01-نوفمبر-2021

من اعتصامات ما يسمى بـ"الإطار التنسيقي" (Getty)

ألترا عراق ـ فريق التحرير

أعطى التراجع الكبير بمقاعد تحالف الفتح بنسبة أكثرمن 60 %، تصورًا واضحًا عن تراجع شعبية ما يسمى بـ"قوى السلاح" سياسيًا واجتماعيًا في مناطق الوسط والجنوب، إلا أن الأمر لم يتوقف هنا، حيث يرى مراقبون أن الأصوات التي حصل عليها التحالف في عموم العراق كانت ضمن الكتل المتقدمة بالرغم من تراجع عدد المقاعد، حيث بلغ قرابة 445 ألف صوت في عموم البلاد.

بمراجعة الأصوات الـ175 ألف التي حققت 16 مقعدًا لتحالف الفتح فأن أكثر من 91 ألف صوت منها آتية من محافظات شمالية وغربية

وبلغ عدد الأصوات المهدورة والتي لم تحقق شيئًا للتحالف نحو 270 ألف صوت، أو ما يعادل 61%من الأصوات الكلية ذهبت أدراج الرياح، في حين بلغت نسبة الأصوات التي حققت المقاعد 39%، وبواقع أكثر من 175 ألف صوت.

اقرأ/ي أيضًا: تحالف الفتح: لم نتنازل عن مطلب العد والفرز اليدوي لنتائج الانتخابات

وتأتي الأصوات الـ175 ألفًا التي حققت المقاعد من مجموع ما حصل عليه النواب الفائزون عن تحالف الفتح، حيث حصل النواب عن محافظة البصرة عدي عواد 21633 صوتًا، وانتصار الجزائري 5181 صوتًا، وفي الديوانية حصل كل من سهام الموسوي 8067 صوتًا، وعباس الزاملي 13855 صوتًا، وفي بابل ثامر الحمداني 11461 صوتًا، وعدنان فيحان الدليمي 11084 صوتًا، وفي بغداد حصلت مديحة المكصوصي 2462 صوتًا، وسهيلة السلطاني 4176 صوتًا، وفي واسط حصلت محاسن الدليمي 6089 صوتًا.

بالمقابل، حصل النواب عن الفتح في محافظة ديالى وهم كل من أحمد الرديني 17401 صوتًا، وهمام التميمي 25519 صوتًا، وسالم العنبكي 13543 صوتًا، أما في صلاح الدين حصل مهدي تقي على  14823 صوتًا، وفي كركوك حصل غريب المرادلي على 7729 صوتًا، وفي نينوى حصلت ليال العطو 6400 صوتًا وحصلت منتهى الفاضل على 7465 صوتًا.

نكوص في الوسط والجنوب وحضور في الشمال

وبمراجعة الأصوات الـ175 ألف التي حققت 16 مقعدًا لتحالف الفتح فأن اكثر من 91 ألف صوت منها، آتية من محافظات شمالية وغربية، وتحديدًا محافظات الموصل وصلاح الدين وديالى وكركوك، ما يعني أن 52% من الأصوات التي منحت الفتح مقاعدها الـ16 قادمة من محافظات شمالية وغربية وأن 7 مقاعد من أصل 16 مقعدًا هي لنواب في الفتح من هذه المحافظات، وهو ما يعطي تصورًا عن حجم التراجع الكبير في شعبية الفتح في محافظات الوسط والجنوب.

ويبيّن رئيس المركز الاسترالي للدراسات الباحث أحمد الياسري، في حديث لـ"ألترا عراق" أن "هذه المناطق التي حررتها فصائل تابعة للحشد الشعبي، تشكل حضورًا جديدًا في تلك المناطق، ووفق النظام الجغرافي الجديد، فإن الكثيرمن هذه القوى العسكرية والفصائلية لديها شركاء من هذه المناطق حصلت من خلالهم على هذه الأصوات".

إلا أن الياسري يستدرك بأن "هذه النتيجة نفسها تؤكد النزول الحاد لشعبية الكتل الفصائلية في المناطق الوسطى والجنوبية، وهذا بسبب أحداث تشرين وتغير المزاج العام في المناطق الوسطى والجنوبية، إضافة إلى موضوعة رفض شيعة الوسط والجنوب لعسكرة البرلمان، وهذا مرتبط بتشرين وما تلاه من أحداث حيث أن موقف القوى الفصائلية من تشرين اثرت عليها في الانتخابات بشكل كبير وهذا طبيعي جدًا"، ويشير إلى أن هذا أدى إلى "نكوص حاد في المناطق الجنوبية وحضور في المناطق السنية عبر وكلاء وشركاء محليين من سكان هذه المناطق".

هل الجماهير مؤمنة بمشروع الفتح؟

وبمراجعة "ألترا عراق"، للنواب الـ16 الفائزين من تحالف الفتح، فإن معظمهم نواب سابقين، وهذا يعطي مؤشرًا على أن الأصوات التي حصل عليها الفتح سواء في هذه المحافظات الشمالية والغربية أو المحافظات الأخرى، جميعها جاءت للأشخاص المرشحين وليس لتحالف الفتح أو إيمانًا بمشروع التحالف، وهو ما ينفي امتلاك الفتح لجمهور معلوم وثابت مؤمن بثوابته، بل أن معظم الأصوات التي حصل عليها التحالف ستكون متمسكة بالشخوص المنتخبين في مناطقهم والذين حصلوا عليها وفق تخادم بينهم وبين ناخبيهم، وإذا قرّروا الخروج من تحالف الفتح فإن هؤلاء الناخبين سيتبعون مرشحهم ويغادرون التصويت للفتح مجددًا، بحسب مراقبين.

وعلى العكس من هذا، فإن الكتلة الصدرية فضلًا عن حركة امتداد، حصل مرشحوها الجدد على أصوات كثيرة أهلتهم للفوز، معظمهم شباب ولا يمتلكون نشاطات خدمية أو مادية أو علاقات بينهم وبين ناخبيهم، بل أن انتخابهم جاء لإيمان الناخبين بالمشروع لا الأشخاص، ما يعني أنهم جماهير ثابتة لهاتين الكتلتين.

ويشير الباحث الياسري إلى أن "هذه الجماهير غير مؤمنة بمشروع الفتح ولكنها لم تجد مشروعًا بديلًا ويعتقدون أن هذه القوى ساهمت بحمايتهم".

وفيما يخص فوز نواب سابقين، وهو الأمر الذي يعزز فكرة عدم الإيمان بالفتح كمشروع، يرى الياسري أن "التصويت على نواب سابقين هو موضوع تخادمي يتعلّق بقدرة هؤلاء النواب على إرضاء مزاجية جمهور هذه المناطق التي تبحث عن شخصية فاعلة قدمت لها خدمات وتعيينات، لذلك اتجهت إلى من امتلك الخبرة في التعاطي مع احتياجاتهم للفترة الماضية ولم يراهنوا على وجوه جديدة، وهذا على العكس مما حدث في المناطق الجنوبية، التي شهدت خسارة حتى النواب الفاعلين، وذلك بفعل رغبة جماهيرية عارمة في الجنوب لإزاحة الوجوه القديمة، وجلب وجوه جديدة، وهذا ما حدث حيث أن أغلب الفائزين في الجنوب هم وجوه جديدة".

 

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

الفصائل المسلحة تصدر تعليمات إلى "متظاهري الإطار"

نيويورك تايمز: الصدر قد يسمح ببقاء القوات الأمريكية في العراق