ألترا عراق ـ فريق التحرير
تعزو أطراف سياسية عديدة في بغداد تأخر تشكيل الحكومة بسبب عدم اتفاق الحزبين الكرديين "الديمقراطي الكردستاني" و"الاتحاد الوطني الكردستاني"، على مرشح لمنصب رئاسة الجمهورية، فضلًا عن أن قيادات في الإطار التنسيقي تقول خلال هذه الفترة إنّ حسم ملف الحكومة بانتظار اتفاق كردي كردي.
يتحدّث الديمقراطي الكردستاني عن أنه سيلجأ إلى "الثلث المعطل" في حال أصر الاتحاد الوطني الكردستاني على برهم صالح
ولا يزال الديمقراطي الكردستاني يتمسك بريبر أحمد كمرشح لمنصب رئاسة الجمهورية، بحسب القيادي ريبين سلام، والذي يكشف لـ"ألترا عراق" عن إرسال حزبه 3 رسائل إلى الاتحاد الوطني الكردستاني.
وبحسب سلام، فأنّ الرسالة الأولى كانت "إبلاغ الاتحاد الوطني الكردستاني برفض برهم صالح من قبل الديمقراطي الكردستاني، وأيضًا من جهات سياسية أخرى؛ كالتيار الصدري الذي أعلن ضرورة عدم إعادة المجرّب للمناصب، أما الرسالة الثانية كانت أنّ "منصب رئاسة الجمهورية وأي منصب آخر من استحقاق الكرد ويجب النظر لها كاستحقاق
كردي وعدم استثمارها لحزب واحد".وتضمنت الرسالة الثالثة وفقًا لسلام، أنّ "الديمقراطي هو الحاصل الأكبر على مقاعد نيابية في البرلمان، وبناءً على ذلك؛ هو الأحق بمنصب رئاسة الجمهورية، أما المناصب الأخرى يحصل الاتحاد الوطني عليه وفقًا لاستحقاقه في الانتخابات".
واعتبر سلام أنّ "الرسائل التي أرسلها الديمقراطي للاتحاد الوطني هي منعطف جديد لأنه في السابق كان حزبًا واحدًا يحصل على رئاسة الجمهورية، والمناصب الأخرى تذهب للحزب الثاني"، مبينًا أنّ "الديمقراطي الآن يرى ضرورة لترجمة
الاستحقاقات الانتخابية وفقًا للواقع والاعتماد على قوة المنطق في التعامل بهذا الملف على وجه الخصوص".
وخلال الأسابيع الماضية، حصلت اجتماعات عديدة بين الحزبين الكرديين، لكنهما "لم يصلا إلى أي اتفاق بشأن منصب رئاسة الجمهورية"، بحسب القيادي في الديمقراطي الكردستاني، وفاء محمد الذي يؤكد أنّ "الخلافات مستمرة ولم يجر الاتفاق على مرشح واحد أو الذهاب بمرشحين لجلسة البرلمان التي لا موعد لها من الأساس".
وكذلك، لن يدخل الديمقراطي الكردستاني جلسة برلمانية يتنافس فيها مع الاتحاد الوطني الكردستاني بمرشحين اثنين لرئاسة الجمهورية، كما أكّد محمد لـ"ألترا عراق"، مستدركًا "لكن إذا كانت لديه ضمانات بفوز مرشحه ريبر أحمد بالمنصب سيدخل".
ويقول محمد إنّ "الديمقراطي سيشكل مع جهات أخرى الثلث المعطل في حال أراد الإطار الدخول بجلسة يمرر فيها برهم صالح مرشح الاتحاد الوطني لرئاسة الجمهورية".
لكنّ وفاء محمد لا يرى أن سبب تأخر تشكيل الحكومة هو الخلافات الكردية فقط، حيث لفت إلى "ضرورة حسم البيت الشيعي لخلافاته الداخلية حول تشكيل الحكومة قبل الحديث عن ضرورة حل خلافات البيت الكردي"، مبينًا أنّ "حل خلافات كل بيت واستقراره سيؤهله للذهاب بحوارات جادة مع البيت الآخر كالكردي والسني حول مختلف القضايا".
ولفت القيادي في الدميقراطي الكردستاني إلى أنّ "مهلة الإطار التنسيقي التي أعلنها لحسم مرشحه لرئاسة الحكومة وهي 48 ساعة قد انتهت، ولم يعلن أي شيء، وربما يحتاجون لـ 48 يومًا وليس ساعة، وكذلك المهلة التي تم إعطاؤها للأحزاب الكردية أيضًا انتهت ولا مستجدات تذكر لتمسك الحزبين بمرشحيهما لرئاسة الجمهورية"، مبينًا أنّ "ذلك يعني وجود نفس الأزمة لدى الطرفين".
الحسم في الاجتماع الأخير
والأسبوع الماضي، عقد اجتماع في مصيف صلاح الدين بين زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، ورئيس الاتحاد الوطني الكردستاني، بافل طالباني، لكنه لم يفض إلى أي مستجد حول منصب رئاسة الجمهورية، بحسب القيادي في الاتحاد الوطني، غياث سورجي.
ويكشف سورجي لـ"ألترا عراق"، عن اجتماع للحسم سيعقد بين الحزبين خلال الأيام القليلة القادمة، معتقدًا أنه "سيكون الأخير"، ويعلّل ذلك بأنّ "الاجتماع أما سيتفق على مرشح واحد أو الذهاب بمرشح لكل حزب في جلسة البرلمان لانتخاب رئيس الجمهورية".
القيادي في الاتحاد الكردستاني يعبّر عن تشاؤم كبير لعدم وصول الحزبين
الكرديين لحل، وذلك لكون "الديمقراطي الكردستاني مصر على ضرورة تغيير الاتحاد لمرشحه برهم صالح بطريقة فرض الإرادة وهذا لا يمكن قبوله".ستشهد الأيام القليلة المقبلة اجتماعًا حاسمًا وأخيرًا بشأن منصب رئاسة الجمهورية
وختم سورجي حديثه بالقول إنّ "العراق يمر بأزمات إقليمية وأمنية واقتصادية، ولذلك فأنّ رئيس الاتحاد الوطني بافل طالباني له زيارات مكثفة إلى بغداد للإسراع مع الكتل السياسية بتشكيل الحكومة وبرنامجها الحكومي".