ضجت مواقع التواصل الاجتماعي في العراق، بحديث عزم العديد من الحقوقيين رفع دعوى قضائية ضد "يزيد بن معاوية" بسبب قتل "الحسين بن علي"، قبل أكثر من 1400 عام.
قال المستشار القانوني سعد البخاتي إنّ ما كنت أعنيه بكل كلامي هو يجب محاكمة يزيد وأتباعه ومن ينشر مفاهيمهم
وتناقل نشطاء مقطع مصور لإعلامي عراقي في قناة فضائية، وهو يتحدث عن رفع دعوى قضائية ضد "يزيد بن معاوية".
حقوقيون عراقيون يعتزمون رفع دعوى قضائية ضد يزيد بن معاوية بن ابي سفيان المتوفى سنة 64 للهجرة .#العراق pic.twitter.com/caQyj1wPBS
— الترند السعودي (@AlTrendAlsaudi) September 7, 2023
وفي اللقاء التلفزيوني، تحدث إعلامي بشكل صريح عن رفع دعوى قضائية ضد "يزيد بن معاوية"، وكان في استضافته المستشار القانوني، سعد البخاتي.
وليس ذلك وحسب، بل أن "ألترا عراق" تابع اللقاء كاملًا، وتحدث البخاتي فيه عن "أهمية البعد القانوني في قضية الإمام الحسين"، مضيفًا أنّ "التقادم في الجرائم ينتهي وفق القانون العراقي بالقضايا العادية"، مستدركًا بالقول: "لكن الجرائم الطويلة التي فيها وزاع ديني أو سياسي لا تسقط بالتقادم وفق الاتفاقية الجنائية الدولية".
إلى أين يا عراق ؟!
حقوقيون عراقيون يرفعون دعوى قضائية على يزيد بن معاوية بتهمة القتل العمد للحسين بن علي؟! 🤷♂️ pic.twitter.com/YILwsWASjG
— محمد مجيد الأحوازي (@MohamadAhwaze) September 7, 2023
واتهم مدونون، من يريد الإقدام على رفع دعوى ضد "يزيد بن معاوية"، بـ"تعاطي المخدرات" على إثر "لا منطقية الدعوى".
دعوى قضائية ضد المجرم يزيد بن معاوية
على خلفية قتل الإمام الحسين قبل1400عام.الظاهر داخله وجبة #كرستال قوية جداً
بحيث تجعل المتعاطي يرجع بَاك فاير🥴المهم ..
على من يعثر على يزيد يسلمه إلى مركز
شرطة السعدون، ولكم الاجر والثواب🏃#العراق pic.twitter.com/5oNXgscvXs— سيف الدين المهنا (@Saif_almuhana) September 7, 2023
وتم تداول الخبر والمقطع المصور بشكل واسع من مدونين عرب بـ"سخرية وتهكم" على ما يحدث في العراق.
ليست نكتة ..
حقوقيون عراقيون يحاولون رفع دعوى قضائية ضد "يزيد بن معاوية بن أبي سفيان"
يتهمونه فيها بقتل
الإمام الحسين بن علي ابن ابي طالبعلى فكرة يزيد توفي في سنة 64 هـ /683 ميلادي
— الكعّام (@alk3aam) September 7, 2023
وفي الأثناء، قال المستشار القانوني، سعد البخاتي، إنّ التفسير المتناقل عنه، حول حديث عن إقامة دعوى قضائية ضد "يزيد بن معاوية" كان يهدف إلى محاكمة "أتباعه".
البخاتي، وفي حديث لـ"ألترا عراق"، أشار إلى أنّ "حديثي المتلفز تم فهمه بطريقة خاطئة وتجييره لصالح فهم قاصر جدًا بقضية استشهاد الإمام الحسين، حيث تم نشر مقاطع من اللقاء الذي حضرته مع أحد مقدمي البرامج ووضع عنوان له يشير إلى إقامة دعوى قضائية في الوقت الحاضر ضد يزيد بن معاوية عن جريمة القتل تلك"، موضحًا أنّ "هذا الفهم المتداول غير صحيح ولا يمكن إقامة دعوى قضائية الآن ومن أي طرف كان".
