الترا عراق - فريق التحرير
سجلت منظمات ومؤسسات وصناع رأي وصحافيون ومواطنون، احتجاجًا على حملة ملاحقة صناع محتوى على مواقع التواصل الاجتماعي بحجة "محاربة المحتوى الهابط".
الاحتجاج جرى عبر بيان موحد أشار إلى المخالفات "الدستورية والقانونية" التي شابت الحملة، و"انتهاكات خطيرة" في إجراءات الاعتقال والقبض، كونها صدرت بموجب تعليمات عن وزارة الداخلية، دون وجود أوامر قضائية مسبقة مبنية على اتهامات محددة وفق القانون.
أبدى الموقعون على البيان من منظمات وناشطين وصحافيين ومواطنين مخاوف من تحول الملاحقات إلى ملفات ترفع بدوافع سياسية وكيدية
البيان الذي حمل توقيع منظمات حقوقية ومؤسسات إعلامية وصحافيين وناشطين ومواطنين، طالب مجلس النواب العراقي بـ "أداء دوره في حماية الدستور والنظام الديمقراطي المستند إلى حرية الرأي والتعبير، والقيام بمهامه في المراقبة والمساءلة وتشريع قوانين جديدة تلغي قوانين مقرة في زمن النظام الدكتاتوري، وتتعارض مع الدستور".
كما دعا، المجتمع الدولي وبعثتي الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وممثلي البعثات الدبلوماسية للدول الديمقراطية، إلى "المشاركة في تنبيه السلطات المختلفة في البلاد من أي انحراف عن القواعد الدستورية التي صوت عليها العراقيون عام 2005 والتي تشكل أساسًا راسخًا في حكم البلاد".
نص البيان:
تواصل الجهات الأمنية اعتقال العديد من "مشاهير" وسائل التواصل الاجتماعي، بتهمة "الإساءة للذوق العام" ونشر "المحتوى الهابط"، بعضهم لم تتضمن موادهم أية إساءة أو ضرر مادي للمصلحة العامة بدليل الإفراج عنهم لاحقًا، وذلك بالاعتماد على مذكرات قبض قضائية، منحها بيان مجلس القضاء الأعلى، إطارًا أوسع للملاحقات بإضافته لعبارة "الإساءة المتعمدة لمؤسسات الدولة بمختلف العناوين والمسميات"، ما يفتح الباب أمام ملاحقات أكبر لكل من ينتقد أجهزة الدولة.
نحن مجموعة من الصحفيين والكتاب والباحثين والناشطين وممثلي منظمات المجتمع المدني، إذ نؤكد أهمية معالجة المحتوى المسيء عبر إصلاح قطاعات التربية والتعليم والثقافة، والتمكين الاجتماعي لصناعة المحتوى الهادف، والتنبيه إلى تأثيراته السلبية، في إطار ما ينشره من قيم خاطئة وأخبار مضللة، وتحريض فاضح، فإننا نرى أن تلك الاعتقالات والأحكام الأولية الصادرة، مخالفة للدستور والقوانين والمعاهدات الدولية التي وقع عليها العراق، ولا تعتمد على سند قانوني واضح، في ظل عدم وجود نص صريح يجرم الحالة، خاصة وأن تهم "الإساءة للذوق العام" و"الآداب والأخلاق العامة" غير محددة التوصيف قانونيًا، ويمكن التوسع فيها لتشمل أي تصرف أو قول أو حتى إيحاء، ما قد يحمل في طياته تهديداً لكل من لديه رأي يخالف توجه السلطات.
وإننا إذ نطالب الجهات المعنية بوقف تلك الملاحقات غير الدستورية، وتحديد تعريف واضح لما يسمونه بـ "المحتوى الهابط"، نؤكد أيضًا على أنّ اللجنة المشكلة من قبل وزارة الداخلية، ما هي إلا خرق دستوري فاضح، وانتهاك للنظام الديمقراطي، وذلك من خلال تثبيت الملاحظات القانونية الآتية:
- إن الحملة والإجراءات المتبعة تحمل مخالفة للمعايير الدولية لحرية التعبير التي نصت عليها العهود والمواثيق الدولية، والتي وقع عليها العراق.
- تشوب هذه الحملة الممنهجة مخالفة دستورية واضحة لأحكام المادة 38 من الدستور العراقي التي كفلت حرية التعبير عن الرأي بكل الوسائل وحرية الصحافة والطباعة والإعلان والإعلام والنشر وحرية الاجتماع والتظاهر السلمي، ما لم يتضمن التشهير أو الإساءة أو التهديد، مقابل الانجرار وراء قوانين موروثة من زمن النظام الشمولي قبل 2003.
- تأشير انتهاكات خطيرة في إجراءات الاعتقال والقبض، كونها صدرت بموجب تعليمات صدرت عن وزارة الداخلية، دون وجود أوامر قضائية مسبقة مبنية على اتهامات قانونية محددة وفق القانون.
