أعلنت حركة النجباء، يوم السبت 27 كانون الثاني/يناير 2024، موقفها من المفاوضات بين حكومة محمد السوداني والولايات المتحدة الأمريكية، كاشفة عن جدول أعمالها بعد "الطرد العسكري" للأمريكيين.
أفصحت النجباء عن خططها بعد انسحاب الأمريكيين بإلغاء قوانين مثل ما يتعلق بهيئة الإعلام والاتصالات، وإنهاء السيطرة الأمريكية على العمليات المشتركة، وما يتعلق بالطيران والتسليح
وقالت الحركة المسلحة المنضوية في الحشد الشعبي في بيان اطلع عليه "ألترا عراق"، ردًا على إعلان حكومة السوداني الدخول في مفاوضات مع الأمريكيين، "إننا مستمرون بمواصلة العمليات العسكرية ردًا على العدوان الأمريكي الصهيوني على غزة وحتى تحقيق النصر المؤزر وطرد آخر جندي للمحتل من أراضينا، ولن نلتفت لأكاذيب المحتل بجدولة انسحاب وما شاكل إن لم يتحقق الانسحاب على أرض الواقع وبشكل واضح".
وكانت وزارة الخارجية العراقية أعلنت اتفاقًا مع الولايات المتحدة، يهدف إلى "صياغة جدول زمني محدد وواضح يحدد مدة وجود مستشاري التحالف الدولي في العراق، ومباشرة الخفض التدريجي المدروس لمستشاريه على الأرض العراقية".
وأشارت النجباء إلى جدول أعمالها ما بعد انسحاب القوات الأمريكية عسكريًا من العراق، متضمنًا إلغاء قوانين مثل ما يتعلق بهيئة الإعلام والاتصالات، وإنهاء ما وصفته بالسيطرة الأمريكية على العمليات المشتركة، فضلًا عما يتعلق بالطيران والتسليح، إذ أوضحت الحركة أن "المقاومة تمتلك رؤية متكاملة للوجود الأمريكي بكل أنواعه ورؤية واضحة لاستقلال العراق وتحريره من التبعية الحقيقية للأمريكي وتقويته وتسلحيه".
ولفت البيان إلى أن "المقاومة حتى وإنْ استكملت طرد المحتل عسكريًا فإنها غير غائبة عن نفوذه وهيمنته في مفاصل الدولة ومن ذلك تدخل سفارته وإنهاء مجموعة من الاتفاقات والقرارات بل والقوانين التي شرعها الاحتلال مثل قانون 64 الذي أصدره بريمر الذي يجبر هيئة الإعلام والاتصالات على التعامل مع السفارة في حال انسحاب سلطة الائتلاف، وكذلك سيطرة القوات الأمريكية على قيادة العمليات المشتركة لدرجة أنهم هم من يصدرون تخاويل الدخول مرتين أسبوعيًا لكل ضابط في القيادة مهما علت رتبته، وكذلك سيطرة الشركات التابعة للاحتلال وعملائه على الكهرباء والملاحة الجوية وبرقيات الطيران وإباحة الأجواء للمحتل الأمريكي والإسرائيلي أيضًا وموضوع عقود التسليح بالأسلحة الاستراتيجية وكيف يمنع الأمريكي ذلك ويتحكم به، وغير ذلك الكثير سيتم تسليط الضوء عليه في حينه".
وختم الفصيل المسلح بالقول، "إن البعض من الخونة ممن باع دينه وشرفه وعقيدته للمحتل عليه أن يتدارك وضعه قبل أن يعاد عليه سيناريو أفغانستان، أما أن يهرب بشكل مخزٍ أو يبقى ليحاكم بجريمته قريبًا، ونخص بالذكر الذين يتعاملون بشكل مباشر مع المحتل وترتبط مصالحهم ببقاء الاحتلال، لذا تجدهم يقومون بترهيب المسؤولين من خطورة انسحاب القوات المحتلة، وهم بالحقيقة مجرد عملاء ومستفيدين من عقود التجهيزات البائسة والإيفادات المفضوحة".
