30-مارس-2023
تطبيع العراق مع إسرائيل

ظهر السوداني ونتنياهو في مؤتمر عالمي (فيسبوك)

تشهد مواقع التواصل الاجتماعي في العراق، جدلًا واسعًا، حول أنباء ظهور رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني في مؤتمر حضره رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

عقد مؤتمر "قمة من أجل الديمقراطية" بمشاركة 120 دولة وغياب عربي باستثناء العراق

وعُقد الأربعاء 29 آذار/مارس 2023، مؤتمرًا بعنوان "قمة من أجل الديمقراطية"، نظمته الولايات المتحدة الأمريكية، بتمثيل الرئيس جو بايدن، افتراضيًا عبر الإنترنت في جزئها الأكبر، لاستعراض دور الحكومات في تعزيز الديمقراطية عبر ممثليها.

وفي القمة، غاب المتحدثون العرب الأساسيون، عدا العراق، وسط ضعف في الحضور العربي هذا العام، كما لم تُختر أية دولة عربية ضمن الدول المستضيفة للقمة.

 

بيان مكتب السوداني

في وقت متأخر من ليلة الأربعاء - الخميس، نشر الكتب الإعلامي للسوداني بيانًا اطلع عليه "ألترا عراق"، يذكر فيه مشاركة رئيس الحكومة العراقية "في جلسة بعنوان الديمقراطية تحقق العدالة للجميع، ضمن مؤتمر قمة من أجل الديمقراطية".

تطبيع العراق مع إسرائيل

 

وفي البيان، ذُكر أن العراق شارك في الجلسة إلى جانب "ممثلي دول هولندا واليابان ولاتيفيا وغامبيا والاورغواي وغينيا الجديدة والرأس الأخضر وباربيدوس".

وخلال المؤتمر، بحسب البيان، تحدث السوداني عن "تجارب العراق بعدما عزلته الدكتاتورية" وأولويات حكومته والخلافات السياسية والدستور و"حرية الرأي والتعبير" والإصلاحات ومسألة الغاز والتلوث البيئي.

هل شارك مع نتنياهو؟

بعد البيان، اتهم ناشطون ومدونون، السوداني، بالتطبيع مع الكيان الصهيوني، لمشاركته في مؤتمر يحضره رئيس أعلى سلطة تنفيذية في الاحتلال، عبر نشر مكثّف خصوصًا من منصات موالية للتيار الصدري.

ظهر السوداني في المؤتمر بعد نتنياهو

وفي بادئ الأمر، وردًا على تصاعد وتيرة التدوينات، قال مقربون من الإطار التنسيقي إن السوداني لم يحضر إلى جانب رئيس حكومة الاحتلال، وإن الصور المنتشرة مزورة، مثل تدوينة عباس العرداوي، المحلل الموالي للإطار التنسيقي والفصائل المسلحة، التي تحقق "ألترا عراق" منها في صفحته.

 

وذكرت منصة معنية بتتبع الأخبار الكاذبة، أن حضور السوداني ونتنياهو "صحيح" وذلك في منشور قالت إنه "لكثرة الاستفسارات الواردة لنا بشأن خبر مشاركة رئيس مجلس الوزراء العراقي في اجتماع افتراضي عبر الإنترنت حضره نتنياهو".

وتابع "ألترا عراق"، البث المباشر لمؤتمر "قمة من أجل الديمقراطية" عبر موقع يوتيوب، وظهر رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو، بالفعل، في الساعة الأولى، قبل أن يظهر السوداني عند انتهاء الساعة الثانية من البث.

تطبيع العراق مع إسرائيل

 

ترند مشتعل

في الأثناء، تصدرت وسوم #إسرائيل و #الكيان_الصهيوني و #نتنياهو ترند موقع التواصل الاجتماعي تويتر، حيث غرّد العديد من المدونين حول الموضوع، وكذلك الحال في فيسبوك.

تصدرت موقع تويتر 4 وسوم على صلة بظهور السوداني ونتنياهو في مؤتمر واحد

وقال مدونون إن الوجود مع رئيس حكومة الكيان الصهيوني "عملية منهجية لسرد القصة الكاملة للتطبيع الكلي مع العراق بمباركة السوداني".

وأعرب مدونون عن استغرابهم من مشاركة السوداني في قمة ليست ذات قيمة، في ظل عدم مشاركة "أي رئيس دولة بالشرق الأوسط" غير السوداني وممثل الكيان الصهيوني.

وأثناء مهاجمة الحضور إلى المؤتمر بتواجد صهيوني، أشاد آخرون بانسحاب إندونيسيا من تنظيم بطولة كأس العالم للشباب، لمنع المنتخب الإسرائيلي من اللعب على أرضها.

 

ولم تقتصر الانتقادات على المدونين، حيث قال المتحدث باسم حركة "وعي" حامد السيد، إن مشاركة رئيس حكومة الإطار (..) بحضور رئيس الكيان الصهيوني يُعبر عن نفاق طبقة السلطة ويثبت أن العقائد والقيم والمبادئ لديهم مجرد وسائل للتعمية والتضليل والخداع".

وكتب ناشطون موالون لمحور إيران والفصائل المرتبطة بها، انتقادات لمشاركة العراق بوجود الكيان الصهيوني، معتبرين ذلك "إساءة كبرى للعراق ولشعب العراق".

 

وسم #حسن_العذاري المقرب من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، كان ضمن ترند تويتر أيضًا، إذ نشر العذاري على قناته في موقع تيليجرام، مقطع فيديو لوالد الصدر وهو يهتف ضد إسرائيل في تسعينيات القرن الماضي.

 

اتهامات بالتطبيع.. ولا تعليق

مدونون على مواقع التواصل الاجتماعي، كتبوا من خلال الوسوم عن قانون تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني، وعلاقة ذلك بمشاركة السوداني مع نتنياهو في ذات المؤتمر.

اتهم مدونون السوداني بالتطبيع مع إسرائيل خلافًا للقانون العراقي

وكان البرلمان العراقي، بقيادة الكتلة الصدرية، أقر قانونًا في أيار/مايو 2022، يجرّم تطبيع العراق مع الاحتلال الإسرائيلي، ووفق عقوبات رادعة.

وتنص المادة 6 على عقوبة الإعدام أو السجن المؤبد لمن يقيم "أي علاقة مع الكيان الصهيوني" شاملة كل أنواع العلاقات، بينما تنص المادة 7 على عقوبة الإعدام أو السجن المؤبد لكل من "طبّع أو تخابر مع الكيان الصهيوني أو روّج له (...) بأية وسيلة كانت علنية أو سرية بما في ذلك المؤتمرات أو التجمعات".. إلخ النص.

 

 

 

وحتى الآن، لم يصدر من رئيس الحكومة العراقية أو مكتبه أو المتحدثين باسمه، أي تعليق، حول الاتهامات بالتطبيع مع إسرائيل، أو الغاية من المشاركة في مؤتمر يتواجد ممثل الاحتلال فيه.