29-أبريل-2021

قراءة أولية لعدد المقاعد في المحافظات المحررة (فيسبوك)

تشكل ثلاث دوائر انتخابية في محافظات (الأنبار ـ صلاح الدين ـ نينوى) نقاط صراع انتخابية غير محسومة  بين الأحزاب السياسية السنية الطامحة من خلال الفوز فيها من أجل الاستحواذ الكامل على النفوذ في الرقعة الجغرافية والسكانية التي تحتضنها هذه الدوائر، وتأتي أهمية هذه الدوائر كونها تمثل خليطًا عشائريًا غير متجانس من ناحية التنظيم العشائري، على اعتبار أنها تمثل بنية عشائرية متنوعة، إذ تحاول كل عشيرة، وعبر مرشحها المنتمي إلى حزب سياسي، أو محاولة  الحزب سياسي، ومن خلال العشيرة التي تمنح له الأصوات من  السيطرة على المواقع الحكومية بجوانبها المتعددة في هذه الدوائر الانتخابية التي تتمثل في مايلي:

  • أولًا: دائرة الخالدية في محافظة الأنبار

تتكون الأنبار من أربع دوائر انتخابية يفوز عنها خمسة عشر نائبًا، نصيب دائرة الخالدية منها ثلاث نواب، رجلان وامرأة، تحيط بهذه الدائرة من الشرق قضاء الفلوجة ومن الغرب والجنوب قضاء الرمادي، ومن الشمال محافظة صلاح الدين قضاء الخالدية، تضم المناطق الآتية: (قضاء الخالدية 34693 ناخبًا) (قضاء العامرية 45668  ناخبًا) (قضاء الرطبة 25128) (جزيرة الخالدية 24559 ناخبًا) (منطقة 2 مايس 27142 ناخبًا) وفيما يتعلّق بالخليط العشائري، فهو يتكون من عشائر (الحلابسة، البوعيسى، البعلوان، الدليم، الجميلة وكبيسة، وعنزة)، فأغلب هذه العشائر لديها مرشحون ينتمون إلى أحزاب سياسية، ومما يزيد المشهد الانتخابي تعقيدًا في هذه الدائرة، وجود تشرذم داخل العشيرة الواحدة، فقد عملت بعض الأحزاب السياسية المتصارعة على شرذمة الأصوات الانتخابية داخل كل العشيرة، لكي ترجح الكفة لصالح مرشحها بالاتفاق مع بعض العشائر التي تدفع أبنائها إلى التصويت لصالح مرشحها لكي تحسم الفوز في المقعد الانتخابي.  

  •  ثانيًا: الدائرة الانتخابية الخامسة في الموصل

تبلغ عدد مقاعد محافظة نينوى (31) مقعدًا، موزعة على ثمانية دوائر، عدد مقاعد  هذه الدائرة (5) مقاعد، تضم الدائرة مناطق (حمام العليل 74704 ناخبًا) (الشورة 31932 ناخبًا) (القيارة 40851 ناخبًا) (الحضر 46626 ناخبًا) (البعاج 51566 ناخبًا) (المأمون 51666 ناخبًا) (الحلبية الثانية 10868 ناخبًا) وهذه الدائرة مكونة من تركيبة اجتماعية متنوعة متمثلة من عشائر (شمر، ربيعة، جبور، العبيد، والجحيش) وهذه العشائر لها امتداد عشائري في محافظات أخرى ولا سيما في  محافظة صلاح الدين، لذا ترمي الأحزاب السياسية ثقلها في هذه الدائرة، لتحقيق غايتين، الغاية الأولى: إن نجاح الأحزاب السياسية في تحقيق التفاهمات على أساس عشائري قبل العملية الانتخابية، سيساهم إلى حد ما في تحقيق تفاهم آخر في دوائر انتخابية لمحافظات أخرى بحكم الامتداد العشائري، وهذا التفاهمات سبقت وأن مكنت أحزاب سياسية في انتخابات 2018 من الحصول مقاعد برلمانية في محافظتي ديالى والموصل، الغاية الثانية: إن فوزها يعني عمليًا  تكريس نفوذها  في الجانب الأيمن من محافظة الموصل، وهذا الجانب تعرض لحملة  تدمير ممنهجة إبان سيطرة داعش عليه عام  2014 ولا سيما أن موازنة عام 2021  قد تضمنت إعادة إعمارهِ، وبالتالي الفوز في الدائرة يحقق مكاسب سياسية واقتصادية.

  • ثالثًا: دائرة الشرقاط  في صلاح الدين

تعد هذه الدائرة من أكثر دوائر صلاح الدين الانتخابية تعقيدًا والبالغة ثلاث دوائر انتخابية بواقع (4) مقاعد عن كل دائرة، وتتكون من (الشرقاط وبيجي وناحية العلم) ويأتي هذا التعقيد بعد دمج قضاء الشرقاط مع قضاء بيجي من الناحية الانتخابية على أساس مكوناتي، إذ يرى سكّان كل قضاء نفسه دائرة انتخابية، وهذه الدائرة ذات تعددية اجتماعية متنوعة على الصعيد العشائري، بين عشائر الجبور والعبيد والعزة، فضلًا عن عشائر أخرى، وكبقية الدوائر قد أتعبت الأحزاب المتصارعة نفس الاستراتيجيات  في الدوائر الآنفة الذكر.

مما تقدم يمكن القول إن تحالف تقدم سيحصل على مقعدين في دائرة الخالدية الانتخابية، في حين سيحصل تحالف عزم على المقعد الثالث، هذه النتيجة تأتي بعد عقد الأول مجموعة من التفاهمات، والتي تتمثل في إقناعه لمرشحين منافسين من عدم  الترشح في هذه الدائرة مقابل إعطائه امتيازات للمرشح وقواعده الاجتماعية، وربما لا تبتعد عن المناصب التنفيذية، اتباع  استراتيجية تشتيت الأصوات من خلال الدفع بمرشحين للنزول في الانتخابات، الأمر الثالث؛ قد يكون المنجز الذي قدمه لهذه القواعد الشعبية سواء من ناحية مشاريع البناء والإعمار، أو حركة التوظيف بصفة العقود التي  تسهم في ترجيح كفتهِ، أما في الدائرة الخامسة الانتخابية سيحسم تحالف تقدم ثلاثة مقاعد لاعتبارات عديدة منها سيطرته على مشاريع الإعمار من خلال المواقع الإدارية في المحافظة، فضلًا عن تصدره وعبر رئيسه محمد الحلبوسي لاجتماعات الدولة المانحة أو المنظمات الدولية التي تقوم بدعم مشاريع الاستثمار في الجانب الأيمن، فضلًا عن التفاهمات العشائرية، وفيما يتعلق  بدائرة الشرقاط الانتخابية، فلا يمكن توقع نتائجها لاعتبارات عدة منها؛ وجود شخصيات برلمانية وحكومية سابقة وحالية أعلنت ترشحها فيها، موزعة على تحالفي تقدم والعزم.

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

جردة حساب لتحديث البيانات في المحافظات.. هل سيكون الانتخاب بايومتريًا فقط؟

قوى تشرين بين المقاطعة والمشاركة.. هل تؤدي الانتخابات إلى تغييرات حاسمة؟