ألترا عراق ـ فريق التحرير
أصدر مجلس القضاء الأعلى، مذكرة قبض بحق الكاتب والصحفي سرمد الطائي، على خلفية تصريحاته في برنامج "المحايد" الذي يبث عبر قناة العراقية الرسمية.
ووفقًا لوثيقة حصل "ألترا عراق"، على نسخة منها، خاطب مجلس القضاء الأعلى/ محكمة تحقيق الكرخ الأولى، نقابة الصحفيين، أبلغ فيها الأخيرة بـ"اتخاذ الإجراءات القانونية بحق الكاتب الصحفي (سرمد الطائي)، بتهمة الإساءة إلى المؤسسة القضائية".
وقالت الوثيقة، إنّ "الطائي ارتكب جريمة تنطبق وأحكام المادة 226 من قانون العقوبات العراقي لتعمده إهانة المؤسسة القضائية في برنامج المحايد"، واعتبر القضاء العراقي إلى أنّ ما بدر من الطائي "خارج إطار حرية التعبير عن الرأي".
وتنص المادة 226 من قانون العقوبات رقم 111 لسنة 1969 على أن "يُعاقب بالسجن مدة لا تزيد على سبع سنوات أو بالحبس أو الغرامة من أهان مجلس الأمة أو الحكومة أو المحاكم أو القوات المسلحة أو غير ذلك من الهيئات النظامية أو السلطات العامة أو المصالح أو الدوائر الرسمية أو شبه الرسمية".
ووفقًا لقانونيين، فإنّ المادة كانت تستخدم في نظام صدام حسين، ويقول الخبير القانوني، أمير الدعمي، في تصريح إنّ "الحكومات والطبقة السياسية بعد العام 2003 متمسكين بهذه المادة"، لافتًا إلى أنها "قمعية، وتحد من الديمقراطية في البلاد”.
وكذلك يرى قانونيون في حديث سابق لـ"ألترا عراق"، أنّ المادة 226 من قانون العقوبات النافذ لا تنسجم مع الوضع الحالي للبلاد في ظل الدستور العراقي الجديد كون المادة قد شُرعت في زمن النظام السابق، ولكن المحكمة الاتحادية المسؤولة عن مراجعة التشريعات التي يُطعن بدستوريتها لم تنقض المادة واعتبرتها "منسجمة مع مواد الدستور الخاصة بالحقوق والحريات".
وفي وقت سابق، حذفت شبكة الإعلام العراقي حلقة لبرنامج "المحايد" الذي يقدمه الزميل سعدون محسن ضمد، إثر اتهامات تضمنتها الحلقة للمرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي وقائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني، فضلاً عن رئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان.
واتهم الطائي خلال حديثه عن الأزمة السياسية القائمة في البلاد، رئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان بـ "الانحياز" لحلفاء طهران في العراق، قائلاً إنّ "وجود زيدان يمثل ظهور دكتاتورية جديدة في البلاد، حيث تطال مذكرات الاعتقال أي معترض على رئيس مجلس القضاء".
بعدها، اتهم رئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان، الإعلامي سعدون محسن ضمد مقدم برنامج "المحايد" بتعمد "الإساءة" إلى مجلس القضاء عبر استضافة شخصيات محددة.
وأضاف زيدان، أنّ ما حدث جرى "عبر برنامج يديره إعلامي لديه رأي سلبي متطرف أيضًا يتطابق مع من يتعمد استضافتهم بقصد إخراج هذه الإساءات إلى الجمهور المشاهدين كأنها بدرت من ضيوف البرنامج لا من القناة".
واستغربت جميعة الدفاع عن حرية الصحافة إصدار رئيس مجلس القضاء الأعلى بيانًا "يتهم فيه مقدم البرنامج بقصد الإساءة"، مشددًا أنّ "جمعية الدفاع عن حرية الصحافة تستغرب من البيان الصادر من السيد فائق زيدان بوصفه مقدم البرنامج بالمتطرف السلبي، وإطلاقه أحكامًا مسبقة إزاء ضمد المعروف بمهنيته وموضوعيته طيلة فترة عمله كمقدم للبرامج منذ أكثر من عقد من الزمن، وجميع الأسرة الصحفية تشهد بذلك".
وقبل أيام، أصدر مجلس القضاء الأعلى، مذكرة إلقاء قبض بحق مقدم برنامج "بوضوح" على شاشة تلفزيون زاكروس، محمد جبار وفق المادة 226 من قانون العقوبات العراقي أيضًا.