11-أبريل-2024
السوداني

السوداني يدعو إلى منحه وقتًا (فيسبوك)

قال رئيس الحكومة محمد السوداني، يوم الخميس 11 نيسان/أبريل 2024، إن الوقت حان لتفعيل اتفاقية الإطار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة ساعدت العراق في إسقاط نظام صدام حسين وفي حربه على تنظيم الدولة "داعش"، مؤكدًا حاجته إلى وقت لإدارة التعقيدات الداخلي.

واتفاقية الإطار صيغة وقعتها حكومة نوري المالكي عام 2008 مع الولايات المتحدة الأمريكية، ونظّمت خروج قوات الاحتلال آنذاك من العراق، كما تضمنت بنودًا منها ما يعطي "الولايات المتحدة الحق الأولي لممارسة الولاية القضائية"، على قواتها المتبقية وعناصرها الأمنية.

اعتبر رئيس الحكومة أن العلاقة العراقية - الأمريكية هي مفتاح استقرار الشرق الأوسط

وقال السوداني في مقال اطلع عليه "ألترا عراق"، إن "الوقت قد حان لتفعيل جميع أحكام اتفاق الإطار الإستراتيجي الذي وقعه العراق والولايات المتحدة في عام 2008"، وبيّن أنه يعتقد "أن الوقت قد حان لكي تصبح علاقتنا أوسع"، مع الولايات المتحدة.

وفي وقت سابق، أعلن البيت الأبيض والمكتب الإعلامي للسوداني، أن الأخير سيزور الرئيس الأمريكي جو بايدن في منتصف نيسان/أبريل، وسيبحث الجانبان اتفاقية الإطار الاستراتيجي والإصلاحات المالية العراقية واستقلال العراق في مجال الطاقة.

وأشار السوداني إلى أن الاتفاق "يتجاوز الشؤون الأمنية والعسكرية فقط، التي هيمنت على العلاقة خلال معظم العقدين الماضيين، وتتميز بشروط التعاون في مجالات مثل الاقتصاد والاستثمار والطاقة والمناخ والزراعة والصناعة والتكنولوجيا والتعليم". واستنادًا إلى ما اعتبره "الاستقرار الحالي للعراق"، دعا السوداني "الشركات الأمريكية على المشاركة في مشاريع إنمائية كبيرة في الطاقة والاتصالات والإسكان والرعاية الصحية والتعليم والنقل والمزيد"، خصوصًا وقد "أنشأ اتفاق الإطار الإستراتيجي الأساس القانوني لهذه الأنشطة".

وأضاف: "نحن بحاجة إلى حماية شراكتنا الإستراتيجية من خلال إدخالها في مرحلة جديدة - مرحلة تدعم سيادة العراق واستقلاله دون التخلي عن التعاون المثمر بين بغداد وواشنطن"، مشيرًا إلى أنه "لدينا الآن فرصة لتحويل العلاقة بين العراق والولايات المتحدة من علاقة أحادية الوجه إلى علاقة شاملة".

بالمقابل، قال السوداني: "نشأت التوترات بين الحين والآخر بين بلدينا نتيجة للصراع مع الجماعات المسلحة التي كانت موجودة في العراق على مدى العقدين الماضيين. وقد نشأت هذه الجماعات من الظروف المعقدة التي واجهها العراق أثناء مواجهته للإرهاب. لكن شيئًا فشيئًا، ومع استعادة الأمن والاستقرار، ستختفي الحاجة إلى السلاح الخارج عن سيطرة الدولة ومؤسساتها. ونحن نعمل بشكل متضافر لتحقيق هذه الغاية".

لفت رئيس الحكومة الذي أُختير من قبل الإطار التنسيقي الشيعي لحاجته إلى وقت

وأضاف: "أمام العراق طريق طويل ومليء بالتحديات. وتدرك حكومتي موقفها الحساس والتوازن الدقيق الذي يجب عليها الحفاظ عليه بين الولايات المتحدة والجماعات التي تدخل أحيانًا في صراع مباشر مع القوات الأمريكية. لكن رؤيتنا لهذا الوضع واضحة: نحن نرفض الهجمات على المصالح الأمريكية في العراق أو في الدول المجاورة. وفي الوقت نفسه، نحن بحاجة إلى الوقت لإدارة التعقيدات الداخلية والتوصل إلى تفاهمات سياسية مع مختلف الأطراف. إن قرار الحرب والسلم يجب أن يكون شأنًا خاصًا بالدولة، ولا يمكن لأي طرف آخر أن يطالب بهذا الحق".

وأمس الأربعاء، هدد الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق، قيس الخزعلي، أحد أبرز الأطراف التي تقود حكومة السوداني، بعودة العمليات العسكرية ضد التواجد الأمريكي في العراق، وقال إن الشرط الوحيد لنجاح زيارة رئيس الحكومة إلى واشنطن، هو إخراج القوات الأمريكية.

وعلى الرغم من تباين العلاقات العراقية - الأمريكية، كما يرى السوداني، فإن "هناك إدراكًا واضحًا لا تشوبه شائبة بين قيادة البلدين أن علاقتهما ستظل علاقة استراتيجية تحمل الكثير من القواسم المشتركة"، وفق قوله.

وتطرق السوداني إلى اللجنة العسكرية العراقية الأمريكية العليا، "المؤلفة من كبار المسؤولين العسكريين من كل من العراق والولايات المتحدة" والتي "ستضع اللجنة العسكرية العليا خريطة طريق للعلاقات المستقبلية، بما في ذلك وجود مستشارين أمريكيين"، للانتقال إلى "تعاون يتجاوز مجرد الشؤون الأمنية والعسكرية".

وأوضح السوداني، أن الولايات المتحدة ساعدت العراق في "هزيمة المنظمة الإرهابية الأكثر قساوة في التاريخ الحديث"، مضيفًا: "نحن ندرك ونقدر الدور الحاسم للولايات المتحدة والأعضاء الآخرين في التحالف الدولي لمكافحة داعش في هزيمة الإرهاب، ساعد هذا الدعم العراق على تحقيق الاستقرار واتخاذ خطوات كبيرة في الديمقراطية وسيادة القانون وضمان احتكار الحكومة لاستخدام القوة".

 الولايات المتحدة ساعدت العراق بإسقاط صدام وهزيمة داعش

وعن المساعدة أيضًا، قال السوداني إن "الولايات المتحدة ساعدت الشعب العراقي على الإطاحة بنظام صدام حسين الديكتاتوري ووضع الأسس لنظام ديمقراطي، مكّن ذلك العراقيين من تذوق الحرية لأول مرة، والقضاء على الاضطهاد".