تؤكّد الحكومة أنّ مشروع "طريق التنمية" سيمثل عصرًا جديدًا للسكك الحديد في البلاد، حيث تقتصر الخدمة في الوقت الراهن على بعض المسافرين ونقل النفط.
وأعلن رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، السبت 27 أيار/مايو، إطلاق المرحلة الأولى من المشروع الذي يمتد من ميناء الفاو الكبير إلى الحدود العراقية التركية في منطقة فيشخابور تحديدًا.
تعد الحكومة بخط جديد للسكك هو الأول من نوعه منذ القطار السريع بين بغداد وبرلين مطلع القرن العشرين
ويشمل المشروع خط سكة للقطارات السريعة وطريقًا للسيارات يربط آسيا بأوروبا على امتداد البلاد بقيمة 17 مليار دولار.
ويهدف المشروع إلى ربط ميناء الفاو الكبير في جنوب العراق الغني بالنفط بتركيا، وتحويل البلاد إلى مركز عبور من خلال تقصير وقت السفر بين آسيا وأوروبا في محاولة لمنافسة قناة السويس.
وقال مدير عام شركة الموانئ العراقية فرحان الفرطوسي في تصريح، إنّ "طريق التنمية ليس مجرد طريق لنقل البضائع أو الركاب. هذا الطريق يفتح الباب أمام تنمية مناطق شاسعة من العراق".
ووفقًا لرؤية الحكومة فإنّ المشروع سيقوم على قطارات فائقة السرعة تنقل البضائع والركاب بسرعة تصل إلى 300 كيلومتر في الساعة، ومحطات للطاقة مع مراكز صناعية، كما يمكن أن يشمل المشروع لاحقًا خطًا للنفط والغاز.
وسيمثل الخط في حال وجد طريقه إلى الواقع تحولاً غير مسبوق عن شبكة النقل القديمة الحالية في البلاد.
وتشغل خدمة القطارات العراقية حاليًا عددًا قليلاً من الخطوط، بما في ذلك الشحن البطيء للنفط وقطار ركاب بوجود خط ليلي واحد يمر من بغداد إلى البصرة، ويستغرق من 10 إلى 12 ساعة لتغطية 500 كيلومتر.
وقال الفرطوسي إن مراحل إنجاز ميناء الفاو الكبير بلغت 50%.
ويعود نقل الركاب بين العراق وأوروبا إلى الخطط الكبرى في مطلع القرن 20 لإنشاء قطار سريع من بغداد إلى برلين.
وأكّد الفرطوسي، "سننشط هذا الخط مرة أخرى ونربطه بدول أخرى"، مشيرًا إلى خطط لنقل السياح والحجاج إلى العتبات الشيعية في العراق والأماكن الدينية مكة في المملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج.
وتم الإعلان عن المشروع يوم السبت في مؤتمر يهدف إلى جذب المصالح العربية، بما في ذلك من دول الخليج العربي وسوريا والأردن. وقال مساعد حكومي كبير إن الاستثمار الإقليمي مطروح على الطاولة.
تؤكّد الحكومة أنّ المشروع لن يقتصر على نقل البضائع بل الطاقة والنفط أيضًا ما يوفر عشرات الآلاف من فرص العمل
ووعود التنمية قديمة في العراق لكن البنية التحتية لا تزال متهالكة، لكن المسؤولين يقولون إن طريق التنمية يستند إلى شيء جديد؛ فترة من الاستقرار النسبي منذ أواخر العام الماضي يأملون في الحفاظ عليها.
وقال الفرطوسي إنّ المرحلة الأولى من المشروع ستنتهي في عام 2029 إذا بدأ العمل مطلع العام المقبل.
وأضاف، "حتى لو غاب العراق لمدة عام أو عامين أو عقد أو عقدين فعليه العودة يوما أو آخر. نأمل أن تكون هذه الأيام بداية عودة العراق".