الترا عراق - فريق التحرير
ليلة دامية شهدتها مدينة النجف، المدينة المقدسة عند الشيعة حيث مرقد علي بن أبي طالب، ومحل إقامة المرجع الديني الأعلى للطائفة علي السيستاني، سقط فيها عشرات القتلى والجرحى من المتظاهرين في أحداث عنف يتهم أنصار زعيم التيار الصدري ورجل الدين مقتدى الصدر بارتكابها.
قتل وأصيب العشرات من المتظاهرين بصدامات مع أنصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر
قال الصدر إن هناك "مخربين ومندسين" بين صفوف المتظاهرين، وأطلق يده أنصاره لفض الاحتجاجات منذ الأول من شباط/فبراير، لتبدأ صدامات مستمرة في مواقع الاعتصام وساحات الاحتجاجات خلفت الكثير من القتلى والجرحى، وفق ناشطين.
اقرأ/ي أيضًا: "عهد الدم" في وجه "قبعات الحنانة".. محتجو تشرين "يتحدون" مقتدى الصدر
وبعد أيام من العنف في ساحة التحرير، اقتحم أنصار الصدر أو من يعرفون بـ"القبعات الزرق" ساحة الصدرين، موقع الاعتصام في محافظة النجف، عصر الأربعاء 5 شباط/فبراير، لتندلع صدامات بين المتظاهرين وعناصر سرايا السلام (القبعات) قبل أن يلجأ عناصر الأخيرة إلى استخدام السلاح بعد حرق خيام المعتصمين.
وعلى الرغم من إعلان قيادة الشرطة النجف ضرب طوق أمني حول ساحة الاعتصام وعزل المتظاهرين عن أنصار الصدر، إلا أن أعمال وملاحقة المتظاهرين والناشطين استمرت.
وقال مصدر طبي في النجف لـ"الترا عراق"، إن المستشفيات "اكتظت بالضحايا من القتلى والجرحى، بعد استخدام مختلف الأسلحة ضد المتظاهرين"، مبينًا أن "سبعة من المتظاهرين قتلوا على الأقل وأصيب 140 آخرون في حصيلة غير نهائية".
وقال عناصر في سرايا السلام، بعد ساعات من الصدامات إنهم تمكنوا من "تطهير ساحة الصدرين من المندسين والمخربين والجوكرية"، فيما أظهرت مقاطع مصورة استخدام بعضهم أسلحة متوسطة وخفيفة فضلًا عن القنابل اليدوية خلال أحداث العنف.
اقتحم أنصار الصدر ساحة الاعتصام في النجف وأحرقوا خيام المتظاهرين قبل أن يستخدموا الأسلحة ضدهم
وهو ما رد عليه صالح محمد العراقي، الحساب المنسوب إلى زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بالقول، "الشكر لله الذي إذ خلصنا من المندسين وأكرمنا بالوطنين".
بدورهم، استغاث متظاهرون وناشطون في مقاطع مصورة، بالمرجعية الدينية العليا والمتظاهرين في المحافظات الأخرى، وقالوا إن "عناصر الصدر المسلحين يداهمون البيوت والمستشفيات بحثًا عنهم".
اقرأ/ي أيضًا: بيان جديد من مقتدى الصدر حول "مهام" القبعات الزرق
تعليقًا على ذلك، قال زعيم عصائب أهل الحق، قيس الخزعلي، إن "ضعف الأجهزة الأمنية وعدم قيامها بواجبها في السيطرة على الانفلات وأعمال التخريب، وبقاؤها متفرجة أمر غير مقبول وينذر بعواقب خطيرة"، مشيرًا إلى ضرورة "إيجاد حل لهذه المشكلة وقد يكون الحل في إظهار مطلب جماهيري داعم للأجهزة الأمنية لتقوم بواجباتها".
عبر الصدر عن ارتياحه لما جرى في النجف من قتل وإصابات وسط استغاثات من المتظاهرين والناشطين
من جانبه وصل وزير الداخلية، ياسين الياسري، إلى محافظة النجف للإشراف على الوضع هناك. فيما استمرت الصدامات وأعمال العنف وإحراق الخيم وتجريفها في مركز المدينة حتى الساعات الأولى من فجر الخميس 6 شباط/فبراير.
اقرأ/ي أيضًا:
"انشقاق" نواته جيل جديد من الصدريين.. هل يدفع الصدر ثمن "شطحاته ونفثاته"؟
كواليس الصفقة و"تصدع" البناء.. لماذا يستميت الصدر دفاعًا عن محمد علاوي؟!