بشكل واسع تداول مستخدمون لمواقع التواصل مقطعًا مصورًا يظهر عددًا من المراهقين يطلقون شتائم داخل جامع الإمام أبي حنيفة النعمان في العاصمة بغداد، الأمر الذي أثار مطالبات بتدخل الأجهزة الأمنية والقضائية للحد من الخطاب الطائفي بوصفه "محتوى هابطًا" على الأقل.
أثار المقطع غضبًا على مواقع التواصل الاجتماعي ومطالبات بإجراءات رادعة بحق المتورطين في الحادثة
المقطع التقط بكاميرا هاتف، فجر الأحد 16 نيسان/أبريل، لمجموعة تردد بعض الهتافات الطائفية وهي تهم بالخروج من الجامع، وفق ما هو متداول.
وتفاعل المئات في فيسبوك وتويتر مع المقطع بغضب، عادين ما جرى جزءًا من "خطاب كراهية يهدد المجتمع العراقي" الذي يرزح تحت ظروف مزرية.
التفاعل شمل أيضًا إشارات إلى حسابات رئيس الحكومة والمسؤولين في وزارة الداخلية لاتخاذ إجراءات بحق الأشخاص المتورطين في الحادثة.
"نريدهم عبرة"
بدوره، وصف إمام جامع الإمام الأعظم مصطفى البياتي في تغريدة، مرتكبي الفعل بـ "المرتزقة"، مشددًا أنّ "عبارات الاستنكار لا تنفع معهم والناس سئمت من ذلك".
ودعا البياتي، القضاء والحكومة إلى أنّ "يجعلوا هؤلاء عبرة للجميع".
ذات المطالبة تضمنها بيان باسم "رابطة أئمة وخطباء الأعظمية"، قال إنّ ما حدث هو "إساءة متعمدة لأهل السنة والجماعة من قبل نفر ضال قاموا بالدخول إلى جامع الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان، حيث أنهم تلفظوا بألفاظ تثير الفتنة والضغينة بين أبناء الشعب العراقي".
وشدد البيان، أنّ "الفعل مدان ومستهجن، ونطالب القضاء العراقي والحكومة بإحالة هؤلاء الشعبويين إلى القضاء وإنزال العقوبات الرادعة بهم ليكونوا عبرة لكل طائفي نتن يتجاوز على المقدسات".
الوقف السني يخاطب المرجعية
ديوان الوقف السني استنكر الحادثة أيضًا، وعدّ ما جرى "فعلاً شنيعًا يؤجج نفوس المسلمين حول العالم"، داعيًا الحكومة إلى "اتخاذ الإجراءات اللازمة بالسرعة القصوى ضد هذه العصابة وعدم التسويف بها".
دعا الوقف السني المرجعيات الدينية إلى تحريم الإساءة للرموز الدينية وتجريم الأفعال التي قد تقود إلى "صراع طائفي" في العراق
كما طالب في بيان، القضاء إلى معاقبة "هؤلاء المنفلتين بما يستحقونه استنادًا إلى مواد وفقرات القانون العراقي التي تمنع الإساءة للرموز الدينية".
المطالبة شملت المرجعيات الدينية كذلك، حيث دعا الوقف إلى "تحريم وتجريم هذه الأفعال التي تذكي الصراع الطائفي وتقود البلاد لا ما لا يحمد عقباه".
وقفة في الأعظمية
في ذات السياق تداولت حسابات وصفحات على مواقع التواصل دعوة لوقفة احتجاجية في مدينة الأعظمية لـ "التنديد بما جرى"، والمطالبة بعقوبة رادعة.
ونصت الدعوة أنّ الوقفة ستجري هذا المساء، وتدعو إلى "نبذ التفرقة والتأكيد على ضرورة التلاحم الوطني، واستنكار كل فعل مشين ينشر الكراهية بين أطياف الشعب".
قالت وزارة الداخلية إنّها لم تتلق حتى الآن شكوى رسمية لملاحقة الأشخاص الذين ظهروا في المقطع المصور
ومن المقرر أن تجري الوقفة في الساعة العاشرة مساءً في الساحة الداخلية لجامع أبي حنيفة النعمان.
بالأثناء، تداولت بعض المصادر الإعلامية معلومات عن إصدار مذكرات اعتقال بحق مرتكبي "الإساءة"، لكن وزارة الداخلية نفت تنفيذ أي اعتقالات حتى الآن.
الداخلية تنتظر شكوى
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء خالد المحنا في حديث لـ "الترا عراق"، إنّ الوزارة لم تنفذ "عمليات اعتقال بحق الأشخاص الذين ظهروا في المقطع المتداول".
وأكّد المحنا في الوقت ذاته، أنّ "الوزارة تتابع الفيديو المتداول لغرض التقصي بشأنه"، مبينًا أنّ "الوزارة تتعامل وفقًا الإجراءات القانونية الرادعة مع مثل هذه القضايا التي تتضمن إساءة وتجاوزًا على الديانات والرموز، لمنع اثارة الفتن في المجتمع".
وأشار المحنا أيضًا إلى أنّ الوزارة "لم تتلق شكوى رسمية للتحرك ضد المتورطين"، موضحًا أنّ "الوزارة ستعلن للرأي العام أي نتائج تتوصل إليها التحقيقات بهذا الموضوع".