انطلقت فعاليات مؤتمر بغداد الدولي الثالث للمياه، يوم السبت 6 أيار/مايو 2023، بحضور رئيس الحكومة محمد شياع السوداني الذي أرجع سبب الأزمة إلى النظام السابق.
وقال السوداني في كلمة تابعها "ألترا عراق"، إن "خطر أزمة المياه بدأ منذ ثمانينيات القرن الماضي، وكان من أسبابها السلوك العدائي للنظام الدكتاتوري وعدم تنظيم الوضع المائي مع دول الجوار".
وأضاف: "ورثنا، بعد سقوط النظام، المشاكل المائيةَ العالقة مع دول المنبع، ونظامًا متخلفًا في الإدارة المائية لم يتم تحديثه، إلى أن وصلنا إلى هذه اللحظة الحساسة، التي رافقتها التحولات المناخية".
بلغت نسبة الإيرادات المائية مع المعدل العام الحد الأدنى منذ 100 عام في العراق وفق تصريحات رسمية في تموز/يوليو الماضي
وكان محافظ ديالى مثنى التميمي كشف، العام الماضي عن 8 سدود جديدة أنشأتها إيران على نهر سيروان الذي يعتبر أحد روافد نهر دجلة، ما تسبب بانخفاض مدخلات سد دربندخان بنسبة 90%.
وعن أزمة قطع المياه من قبل الدول المجاورة للعراق، قال إن "مباحثاتنا مع دول الجوار تركزت على لغة الحوار البناء والمثمر لمعالجة ملف المياه وضمان حصة عادلة متساوية"، مشيرًا إلى أن "انخفاض مناسيب مياه نهري دجلة والفرات يستدعي تدخلا دوليًا عاجلًا"، وكذلك "لا بد الوقوف على المشاكل مع دول المنبع".
أما عن الحلول، فأوضح أن "الحكومة عازمة على الذهاب إلى تحلية مياه البحر"، مبينًا أن "شح المياه يعد تهديدًا لثقافة وحضارة العراق".
وتعود فكرة تحلية مياه البحر في البصرة إلى زمن حكومة مصطفى الكاظمي، حيث صوّت مجلس الوزراء السابق، في أيلول/سبتمبر 2021، على تخويل وزارة الإسكان التوقيع على مشروع تحلية مياه البحر.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2022، بحث السوداني مع محافظ البصرة ومسؤولين معنيين "مشروع تحلية المياه لتوفير مياه الشرب في البصرة.
ويخسر العراق ما نسبته 15% من إيراداته المائية السنوية برميها إلى البحر في ظل مواجهة اللسان الملحي المتقدم.
وفي شط العرب، بلغت التراكيز الملحية في بعض الأحيان مستويات تضاعف المسموح بها، فيما يؤكد خبراء أن أكثر من ثلثي مجري الشط أصبح مالحًا، فيما يتأثر الباقي منه بالأملاح البحرية القاتلة غير الصالحة للاستخدام البشري.
في الأثناء، بحث السوداني مع وزير الطاقة الإيراني علي أكبر محرابيان والوفد المرافق له أزمتي المياه والكهرباء، وذلك خلال استقبالهم في بغداد.
وبحسب بيان لمكتب السوداني اطلع عليه "ألترا عراق"، فأن السوداني ومحرابيان ناقشا "موضوع الشحة في موارد المياه وتأثيرات مواسم الجفاف، والحصص المائية على مسارات الأنهار المشتركة".
قال السوداني إن أزمة المياه بدأت في عهد النظام السابق
كما بحث اللقاء "ملفّ الكهرباء، وإمدادات الطاقة الكهربائية إلى الشبكة الوطنية العراقية من الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، حسب البيان.
وبلغت الإمدادات المائية القادمة من إيران الصفر في بعض الأوقات، حتى أصبحت الأراضي النهرية الحدودية ملاعب لكرة القدم بسبب جفافها، وفق تعبير خبراء.