ولفت البخاتي إلى أنّ "ما كنت أعنيه بكل كلامي هو يجب محاكمة يزيد وأتباعه ومن ينشر مفاهيمهم، لتشويه صورة القضية الحسينية عبر اتباع سلوك ومنهاج الإمام الحسين وأهل بيته"، متسائلًا: "أين يزيد الآن حتى تقام له محكمة وأين كل من جاء خلفه في تلك المعركة وقبلها وبعدها؟".
وبيّن أنّ "اللقاء تم استغلاله وتقطيعه بطريقة غير صحيحة وجاهلة، علمًا والجميع يعرف أن القانون لا يطبق بهذا الشكل ولا تقام دعوى قضائية إلا بوجود طرفين لجريمة ويطلب المجني عليه أو ذويه، الشكوى ضد الجاني".
وأضاف: "أنا مستشار قانوني ولا يخفى علي تفاصيل الحديث بهذه الأمور حيث كانت الدعوة لأتباع سلوك اجتماعي وليس تطبيق جانبًا قضائيًا الآن، لأن ذلك مستحيل بمرور آلاف السنوات على تلك الحادثة".
لكنّ الأكاديمي والكاتب العراقي، سليم سوزه، خاطب البخاتي بالقول: "لم أكن أتصوّر في حياتي أنك ستنال شهادة البكالوريوس في القانون لتحاكم بها يزيد بن معاوية الذي انتقم الدود من جسده قبل انتقام محكمتك منه".
خاطب الباحث سليم سوزه البخاتي بالقول: صيّرتم العراق كله إلى موكب لطم كبير صادر جغرافيا العراق كلها ويحاول الآن مصادرة التاريخ بأثر رجعي
وأضاف سوزه في تدوينة على "فيسبوك"، إنه "قلت في لقائك الاعلامي ذاك أنها ليست محاكمة معنوية ليزيد فقط، بل أنها محاكمة لكل مَن يوالي يزيدَ ويرضى بفعلته ويناصر وجهته ورأيه، ولكل مَن يسخر من شعائر الحسين ويتجاوز على الرموز الدينية في يومنا هذا! إنها إذًا ليست ضد يزيد، فيزيد مات وصار ترابًا وأبخرة، بل هي ضد كل مَن لا يوالي تشيّعكم البائس الذي وُلِد بعد العام 2003، تشيّع غريب وعجيب وهجين لن يفهمه من عرف جيدًا هذا المذهب منذ مئات السنين. إنه مذهب الجدل والأفكار والعقل والنقاش الذي حولتموه إلى شمّاعية كبيرة بفعل خزعبلاتكم هذه".
وتابع الباحث العراقي: "لقد حوّلتم، يا صديقي، مذهبكم إلى أضحوكة كبيرة في نظر الآخرين، وصيّرتم العراق كله إلى موكب لطم كبير صادرَ جغرافيا العراق كلها، ويحاول الآن مصادرة التاريخ بأثر رجعي".
وقال سوزه: "أشدُّ على يدك. حاكم يزيدَ، ولا تنسى أيضًا أن تحاكم فرعون على إجرامه بحق ناسه وما فعله بموسى. حاكم أيضًا قابيل على قتله أخيه هابيل. حاكم الحوت الذي ابتلع يونس دون شفقة. حاكمهم جميعًا وحاكم التاريخ كله، لكن أخبرني مَن هم الذين سيدفعون ثمن تلك المحاكمة إن كسبتها (وستكسبها حقًا في عراق الجنون الذي نعيشه)؟ مَن سيُلقى في السجن؟ ومَن سيُعدَم اليوم جراء تلك الأفعال في الماضي؟ أجبني عن هذا السؤال!".