يحل عيد الأضحى في إقليم كردستان العراق هذا العام، وسط التخوّف من مرض "الحمى النزفية"، حيث أعلن وزيرة صحة الإقليم "سامان برزنجي"، أنه تم تسجيل حالتي إصابة في إقليم كردستان حتى الآن.
وأثّر انتشار الحمى النزفية، على سوق اللحوم في أربيل، قبل أيام من عيد الأضحى، حيث انخفض عدد الزبائن عمّا كان عليه في العام الماضي، بحسب "ميران حسن"، صاحب محل لبيع اللحوم وسط سوق "شيخ الله" في أربيل.
ويقول حسن لـ"ألترا العراق" إنّ "الناس اعتادت على شراء اللحوم في يوم عرفة، أي قبل صبيحة العيد، كانوا يشترون كميات كبيرة منها، إلا أن التخوّف من إصابة الحيوانات بالحمى النزفية من جهة، ومنع ذبح الأضاحي في المنازل من جهة أخرى، دفع بعضهم للامتناع عن الشراء هذا العيد".
ويضاف إلى ذلك "ارتفاع أسعار لحم الخروف في الأسواق، حيث يبلغ سعر الخروف الذي يزن 30 كيلو غرام نحو 400 ألف دينار عراقي، ويزداد السعر حسب الوزن، بحسب حسن الذي قال إنّ "سعر كيلو الغنم يبلغ 14 ألف دينار عراقي، وكيلو الغنم الطلي الصغير 18 ألف دينار، هذا النوع عادة ما يفضله الزبائن، لأن لحمه طري وينضج بسرعة".
ورغم الأسباب التي ذُكرت أعلاه، إلا أنّ بعض العائلات فضّلت شراء خروف العيد، والتقيّد بإرشادات وزارة الصحة، ومنهم عائلة الشاب العراقي "جواد سعد الدين" المقيمة في أربيل، حيث يقول لـ"ألترا العراق": "اشترينا خروف العيد لأن ذلك يدخل ضمن عاداتنا وتقاليدنا، مبينًا "سنقوم في أول أيام العيد بذبحه في الأماكن التي حددتها وزارة الصحة، كما أن أمي ستطهي اللحم لمدة طويلة على النار، للقضاء على جميع الطفيليات التي من الممكن إصابة الخروف بها".
ويحكي "سعد الدين" عن تقاليد العيد، التي ورثها عن الآباء والأجداد حين كان في بغداد، قائلًا إن "اللحوم جزء أساسي من طقوس العيد، لذلك لا يمكن الاستغناء عنها، فنحن نطهو الفاصولياء و القيسي والأرز واللحوم المسلوقة في أول أيام العيد، كما نخصص جزءًا من اللحوم نوزعها على الجيران، وعلى العائلات الفقيرة".
ومن طقوس العيد صباحًا وبعد الانتهاء من صلاة العيد، تجتمع العائلة على مائدة الإفطار، التي لابد أن تحتوي ـ بحسب سعد الدين ـ على "الكاهي والقيمر، والبيض مع الخبز العراقي الساخن، إلى أن يحين موعد ذبح الأضحية وتقطيعها وتوزيعها وطهي القليل منها للعائلة".
أما عائلة الشاب "فرمان علي"، لم تشتر أضحية هذا العام، لكنها اشترت 10 كيلوت من لحم الغنم، يقول "علي" لـ"ألترا العراق"، إنّ "أسعار لحم الغنم مرتفعة، لذلك فضّلنا شراء القليل وتوزيعه على العائلات المحتاجة، كما تبرعنا بمبلغ من المال لتوزيعه في مخيمات اللاجئين والنازحين".
وعن طقوس العيد، يقول "علي": "اعتادت العائلات الكردية على تناول اللحوم في صباح العيد، أي بعد صلاة العيدة مباشرة، تطهو النساء الأرز مع لحم الغنم، الدولمة والتشريب والفاصولياء والبامية، ونتشارك الطعام سويًّا، وفي بعض القرى الكردية يستبدول الأرز بالبرغل، أما اللحوم فلابد من وجودها على المائدة".
وتتشابه عادات وتقاليد عيد الأضحى، في مختلف الدول العربية، إذ يشتركون بإقامة صلاة العيد، والتضحية للعائلات المحتاجة وتوزيع الطعام على الأقرباء والجيران، وزيارة المقابر، وتناول أطعمة العيد وحلوياته.