قفزت أسعار اللحوم في عدد من محافظات البلاد لتلامس 20 ألف دينار للكيلوغرام الواحد بالنسبة للأغنام، حيث سجل مواطنون في مناطق شمال وجنوبي البلاد شكاوى من الغلاء المتزامن مع شهر رمضان.
تشهد سوق اللحوم ارتفاعًا مطردًا بالتزامن مع شهر رمضان على امتداد مدن البلد من السليمانية إلى الجنوب
الغلاء لم يقتصر على اللحوم، بل شمل الكثير من المواد الغذائية، بعد أزمة سوق الصرف، على الرغم من إجراءات حكومية تضمنت طرح مواد بأسعار مدعومة.
5 أسباب لارتفاع أسعار اللحوم
يقول مدير عام دائرة الثروة الحيوانية في وزارة الزراعة وليد محمد لـ "الترا عراق"، إنّ "الارتفاع يعود إلى أسباب عدة يتصدرها وفرة الأعلاف الخضراء نتيجة الأمطار، ما يدفع أغلب المربين أصحاب الحيازات الصغيرة إلى عدم عرض حيواناتهم في السوق المحلية، حيث تكلفة التغذية تكاد تكون صفر"، مبينًا أنّ "أغلب المربين أيضًا يخططون لبيع حيواناتهم بعد انتهاء وفرة الأعلاف الخضراء، إذ يصادف ذلك مع عيد الأضحى ليحققوا أرباحًا أكثر، وبأوزان تسويقية أعلى، وبكلف صفرية".
الارتفاع مرتبط أيضًا، بتعدد الوسطاء في عمليات التجارة بالحيوانات قبل الوصول إلى المستهلك النهائي، وفق محمد، الذي يوضح أنّ التفاوت في الأسعار يعود إلى ميزان العرض والطلب والكثافة السكانية.
حددت دائرة الثروة الحيوانية 5 أسباب لارتفاع أسعار اللحوم من بينها وفرة الأعلاف وكثرة الوسطاء وغياب مراكز تربية المواشي
محمد يؤكّد، أنّ "التهريب ليس من بين الأسباب الرئيسية في ارتفاع أسعار اللحوم، لكنه يبقى أحدها"، كما أنّ من المسببات الأخرى هو غياب المشاريع والمحطات كبرى لتسمين الأغنام والعجول في البلاد، مثل أغلب البلدان، لكلفتها العالية، فضلاً عن كلفة الغذاء المركز.
"الارتفاع مؤقت"
لا تمتلك دائرة الثروة الحيوانية في الوزارة فرقًا خاصة بمراقبة الأسعار، إذ يقول محمد إنّ الأمر من اختصاص دائرة الأمن الاقتصادي، مبينًا أنّ ارتفاع أسعار صرف الدولار يدرج كذلك "كسبب غير مباشر" ساهم في ارتفاع أسعار اللحوم بمختلف المحافظات.
بدوره، عزا عضو لجنة الزراعة في مجلس النواب رفيق الصالحي الارتفاع، إلى نشاط الشراء الكبير بالتزامن مع حلول شهر رمضان من كل عام.
الصالحي قال لـ "الترا عراق"، إنّ "الارتفاع لا يقتصر على اللحوم، بل معظم المواد الغذائية التي شهدت ارتفاعًا كبيرًا بسبب الإقبال الكبير للمواطنين، في وقت شهدت الأسواق غلاءً إثر أزمة سوق الصرف".
ويرى الصالحي، أنّ "الارتفاع مؤقت، وستستقر الأسعار قريبًا بعد توازن العرض والطلب، في ظل الإجراءات التي اتخذتها الحكومة بتوفير المواد الغذائية واللحوم بأسعار مدعومة في مختلف مناطق البلاد".
"إجراءات صارمة"
اللجنة، وفق الصالحي، دعت وزارة الزراعة إلى "اتخاذ إجراءات صارمة لتقييد التجار باستيراد الحيوانات لغرض التربية فقط، وليس للذبح والجزر"، مشيرًا إلى "ضرورة دعم الجهود الرامية لإيجاد ثروة حيوانية كبيرة في العراق، من أجل تغطية حاجة الاستهلاك".
تؤكّد لجنة الزراعة في البرلمان أنّ الارتفاع مؤقت مع استمرار إجراءات مراقبة الأسواق ومنع المضاربة غير القانونية
وبيّن الصالحي، أنّ "جميع الجهات المعنية عليها التوجه لدعم القطاع الحيواني، واستيراد الحيوانات للتربية، وخاصة من الإناث، لتأمين التكاثر وزيادة الإنتاج، ما يساهم لاحقًا في خفض الأسعار".
ويؤكّد عضو اللجنة، أنّ "فرق وزارة الزراعة والأمن الاقتصادي تقوم بواجباتها من خلال مراقبة الأسواق، ومنع المضاربات غير القانونية، ومحاسبة المحتكرين".