ألقى رئيس مجلس الوزراء محمد السوداني، يوم السبت 5 آب/أغسطس 2023، كلمة في الجلسة الختامية للمؤتمر الوطني لحوار الشباب، حمّل فيها النظام السابق مسؤولية الترهل الوظيفي في القطاع العام حاليًا، محذرًا من فشل الدولة.
قال إن الدولة الريعية ذات الاقتصاد الأحادي تفشل
وذكر بيان لمكتب السوداني اطلع عليه "ألترا عراق"، أن المؤتمر "شهد عرض عدد من الأفكار والمقترحات، عكف على إعدادها مجموعة من الشباب يمثلون مختلف المحافظات، على مدى شهرين متتاليين، تهدف إلى النهوض بواقع الشباب العراقي"، فيما وجّه السوداني وجّه بعقد جلسة استثنائية في اليوم العالمي للشباب الموافق 12 آب/أغسطس، لمناقشة المقترحات التي تقدم بها الشباب خلال الجلسة الختامية للمؤتمر الوطني لحوار الشباب.
وفي كلمته، قال السوداني إن "العراق فقد الكثيرَ من أبنائهِ الشبابِ في الحروبِ العبثية، ثم لاحقاً بعدَ تعرضِ البلدُ للحصار، هاجرَ الكثيرُ من شبابِنا بحثًا عنِ الكرامةِ والحريةِ والعيشِ المحترم، لنفقدَ بهذا طاقاتٍ عظيمةً احتضنتها دولُ المهجر"، مشيرًا إلى أن "الفلسفة الإدارية التقليديةُ الموروثةُ من الأنظمةِ السابقةِ ظلت بعد تغيير النظام هي المتحكمةُ بالخططِ العامةِ للدولة".
وأوضح أن هذه الفلسفة "تقومُ على فكرةِ التوظيفِ الحكومي، وتتجاهل التثقيفَ والتشجيعَ على العملِ في القطاعِ الخاصِ الذي يمثلُ في جميعَ البلدانِ المتقدمةِ اليومَ الركنَ الأساسَ في إدارةِ الاقتصاد".
وحذّر السوداني من أن "الدولَ التي تعتمدُ على النمطِ الاقتصادي الأحادي سيكونُ مصيرُها الفشل، وتبقى رهينةً بيدِ تقلباتِ السوقِ الذي تعتمدُ عليهِ في سلعتِها الأحادية"، وقال إن "الكثيرَ من الدولِ النفطيةِ التي تتشابهُ معنا في الاقتصادِ الريعي، أحسّت بخطورةِ الاعتمادِ على فكرةِ النمطِ الاقتصادي الأحادي، واتجهت نحوَ فتحِ آفاقِ استثمارِ خبراتِ وطاقاتِ وإبداعاتِ وابتكاراتِ الشبابِ في القطاعِ الخاص".
وأوضح أن العراقَ يُصنفُ من بينِ الدولِ الشابةِ في العالم"، بوجود "أكثرَ من ستينَ% من شعبِ العراقِ هم دونَ 25 عامًا، بما يجعلهُ واحداً من أكثرِ الشعوبِ شبابًا"، وهو ما "يدفعُنا لأنْ نطمئنَّ على مستقبلِنا الذي سيكونُ بين أيديكم"، فيما تحدث عن "مؤشراتُ ابتعاثِ الطلبةِ في الجامعاتِ الأجنبيةِ المتقدمة" وقال إنها "تؤكدُ أنَّ الطالبَ العراقيَّ يحصلُ دومًا على أعلى المراتب، ويتميزُ عن باقي أقرانهِ بالاجتهادِ والتفوق".
وأضاف: "المطلوبُ من الشبابِ أنْ يتشجعوا ولا يترددوا في الدخولِ للعملِ في القطاعِ الخاص، سواءٌ أكانوا مستثمرينَ أم موظفينَ بخبراتِهم، أم عاملين"، متحدثًا عن "إقرارِ قانونِ الضمانِ الاجتماعي الذي ساوى في التعاملِ بين العاملين في القطاعِ الخاصِ مع العاملين في القطاعِ الحكومي"، وكذلك "إطلاق العديدَ من المبادراتِ الخاصةِ بالشبابِ من أجلِ دفعِهم للدخولِ كمستثمرينَ ومبتكرينَ للأفكار، ومنها مبادرةُ (ريادة)"، بالإضافة إلى "رفعِ رؤوسِ أموالِ المصارفِ الخاصةِ بالمشروعاتِ المدرة".