"المقاومة الإسلامية" أكدت استمرار العمليات ضد الوجود الأجنبي رغم إعلان المفاوضات
وكانت النجباء، دعت، الأربعاء الماضي 24 كانون الثاني/يناير 2024، دعت إلى طرد السفارة الأمريكية التي "هي قاعدة عسكرية تنطلق منها كل الاعتداءات والانتهاكات للسيادة العراقية"، حسب تعبيرها.
بيان النجباء الجديد يأتي بعد بيان أصدرته جهة تطلق على نفسها "المقاومة الإسلامية في العراق"، أمس الجمعة، قالت فيه إن المفاوضات التي أعلنت عنها حكومة محمد السوداني "محاولة لخلط الأوراق، وقلب الطاولة على المقاومة، وكسب الوقت، لتنفيذ المزيد من الجرائم والمخططات الشيطانية" من قبل الجانب الأمريكي، مبينة أن "رد المقاومة الإسلامية على هذا الادّعاء، هو الاستمرار بالعمليات الجهادية ضد الوجود الأجنبي، ويُفضل أنّ لا يكون الحوار بشأن هذا الانسحاب المزعوم حتى تتبين حقيقة نواياهم ومدى جدية التزامهم بإخراج قواتهم الغازية من العراق، ومغادرة طيرانهم المسُيّر والحربي وغيره أجواء البلاد بالكامل، وتسليم قيادة العمليات المشتركة إلى الجانب العراقي وإخراج ضباطهم منها".
كما حذرت "المقاومة الإسلامية" في بيانها، "من مغبة منح الحصانة لأي قوة أجنبية وبأي ذريعة كانت، فضلًا عن أي التزام من جانب الحكومة، أو أجهزتها الأمنية لحماية هؤلاء الغزاة القتلة، فلو وقع هذا فهو خيانة تاريخية للعراق ودماء شهدائه".
ودعت حكومة محمد السوداني في وقت سابق، إلى "عدم توقف أو تعثر أو انقطاع أعمال اللجنة العسكرية العليا العراقية الأمريكية، والعمل على تجنب العبث باستقرار العراق لتحقيق أهداف خاصة"، مجددة الالتزام "بسلامة مستشاري التحالف الدولي في أثناء مدة التفاوض في كل أرجاء البلاد، والحفاظ على الاستقرار ومنع التصعيد".
وفي سياق ذلك، كتب المتحدث باسم كتائب حزب الله، أبو علي العسكري، تدوينة أمس الخميس، قال فيها إن "ما يحاول الأمريكي تمريره تحت عنوان المفاوضات لإخراج قواتها لن ينطلي علينا البتة"، مبينًا أن "التأييد والثناء لهذه الأكاذيب من قبل المشبوهين وعلى رأسهم الصهيوني مسعود البرزاني وبعض الزعامات المحسوبة على المكون السني المرتبطة بأجندات مشبوهة يزيدها سخفًا، وتعضد موقفنا المبدئي من العدو الأمريكي الذي بات واضحًا أنه لاي فهم غير لغة القوة"، حسب تعبيره.
وكان الإطار التنسيقي، الذي يضم أغلب القوى الشيعية المقربة من إيران، فضلًا عن أغلب الكتل التي تمتلك أجنحة مسلحة، قد أصدر بيانًا رحب فيه بالاتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية، داعيًا لإعطاء الفرصة للمفاوض العراقي، مثمنًا ثمّن "دعم المجتمع الدولي للعراق في حربه ضد الإرهاب".
فيما أشاد رئيس عصائب أهل الحق قيس الخزعلي، بإعلان إجراء مفاوضات مع الأمريكيين، ومموقف رئيس الحكومة محمد السوداني، قائلًا إن "انسحاب القوات الأجنبية التي دخلت العراق بعنوان التحالف الدولي، خطوة هامة وبالاتجاه الصحيح، لتحقيق الأمن والاستقرار، واستكمال السيادة الوطنية".