- لا تنطبق أحكام نص المادة 403 التي تمت بموجبها المحاكمات على الكثير من الحالات، كون المادة لم تنص على معاقبة "المحتوى الهابط"، وبذلك مخالفة لمبدأ: "لا جريمة ولا عقوبة إلا بنص".
- عدم وجود نص قانوني واضح يحدد معايير "المحتوى الهابط"، والاتكاء على مواد قانونية أخرى من خلال التفسير الموسع، ما يعطي للقابضين على السلطة إمكانية استخدام المصطلحات المطاطية للتوسع في قمع الحقوق والحريات العامة والآراء المخالفة لذائقة السلطة.
إن الملاحقات التي جرت، تثير جملة ملاحظات، في ظل عدة حقائق مهمة لا يمكن التغافل عنها:
- الملاحقات تتم من قبل وزارة الداخلية، وهي وزارة أمنية معنية بحماية أمن المواطنين، وبموجب قانونها المرقم 22 لسنة 2016، ولا نعرف ما علاقتها بـ "المحتوى الهابط".
- إن منصة (بلغ) التي استحدثتها وزارة الداخلية، تؤكد وجود أجندة لتحقيق أهداف معينة، إذ أن المنصة لا تظهر حجم التبليغات، ولا أسماء أصحاب المحتوى، ولا توجد شفافية في معرفة حجم التبليغات ونوعها وأسماء الحسابات أو الصفحات أو القنوات.
- نجد تغافلاً واضحًا من لدن وزارة الداخلية على صفحات وأسماء ومنصات عرفت بالتحريض على القتل والطائفية والتشهير والعنف، وبقيت بعيدة عن كل أنواع المساءلة، لاسيما وأنها ذاتها شاركت في تأييد الملاحقات القضائية، الأمر الذي يثير القلق من كونها حملات ذات دافع سياسي.
- إن فضاء السوشيال ميديا المفتوح، لا يمكن حصره والتضييق عليه وتحديد مساره بملاحقات قضائية اعتمادًا على قوانين قديمة، وإذا كان من الممكن ملاحقة نشطاء يعملون من العراق، فهناك مئات غيرهم يمكنهم نشر ذات المحتوى الهابط وما هو أسوأ منه خارج البلاد، ليدخل كل بيت، دون أن يكون هناك قدرة على محاسبة أصحابه، وبالتالي فإن التذرع بحماية المجتمع حجة واهية.
- إن النشر في تلك الصفحات والمنصات، محكوم بقواعد واضحة لمنع وقوع الانتهاكات والإساءات، فهي تسمح للشخص المشترك أن يقوم بالتبليغ عن المحتوى الذي يتضمن انتهاكًا لتتخذ إدارة المنصات (وسائل التواصل) الإجراء اللازم دون تدخل السلطات التي قامت مؤخرًا بعرض بعض من تعتبرهم "مروجي محتوى هابط" كإرهابيين ونشر صورهم بما يخالف القانون والدستور.
- معالجة المحتوى الهابط في الأساس، لا يتم عبر الملاحقات القضائية، بل عبر التثقيف المجتمعي، وعبر خلق فرص عمل للعاملين في هذا المجال، والتنبيه الى أخطائهم والعمل على تطوير إمكاناتهم الفنية واللغة المستخدمة من قبلهم ضمن المسار المفيد مجتمعيًا.
إننا الموقعون أدناه، نعرب عن قلقنا البالغ من أن تؤدي الملاحقات غير المستندة لجريمة واضحة، إلى تحريف السلطة القضائية عن المسار الدستوري المرسوم لها، وقد تتحول الملاحقات إلى ملفات ترفع بدوافع سياسية وكيدية، طالما أنها تتم وفق عبارات مطاطية، لتطال كتابا وصحفيين وناشطين على وسائل التواصل، ما يعني دخولنا في مسار سلطوي يكبح حرية الرأي والتعبير بأشكالها المختلفة، ويضيق مساحة عمل مؤسسات المجتمع المدني التي تمثل ذراعا أساسيا في حماية الممارسة الديمقراطية التي اكتسبها العراق بعد 2003 .
فيما نطالب مجلس النواب العراقي بأداء دوره في حماية الدستور والنظام الديمقراطي المستند إلى حرية الرأي والتعبير، والقيام بمهامه في المراقبة والمساءلة وتشريع قوانين جديدة تلغي قوانين مقرة في زمن النظام الدكتاتوري، وتتعارض مع الدستور، ولا تتلاءم مع عالم اليوم، ولا مع حقوق العراقيين المقرة دستوريا، بما في ذلك ضمان الحريات والتعددية الفكرية التي دفعوا لتثبيتها مئات آلاف الضحايا.
ختامًا، ندعو المجتمع الدولي، وبعثتي الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، وممثلي البعثات الدبلوماسية للدول الديمقراطية، إلى مشاركتنا في تنبيه السلطات المختلفة في البلاد من أي انحراف عن القواعد الدستورية التي صوت عليها العراقيون عام 2005 والتي تشكل أساسا راسخا في حكم البلاد.
