ألترا عراق ـ فريق التحرير
لم ينجح أي مسعى منذ انتخابات العاشر من تشرين الأول/أكتوبر 2021 في الوساطة بين الأحزاب الكردية لعبور الخلافات، خاصة بعد المنافسة الشديدة على منصب رئيس الجمهورية بين الحزب الديمقراطي الكردستاني "البارتي" وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني "اليكتي"، لكنّ مؤخرًا حصلت وساطة أممية تباينت ردود الفعل والآراء حول نتائجها والجدوى التي من الممكن أن تخرج عنها.
تتواصل الاجتماعات بين الأحزاب الكردية في إقليم كردستان بوساطة من بلاسخارت بعد خلافات شديدة
وأجريت اجتماعات بحضور جميع الأحزاب الكردية بدعوة من رئيسة البعثة الأممية في العراق جينين بلاسخارت، وفقًا للنائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني، شيروان الدوبردراني، الذي قال إنها وصلت لنتائج جيدة، كما بحثت "جميع العراقيل أمام إجراء انتخابات برلمان إقليم كردستان وتعديل القانون، مبينًا أنه "تم كتابة اتفاق وعدة نقاط سيتم تطبيقها بضمنها ضرورة الاتفاق على تشكيل تفاوضية بين جميع الجهات السياسية".
ويفترض أن تجرى انتخابات برلمان إقليم كردستان لدورته السادسة في مطلع تشرين الأول/ أكتوبر من العام الجاري.
ويكشف الدوبردراني لـ"ألترا عراق"، عن توصل الاجتماعات لـ"تشكيل سكرتارية تكون رابطة بين البعثة الأممية والأحزاب الكردية لإيصال المشاورات والنتائج وطلب المشورة وغيرها من طرق التعاون، مبينًا أنّ "تصفية المشاكل في الإقليم ستكون لها انعكاسات على العلاقات مع الحكومة الاتحادية بشكل جيد خلال الفترة المقبلة لحل الخلافات القائمة بملفات عدة، أبرزها النفطية والموازنات والاستحقاقات الانتخابية".
واجتماعات الأحزاب مع البعثة الأممية ـ والكلام للنائب عن الديمقراطي الكردستاني ـ ستكون متواصلة لـ"وضع اللمسات الأخيرة لاتفاق يحتوي الجميع في الإقليم".
لكنّ القيادي في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، غياث السورجي، وصف الوساطة الأممية التي تجري بين الأحزاب الآن بأنها "لم تجدي نفعًا ولم تخرج بأي نتائج لغاية الآن"، ويعلّل السورجي ذلك بأنها لم "تناقش الخلاف العميق والنفور الحاصل بين أقطاب البيت الكردي من فترة طويلة، مؤكدًا أنّ "أي شيء لم يتغير منذ أول اجتماع ولا توقعات بحصول مستجدات يتم الحديث عنها دون تطبيقها".
ويقر القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني خلال حديثه لـ"ألترا عراق"، بوجود فجوة كبيرة بين الأقطاب الكردية، والتي يقول إنّ "غلقها لا يمكن بهكذا اجتماعات سطحية لا تعرف أصل المشكلة وتقوم بطرح اتفاقات ونقاط للمضي عليها، مبينًا أنّ "إقليم كردستان يعاني من التفرد بالسلطة وعدم مشاركة الجميع بصنع القرارات التي تمثله وتلبي طموحات شعبه".
ولدى حزب الاتحاد الوطني الكردستاني "مطالبات جوهرية" بشأن قانون الانتخابات بضمنها تعديل الدوائر وقسمة نظام الكوتا التي لا تناسب الكثير من مناطق الإقليم، بحسب سورجي الذي لفت إلى "ضرورة تكثيف الحوارات وطرح الخلافات بكل صراحة، بالإضافة لحصول مكاشفة حقيقية من قبل كل حزب للآخر بما لديه من نقاط لا يقبل بها أو يريدها كي يتم الاتفاق بشكل صريح لا يكون بعده تكرارًا للخلافات والعودة للمربع الأول".
ويريد الاتحاد الوطني الكردستاني فعلًا تعديل قانون الانتخابات إلى متعدد الدوائر بدل نظام الدائرة الواحدة المعمول به من سنوات، بحسب القيادية في الاتحاد الوطني الكردستاني، ريزان الشيخ دلير التي تؤكد أنّ "هذا الأمر يحظى بدعم جميع الأحزاب عدا حزب الديمقراطي الكردستاني الرافض للتعديل".
يطالب الاتحاد الوطني الكردستاني بتغيير قانون الانتخابات إلى متعدد الدوائر بدل نظام الدائرة الواحدة
وخلال حديثها لـ"ألترا عراق"، أشارت دلير إلى "وجود مطلب أيضًا من قبل حزب الاتحاد وأحزاب أخرى بضرورة حل مشكلة تواجد المفوضية العليا للانتخابات في الإقليم واستبدالها وتسهيل عملها، مؤكدة أنّ "هذه المطالب لا تنازل عنها في ظل الحوارات القائمة".
وبعد جولتين، لا توجد نتائج لغاية الآن عن الاجتماعات المستمرة، بحسب دلير.