26-سبتمبر-2023
احتفالات المولد النبوي

(Getty) مشهد من احتفالات المولد النبوي في الأعظمية

أحيى الآلاف مناسبة المولد النبوي في مدينة الأعظمية على وقع الموشحات والأناشيد الدينية، مع بعض الأغاني، في طقوس سنوية اعتاد عليها البغداديون منذ مئات السنين.

احتفل الآلاف في الأغظمية وعدد من بلدات ومدن العراق بالمولد النبوي في طقوس متوارثة منذ قرون

وتعد الأعظمية، حيث ضريح الإمام أبي حنيفة النعمان، شمالي بغداد، مركز الاحتفال، فيما يزين كثير من العراقيين منازلهم ويحضرون الطعام والحلوى لتوزيعها احتفاءً بمولد الرسول محمد في 12 ربيع الأول.

33

 

شموع و"هلاهل"

وأظهرت صور أطفالاً وسيدات يوقدون الشموع في "الصواني"، حيث يطوف بها الشبان في أزقة الأعظمية بعد غروب شمس ليلة المولد، ويضربون الدفوف ويرددون التواشيح، فيما تقابلهم السيدات بـ "الهلاهل"، حتى تنتهي المسيرة في باحة مسجد الإمام الأعظم، في طقس متوارث تعيشه المدينة منذ قرون.

وتسبق هذه المراسم والطقوس استعدادات كبيرة لا تقتصر على الأعظمية، لكنها تتركز هناك، حيث تغسل واجهات المنازل وتضاء واجهاتها بالمصابيح الملونة وبعض العبارات التي تمجد الرسول محمد، وتمد قدور الطعام استعدادًا لليلة الكبيرة.

33

 

لماذا الأعظمية؟

وفي السنوات الأخيرة، أصبحت الأعظمية المركز الرسمي لاحتفالات المولد النبوي في العراق، حيث يجتمع أبرز رجال الدين والوجهات والشخصيات السياسية عند جامع الإمام أبي حنيفة النعمان.

ويقول بعض المختصين إنّ ارتباط الأعظمية باحتفالات المولد النبوي يعود إلى قرون عدة، حيث جامع الإمام الأعظم، الذي كان مرجع الدولة العثمانية، وكذلك وجود "شعرات النبي" المحفوظة فيه، والتي أهدتها الدولة العثمانية عام 1907، وما زال يحتفظ بها ويعرضها في أيام محدودة في السنة، من ضمنها ليلة المولد النبوي.

تحولت الأعظمية رسميًا إلى مركز للاحتفالات السنوية بالمولد النبوي التي تستمر لنحو 24 ساعة وتسبقها استعدادات كبيرة

وتبدأ الاحتفالات في الأعظمية منذ ساعات الصباح الأولى، إذ تنظم جمعية الإمام أبي حفلة ختان مجانية للأطفال، وتستمر حتى فجر اليوم التالي.

ومع نهاية الاحتفالات في الأعظمية تبدأ بقية مساجد بغداد والمحافظات احتفالاتها التي تستمر الاحتفالات إلى نهاية شهر ربيع الأول.

33

 

"الزردة"

وإلى جانب وجبات الطعام الرئيسية، تشهد احتفالات المولد توزيع حلوى "الزردة" العراقية الشهيرة على المحتفلين والمنازل في الأعظمية والكثير من الأحياء والمدن.

وتعتبر حلوى "الزردة" من الوجبات التي ارتبطت شعبيًا بالمناسبات السعيدة، وتتكون من الرز والسكر وماء الورد والزعفران والهيل، وتزين أحيانًا بالمكسرات أو القرفة.

33

ويقول بعض المختصين إنّ أصل التسمية يعود إلى اللون الأصفر باللغة الفارسية، وهو لون الزعفران.