21-يوليو-2023

اليكتي يهاجم "البارتي" بعد زيارة إلى بغداد (فيسبوك)

في الأيام الماضية، شهدت العاصمة بغداد زيارة وفد كردي رفيع المستوى لبحث تفاصيل خاصة بالموازنة والقضايا التي تشكل اختلافًا مستمرًا طوال السنوات السابقة بشأن الحصص المالية وتصدير النفط، لكن الزيارة كشفت عن استمرار الخلافات بين الحزبين الكرديين في الإقليم، الحزب الديمقراطي الكردستاني، "البارتي"، والاتحاد الوطني الكردستاني "اليكتي". 

قال قيادي في "البارتي" إنّ وفد حكومة إقليم كردستان يهدف لمناقشة حسم وتطبيق اتفاقات دفع رواتب موظفي كردستان

القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني، مهدي عبد الكريم، كشف عن نتائج مباحثات وفد حكومة إقليم كردستان والحكومة المركزية في بغداد، مؤكدًا أنّ "وفد الإقليم حكومي وليس حزبيًا". 

ويتكون وفد إقليم كردستان من ممثل ديوان مجلس الوزراء وديوان الرقابة المالية ووزارتي التخطيط والمالية والثروات الطبيعية، يقابله ممثل الأمانة العامة لمجلس الوزراء ووزارات المالية والتخطيط والنفط وديوان الرقابة في الإقليم. 

ويقول عبد الكريم لـ"ألترا عراق"، إنّ "الوفد يهدف لمناقشة حسم وتطبيق اتفاقات دفع رواتب موظفي كردستان بأسرع وقت وعدم ربطها بإجراءات معرقلة، بالإضافة لاستئناف تصدير النفط إلى تركيا، وإرسال مستحقات الإقليم من الموازنة".

وعقد الوفد أكثر من اجتماعين بين الأطراف الاتحادية والإقليم في عدة أماكن، وذلك وفقًا لعبد الكريم لـ"مناقشة خطوات تطبيق الاتفاقات والخروج بمواعيد محددة"، فيما طالب الوفد الكردي بـ"ضرورة إرسال مستحقات الرواتب في أسرع وقت وتجنب المزيد من التأخير، حيث يتطلب ذلك موافقة رئيس مجلس الوزراء على صرف المبلغ المطلوب".

وأسفرت الاجتماعات وفقًا لما كشفه القيادي في "البارتي" عن تشكيل 4 لجان:

  • أولًا: مختصة بالجانب المالي
  • ثانيًا: لملف النفط
  • ثالثًا: لجنة معنية بمشاريع الاستثمار وتنمية الأقاليم والبترودولار
  • رابعًا: لجنة لمناقشة ما يتعلق بترتيب الأوضاع المالية مع المصرف العراقي للتجارة

وأعرب عبد الكريم عن "تفاؤل بحسم المفات المذكورة سريعًا، خاصة بعد زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني الأخيرة إلى أربيل ولقاء زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني".

لكنّ القيادي في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، غياث سورجي، هاجم زيارة الوفد الكردي إلى بغداد ولقاء الحكومة الاتحادية، معتبرًا أنه "يمثل الحزب الديمقراطي فقط وليس حكومة كردستان أو بقية الأحزاب". 

وقال سورجي لـ"ألترا عراق"، إنّ "الاتحاد الوطني الكردستاني لم يشارك بالوفد الكردي الموجود في بغداد ويتحدث باسم الحزب الديمقراطي فقط"، مؤكدًا أنّ "الديمقراطي لم يقترح على الاتحاد الوطني المشاركة في الوفد والمباحثات مع الحكومة الاتحادية بالقضايا الكثيرة التي تخص إقليم كردستان، ولذلك فهذا يعتبر تفردًا بالسلطة ومصالح شعب الإقليم".

وبحسب سورجي، فإنّ  "اليكتي لو كان قد طرح عليه الذهاب ضمن الوفد لرفض المشاركة بسبب عدم وجود رؤية واضحة للحفاظ على حقوق إقليم كردستان ومواطنيه، كما يعمل البارتي على استمرار عدم إتاحة الفرصة أمام الأحزاب الكردية للاطلاع على ملفات الإيرادات المالية والنفطية والقطاعات الأخرى".

ويمسك الديمقراطي الكردستاني ـ والكلام لسورجي ـ بجميع "زمام أمور الملف النفطي في إقليم كردستان منذ تأسيسه لوزارة الثروات الطبيعية التي كل موظفيها من كوادره الحزبية ليتم منع الاتحاد الوطني من المشاركة فيها والاطلاع على معلوماتها".

قال الاتحاد الوطني الكردستاني إن الوفد الكردي في بغداد يمثل الحزب الديمقراطي فقط وليس بقية الأحزاب

سورجي، قال إنّ "البارتي لديه خشية كبيرة من وصول اليكتي لمعلومات دقيقة عن الاتفاق الذي عمره 50 سنة لتصدير نفط كردستان إلى تركيا وفقًا للعقد الذي وقعه الديمقراطي الكردستاني بشكل منفرد"، مؤكدًا أنّ "حزب الاتحاد الوطني لن يسكت عما يحصل ولكنه يحاول التحرك بخطوات ثابتة للحفاظ على ثروات شعب الإقليم واستعادة حقوقه كاملة".

ولم تنفع كل المحاولات في الحد من الخلافات بين الحزبين الكرديين، إذ عقد 9 تموز/يوليو، 2023،  اجتماعًا جديدًا جمع قيادات بارزة في الحزبين بمصيف صلاح الدين في أربيل، ولم يخرج بنتائج إيجابية بحسب التصريحات التي تلته، حيث بدا الخلاف، أكثر حدة من السابق بعد سلسلة من الاتهامات التي تبادلها قيادات في الحزبين عبر وسائل الإعلام وفي التصريحات الصحفية.