03-أغسطس-2023
الايزيديون

لم يطبق اتفاق سنجار حتى الآن (Getty)

يصادف يوم 3 آب/أغسطس، الذكرى التاسعة للمجزرة التي أرتكبها تنظيم "داعش" بحق أبناء الديانة الإيزيدية في سنجار العراق، ليكون هذا اليوم بمثابة اليوم الأخير الذي عاش فيه الإيزيديون بأمان في منازلهم، ويُكتب تاريخًا جديدًا، عنوانه الهجرة والنزوح.

ايزال أكثر من 120 ألف إيزيدي ممن عادوا إلى ديارهم يواجهون المصاعب التي تحول دون إعادة بناء حياتهم

ومنذ ذلك اليوم، نزح أكثر من 400 ألف إيزيدي، إلى مدن عراقية، بينها إقليم كردستان، بحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، حيث هربت العائلات بنسائها وأطفالها إلى الجبال، ثم استقروا في مخيمات النزوح في دهوك، بعضهم نزح إلى أربيل واستقر في خيم صغيرة على أطرف المدينة.

وتقطن في مدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان، العديد من العائلات الإيزيدية، التي لم تجد مأوى لها، فاستخدمت "الخشب والأكياس" لبناء خيم صغيرة، منهم عائلة النازحة "خفشة خوديدة".

خوديدة

وتحاول "خفشة جوديدة" تنظيف خيمتها الصغيرة، تنشر الملابس تحت أشعة الشمس، على سلك معدني مربوط بشجرة صغيرة، إذ تقول لـ"ألترا العراق"، إنني "أحاول التخفيف عن عائلتي، لكن ليس لدينا ما يكفي، منذ دخول داعش لقريتنا في سنجار، هربنا إلى الجبال في سوريا، مشيًا على الأقدام، رأينا الناس تموت من الجوع والعطش في الجبال، وسمعنا عن اغتصاب داعش لأقربائنا".

وتعيش "خوديدة"، في خيمة صغيرة مكوّنة من غرفة معيشة ومطبخ صغيرة، إضافة لحمّام خارجي، وتقول: "9 سنوات نعيش هنا، متسائلة: "لماذا لا تساعدنا الجهات المعنية؟ كل عام في ذكرى المجرزة يطلقون الوعود بمساعدتنا، لكن لم يصلنا أي شيء، وما زلنا على حالنا".

خوديدة

وضمن القصص المأساوية، يتجول "آزاد حكيم" حول خيمته، يراقب شروق الشمس، يتذكر أرضه في سنجار، يشعل سيجارة ويجلس على أريكته القديمة، ويقول لـ"ألترا العراق": "كان لدي عشرات الدونمات من الأراضي في سنجار، خسرتها كلها، كما خسرت منزلي ومكان عملي، لكن الحمدالله هربنا قبل أن يصل داعش إلى نسائنا". 

أنجبت زوجة "آزاد" طفله الثاني داخل الخيمة، حيث يقول: "عندما علمت أن زوجتي حاملًا، قررتُ العودة لسنجار، لكن لم ينصحني أحد بذلك، فالأوضاع غير مستقرة هناك، هدم داعش منزلي، وكل ما أملك، لذلك تراجعت عن قراري، وقررت البقاء، أصبح عمر طفلي مسعود 5 سنوات، أتمنى أن تكون حياته أفضل من حياتي". 

الايزيديون

ولدى أبناء هذه الديانة الكثير من القصص في إقليم كردستان رصدها "ألترا عراق"، إذ يعمل الشاب "خورتين" في تصليح الأدوات الكهربائية، ويقول: "أحاول العمل تأمين معيشة عائلتي، لكن الحياة داخل خيمة صغيرة أمر قاس جدًا، خاصة لأطفالي، الذين لا ذنب لهم بكل ما تعرضنا له من ظلم وعنف وتهجير، مضيفًا: "داعش دمّر حياتنا، اغتصب نساءنا وقتل أطفالنا، لم يترك لنا شيء". 

ويحاول "خورتين" التعبير عن مشاعره، في الذكرى السنوية للمجرزة التي أرتكبها "داعش" بحق الأقلية التي ينتمي إليها، ويقول إنها "ذكرى مؤلمة، لكن الأكثر إيلامًا أن السنوات تمر علينا شبيهةً ببعضها، نجلس في هذه الخيمة، لقد فشل الجميع بمساعدتنا". 

الايزيديون

وأبرمت الحكومة الاتحادية في بغداد والسلطات المحلية في إقليم كردستان، في شهر تشرين الأول/أكتوبر عام 2020، اتفاقية سنجار، برعاية الأمم المتحدة والتحالف الدولي، وبقيادة الولايات المتحدة، فيما نصت الاتفاقية على "إخراج الفصائل المسلحة من البلدة"، تمهيدًا لـ"إعادة تأهيلها، وعودة النازحين الإيزيدين"، لكن لم يتم تنفيذ بنودها حتى الآن.

وأعلن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، اليوم 3 آب/أغسطس، إنهاء "مشكلة تمليك الأراضي السكنية والدور لساكنيها من الطيف الإيزيدي، بعد أن أهملت هذه القضية منذ عام 1975". 

وقال السوداني "إننا شجّعنا النازحين على العودة إلى ديارهم، وتهيئة الظروف الإنسانية لهم"، قائلًا: "عملنا منذ اليوم الأول لمباشرة الحكومة مهامها، على تفعيل قانون الناجيات الإيزيديات".