الموقعون:
- مركز "أمارجي" للتطوير البحثي والإعلامي
- شبكة "نيريج" للصحافة الاستقصائية
- جمعية الدفاع عن حرية الصحافة
- صحيفة "العالم الجديد"
- منظمة "موجة"/ النجف
- شبكة المحامين المتطوعين لحرية التعبير
- "برج بابل"
- إذاعة المربد/ البصرة
- التقنية من أجل السلام
- منظمة الحوار المتمدن للتنمية
- منظمة تشرين لحقوق الإنسان
- منظمة التجديد للتطوير المجتمعي/ بغداد
- سامان نوح - كاتب وصحفي
- سعدون محسن ضمد/ كاتب ومقدم برامج
- حيدر سعيد/ باحث
- فارس حرّام / باحث
- هناء ادور / ناشطة حقوقية
- مصطفى ناصر/ صحفي
- أحمد حسن/ صحفي وباحث
- منتظر ناصر/ كاتب وصحفي
- محمد عزيز / صحفي
- أحمد حسين/ صحفي
- أحمد وحيد/ فنان
- علي فاضل / فنان
- أحمد السهيل/ صحفي
- أوس السعدي/ مؤسس ورئيس مؤسسة التقنية من أجل السلام
- فرمان رشاد/ كاتب وصحفي/ أربيل
- بزار شريف/ باحث/ دهوك
- دلوفان برواري/ قانوني
- علي طاهر/ باحث وتدريسي
- احمد الحسيني/ صانع محتوى
- سعد سلوم/ باحث واكاديمي
- سلام زيدان/ صحفي
- بهاء السراي
- ثابت عامر/ ناشط سياسي
- عادل عبد السلام الجاف/ كاتب وقانوني
- علي عباس/ رئيس منظمة تجديد
- علي عبد المجيد/ ناشط
- عمار خضير/ ناشط سياسي
- عمار علي/ صحفي
- محمد المحمودي/ ناشط وصحفي
- مصطفى جليل/ صحفي
- وائل بارود/ رئيس مركز الرشيد
- نور الصالحي/ ناشط سياسي
- محمد عبد الكريم الشيخ
- كرار كريم / ناشط
- ذكرى سرسم
- صادق السهل/ مدافع عن حقوق الإنسان
- أمل كباشي/ المديرة التنفيذية لشبكة النساء العراقيات
- زياد خلف
- علي هاشم
- نوزت شمدين/ صحفي وروائي
- المهندسة سلمى جبو
- عمر العلواني/ رئيس مؤسسة الحق لحقوق الإنسان
- باسم الشرع/ صحفي
- علي صاحب - مركز المعلومة للبحث والتطوير
- استبرق الزبيدي/ صحافية ومدافعة عن حقوق الانسان مديرة تحرير وكالة شرق العراق
- منظمة إيوان لتطوير حقوق الأنسان
- خالد سليمان، صحفي متخصص في قضايا البيئة وتغير المناخ
- فلاح الأميري
- محمد عبادي مدرن وناشط مدني
- علي الدهامات
- حيدر هادي/ إعلامي
- آية منصور/ صحافية
- أواز سليم عبد الله/ مذيعة وصحفية
- هيوا عمر ـ كاتب وصحفي/ اربيل
- محمد هاشم حلو/ باحث
- سهيلة الأعسم
- Hana shwan - journalist
- مجيد الأمين
- منتظر الأسدي
- Hussein RAAD
- حيدر يوسف عزيز عبد الرضا/ قانوني
- عماد رسن
- حيدر إنذار/ صحفي
- علي الحسيني/ كاتب وصحفي
- مجيد الأمين
- محمد العيداني
- مشتاق عبد مناف الحلو/ كاتب
- ساطع عمار/ كاتب وناشط حقوقي
- غيث حامد/ فنان
- حسين الزيادي
- علي الياسري
- الدكتور علي حسون حسين/ دكتوراه صيدلة
- سارة جاسم محمد/ مدافعة عن حقوق الإنسان
- مصطفى زاهد/ طبيب
- طالب عمران حسن - اتحاد الصحفيين العراقيين فرع البصرة
- نشوى نعيم/ ناشطة حقوقية
- علي حريز/ مواطن
- حيدر هليل مكطوف عفان/ مواطن
- ئاسوس هردي - كاتب صحفي
- مصطفى زاهد/ طبيب
- محمد حسين الزيدي
- علي حسين/ دكتوراه هندسة متقاعد
- حسين محمد الرماحي/ أستاذ جامعي
- زيد عبد الهادي/ ناشط
- حسين نجم
- فلاح المشعل/ كاتب وإعلامي
- سرى مازن كاظم/ لجنة الحوار والسلم المجتمعي- ميسان
- حيدر الجوراني/ باحث
- حسين القاضي/ ناشط مدني
- أحمد أبو شيبة/ ناشط سياسي
- نوفل الحمداني/ مستشار
- أيهان سعيد البروشكي/ صحفي
- بلال رضا
- محمد جواد طوير/ مهندس استشاري كهرباء
- سارة خليل