قام مسيحيو العراق بإحياء مراسيم قداس عيد القيامة، بكنيسة مار يوسف الكلدانية، في ناحية عينكاوا بأربيل، واستمرت الصلوات من الساعة التاسعة مساءً حتى الثانية عشرة عند منتصف الليل، حيث قُرعت الأجراس إحياءً لـ"لحظة قيامة السيد المسيح"، كما يعتقدون.
قال رئيس أبرشية أربيل الكلدانية إنّ الكثير من المسحيين في العراق هاجروا إلى الخارج
وقد بدأت الاحتفالات التي حضرها "ألترا عراق" بالتراتيل والصلوات الدينية وأناشيد القيامة، برئاسة المطران بشار وردة رئيس أبرشية أربيل الكلدانية، فيما ازدحمت الكنيسة بالعائلات المسيحية، التي جاءت مع الأبناء والأصدقاء، لإحياء ليلة القيامة، والدعاء للأحباء في بلدان الاغتراب، وللأقرباء المتوفين.
وألقى المطران بشار وردة موعظة دينية، دعا من خلالها لـ"توطيد روابط المحبة والتآخي والتسامح، وحثّ على العمل والإنتاج والاهتمام بجيل الشباب المسيحي الذي أثبت جدارته في مختلف ميادين العمل".
وقال وردة لـ"ألترا العراق"، إنه "يجب ألا ننظر إلى الماضي، بل إلى المستقبل، ونعمل على الطاقات الشبابية التي يمكن أن تبني المجتمع، مؤكدًا على "دور الكنيسة الأساسي في العمل المجتمعي، فالمحتاج يأتي إلى الكنيسة، والذي لديه مشكلة اجتماعية يزور الكنيسة، والذي يريد الصلاة والنصيحة أيضًا يلجأ إلى الكنيسة".
وأوضح وردة أنّ "الكثير من المسحيين في العراق هاجروا إلى الخارج، مستدركًا "لكننا أكثرية بعملنا وإنتاجنا ومانقدمه للعراق، علينا أن نسند بعضنا، لنخدم بلدنا وشعبنا، وندعم أهلنا في الخارج، وفي هذا اليوم ينادينا السيد المسيح، ويستودعنا إخواتنا وإخواننا المسيحيين، ويعدُنا أنه سيكون معنا إلى انقضاء الدهر".
الشابة مريانة فرهاد (22 عامًا)، قالت لـ"ألترا العراق"، إنها "جاءت للاحتفال بعيد القيامة والصلاة ليسوع المسيح وللسيدة العذراء، وتمنت "عيدًا سعيدًا لجميع المسيحيين في مختلف أنحاء العالم".
ويحتفل المسيحيون لثلاثة أيام لأنّ ليلة القيامة تمثل بالنسبة لهم "قيامة المسيح من الموت"، وفقًا للشابة إيملي مقدسي.
وشرح لويس طقوس العيد، قائلًا لـ"ألترا عراق"، إنّ "الأحد الماضي احتفلنا بدخول السيد المسيح إلى القدس، وتجمّع الناس حوله، وإيمانهم به، حيث هتفوا له: هوشعنا لابن داؤود، هوشعنا في الأعالي، مبارك الآتي باسم الرب، مضيفًا "أما هذا الأحد نحتفل بقيامته من الموت، لأنه بعد دخوله للقدس تآمر عليه اليهود، حيث بقي خمسة أيام، ثم صلبوه يوم الجمعة، ونسميها جمعة الآلام، ثم بعد ثلاثة أيام قام من الموت".
وعن أجواء الاحتفالات، قالت كريستينا إدوار، إنّ "الكثير من العائلات المسيحية هاجرت بسبب الحروب التي عاشها العراق، لذلك اختلفت الاحتفالات حيث أصبح عددنا أقل، لكن مازلنا نقيم الصلوات ونزور الأصدقاء".
وعن الحلويات الأطعمة الخاصة بالعيد، أشارت إدوار إلى أنه "سابقًا كانت أمهاتنا تحضّر الكليجة، نسميها كليجة العيد، نأكلها ونوزعها مع التمر وجوز الهند، حاليًا أضفنا إليها الكثير من الحلويات الجاهزة، كما أننا نتناول اللحوم بعد صيامنا الطويل".
ويأتي عيد القيامة عادة بين شهري آذار/مارس ونيسان/أبريل، بعد فترة صيام تحدد بخمسين يومًا، وتعتبر من أساسيات هذا العيد أن يكون في يوم الأحد بعد الجمعة العظيمة، التي يعتقد المسيحيون أن المسيح صُلب فيها.