يندهش العالم مرة أخرى بالفظائع التي ترتكب بحق النساء السوريات في لبنان، فبعد أن صدر إعلام لبنان مصطلح جهاد النكاح تعود مجددًا لغة هتك عفافهن بطريقة بوليسية مشوقة، وبترتيب مخابراتي يدللّ على قدرة هذه الأجهزة على انتشال الضحية من فم السفاح، وتدوير الحكاية لتأخذ بعدها الدرامي.
الماجدات العراقيات انتهكن في الشام جسدًا وكرامة، وكتب عنهن كما لو أنهن قادمات من قصر شهريار
ليست حكاية جديدة في هذا الشرق المنهك من الشبق، والقيظ، ورائحة الجنس التي تفوح من قلوب الذكور المعتقين بعرق الشمس القوية، وليست حكاية مفاجئة عن انتهاكات هؤلاء لمن دخل في حمى لعنة الشقيق، وقد تبادل العربان انتهاك بعضهم مرات، وهم من يبدعون في رسم صورتهم الشرقية المقدسة التي تراعي القيم والأخلاق، وإغاثة الملهوف.
اقرأ/ي أيضًا: مجاميع السكس الافتراضية في العراق!
الماجدات العراقيات انتهكن في الشام جسدًا وكرامة، وكتب عنهن كما لو أنهن قادمات من قصر شهريار بعجد وصلة هز بطن، وأبيحت أعراضهن بنفس التهمة (الدعارة)، وتبرأ منهن العراقيون وقيل أنهن غجريات العراق، وفنانات الليل اللواتي يعشن في العالم السفلي لأي مدينة، وهن جزء من نسيج أي شعب في العالم... هن الساهرات على أحلام الذكورة في كل مكان.
اليوم جاء الدور على السوريات، وفي كل حرب تفوح الدعارة من بين نواذج الحاجة والفقر، ويصبح الجسد العزيز بستان رزق، والمغتصبات لسن فقط من يعملن في الدعارة المكررة، هن الصغيرات اللواتي زوجن لعجائز المدن الغريبة، أو زوجن لقواديها.
السوريات الهائمات في البر والبحر والسماء، السوريات القابعات في الفنادق والخيم وبيوت الطين والبيوت غير الجاهزة، السوريات اللواتي يمشين في كل الأوقات هربًا من الموت يقعن فريسة موت آخر أشد فتكًا وذلًا، وأين؟... في ديار الأشقاء وإخوة الدم والمصير، ديار الشقيقات الأصغر.
قد يقول أحدهم منهن الداعرات والعاهرات والباحثات عن المال والمتعة، وهذه تستحق نعم.. منهن ما قلت.. ولكنهن كن في بيوت لها أسقف فوق الرؤوس والصدور، وتحت ظل رجال يحمونهن من الفاقة وغدر الأقران الذكور، وعندما غاب كل هذا الأمان لم يعد لهن من حامٍ أو معين، وكان لا بد أن يقعن في مستنقع الأيدي القذرة.
الماجدات أولًا.. الحرات السوريات أولًا.. وكل هذا الشرق القائظ الشبق للجحيم؟
اقرأ/ي أيضًا: