ألترا عراق ـ فريق التحرير
استيقظت بعض الأوساط العراقية من مقلدي المرجع الديني العراقي، كاظم الحائري، على خبر صادم، عندما أعلن الحائري عن انسحابه من التصدّي للمرجعية وإغلاق مكاتبه وإسقاط وكالاته في كل مكان، مسلمًا مقلديه إلى مرجعية المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي.
أعلن المرجع الديني العراقي كاظم الحائري اعتزال المرجعية وأوصى من يقلّده بتقليد خامنئي
واستذكر الحائري في بيّان مطوّل تتلمذه على يد المرجع محمد باقر الصدر، وتصديه للمسؤولية الدينية، مستدركًا أن "من ضروريّات القيام بهذه المسؤوليّة هو توفّر الصحّة البدنية والقدرة على متابعة شؤون الاُمّة، ولكن اليوم إذ تتداعى صحّتي وقواي البدنية بسبب المرض والتقدّم بالعمر، صرت أشعر بأنّها تحول بيني وبين أداء الواجبات الملقاة على كاهلي"، معلنًا "عدم الاستمرار في التصدّي لهذه المسؤوليّة الثقيلة والكبيرة، وإسقاط جميع الوكالات والاُذونات الصادرة من قبلنا أو من قبل مكاتبنا وعدم استلام أيّة حقوق شرعيّة من قبل وكلائنا وممثّلينا نيابة عنّا اعتبارًا من تاريخ إعلاننا هذا".
وأصدر الحائري عدّة توصيات معظمها تتعلق بالشأن السياسي العراقي، فيما جاء على رأس التوصيات قوله إنه "على جميع المؤمنين إطاعة الوليّ قائد الثورة الإسلاميّة سماحة آية الله العظمى السيّد عليّ الخامنئي (دام ظلّه)، فإنّ سماحته هو الأجدر والأكفأ على قيادة الاُمّة وإدارة الصراع مع قوى الظلم والاستكبار في هذه الظروف التي تكالبت فيها قوى الكفر والشرّ ضدّ الإسلام المحمّدي الأصيل"، بحسب وصف الحائري.
وأوصى الحائري العراقيين بـ"تحرير العراق من أيّ احتلال أجنبي ومن أيّ تواجد لأيّة قوّة أمنية أو عسكريّة، وخصوصًا القوّات الأمريكية، ودعم وتأييد الحشد وإبعاد البعثيين عن المناصب".
فيما أكد الحائري في رسالة إلى جعفر محمد باقر الصدر ومقتدى الصدر، أنه "على أبناء الشهيدين الصدرين أن يعرفوا أنّ حبّ الشهيدين لا يكفي ما لم يقترن الإيمان بنهجهما بالعمل الصالح والاتباع الحقيقيّ لأهدافهما التي ضحّيا بنفسيهما من أجلها، ولا يكفي مجرّد الادعاء أو الانتساب، ومن يسعى لتفريق أبناء الشعب والمذهب باسم الشهيدين الصدرين، أو يتصدّى للقيادة باسمهما وهو فاقد للاجتهاد أو لباقي الشرائط المشترطة في القيادة الشرعيّة فهو -في الحقيقة- ليس صدريًّا مهما ادعى أو انتسب".
وحملت خطوة الحائري نقاطًا عدّة تفاعل معها العراقيون من مقلدي الحائري ومن غيرهم، من بينها أن خطوة "التخلي عن التصدي للمرجعية" لم يسبق أن اتخذها أي مرجع في وقت سابق، وغير معلومة في أدبيات المرجعية، فضلًا عن توصيته باتباع خامنئي، و"التقريع" الذي وجهه إلى مقتدى الصدر وجعفر محمد باقر الصدر.
ورصد "ألترا عراق"، جملةً من التعليقات الغاضبة التي هاجمت الحائري، واتهامه بأنه "سلم العراق إلى إيران، وأن غيابه ووجوده واحد، وأنه لم يكن يومًا له موقف جيد تجاه العراق ووضعه السيئ منذ 2003".فيما تساءل بعض مقلديه ما إذا كان التوصية بتقليد خامنئي "جبرًا"، متسائلين كذلك عن إمكانية العدول من الحائري إلى مرجع آخر غير خامنئي.
وكانت معظم التعليقات التي تلوم الحائري هي من أتباع زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، خصوصًا وأن مقلدي الحائري بالأساس هم من مقلدي محمد صادق الصدر، فيما عبّر الكثير منهم بالتزامهم بمقتدى الصدر دون غيره.