا لإرسال المساعدات الإغاثية فقط عبر التعاون مع الهلال الأحمر الفلسطيني والمصري، ولا يمكن لأي بلد في المنطقة مساعدة قطاع غزة أكثر من ذلك، لأن دعم الدولة للقطاع في الجانب العسكري قد يؤدي إلى نشوب حرب عالمية بين الغرب والدول المقاومة في الشرق الأوسط".

ويستعد العراق لإرسال أول شحنة من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المحاصر، كما أكّد الناطق العسكري باسم رئيس الحكومة محمد شياع السوداني.

وقال الناطق يحيى رسول للوكالة الرسمية، إنّ طائرتين ستنطلقان في الرحلة الأولى، وعلى متنهما 18 طنًا من المساعدات الإنسانية والإغاثية.

القضية

"تضامن مشرف"

الباحث السياسي، ياسين عزيز، يقول لـ"ألترا عراق"، إنّ "تضامن الشعب والحكومة العراقية مع معاناة الأهالي في غزة تحديدًا وفلسطين عمومًا موقف مشرف لاسيما من قبل أطياف الشعب العراقي.

وبحسب عزيز، فإنّ هذا الموقف "ازداد ويزداد كلما طال الحدث واستمرار معاناة الأهل في غزة وهو ما جعل الموقف الرسمي سواءً من الحكومة والمؤسسات الأخرى والأحزاب الرئيسة أن تتخذ موقفًا إيجابيًا لصالح القضية". 

رأى باحثون أن تضامن الشعب العراقي مع معاناة الأهالي في غزة تحديدًا وفلسطين عمومًا موقف مشرف

وحول توسيع هذا التضامن، يعتبر عزيز، أنّ "الوضع الحساس والحرج في المنطقة  لا يساعد على تقديم دعم غير الدعم المعنوي والانساني باعتبار أن الدخول بنوع أو آخر كمشارك في الحرب الدائرة يمكن أن لا تكون له عواقب محمودة".

 وفي 17 تشرين الأول/ أكتوبر، شهدت بغداد ومدن ومحافظات البلاد، تظاهرات دعمًا لعملية طوفان الأقصى ولإدانة القصف المستمر للاحتلال الإسرائيلي في غزة.

طوفان الأقصى

وارتفع عدد ضحايا العدوان على قطاع غزة في يومه السادس عشر، أمس الأحد، إلى أكثر من 400 شهيد معظمهم من الأطفال والنساء وفق ما أفادت به مصادر طبية لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، التي قالت بدورها إن جيش الاحتلال ارتكب الأحد ما لا يقل عن 25 مجزرة، جراء استهدافه للمنازل وتجمعات المواطنين في مختلف أنحاء القطاع.

وفي السياق نفسه، ارتفعت حصيلة العدوان الوحشي على قطاع غزة، منذ بدايته في السابع من الجاري، إلى 4651 شهيدًا بينهم 1873 طفلًا و1023 سيدة، إضافةً إلى 14.245 مصابًا بجراح مختلفة بحسب آخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة في قطاع غزة.