أعلن البيت الأبيض والمكتب الإعلامي لرئيس الحكومة العراقية محمد السوداني، يوم الجمعة 22 آذار/مارس 2024، أن الأخير سيزور الرئيس الأمريكي جو بايدن في منتصف نيسان/أبريل المقبل، وسيبحث الجانبان اتفاقية الإطار الاستراتيجي والإصلاحات المالية العراقية واستقلال العراق في مجال الطاقة.
تحدث بيان السوداني عن مناقشة قضايا إقليمية فيما اقتصر تصريح البيت الأبيض على الحديث عن الشراكة الثنائية والمال والطاقة
وذكر مكتب رئيس الحكومة في بيان اطلع عليه "ألترا عراق"، أن السوداني "سيتوجّه إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، بناءً على دعوة من الرئيس الأمريكي السيد جوزيف بايدن، لعقد لقاء قمّة، وذلك يوم الاثنين الموافق 15 نيسان/أبريل 2024".
ولفت البيان إلى الزيارة تأتي "للبحث في أفق العلاقة المستقبلية في مرحلة ما بعد التحالف الدولي لمحاربة داعش، وأفضل السبل للانتقال إلى شراكة شاملة بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية، في ضوء اتفاقية الإطار الستراتيجي بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والمالية والثقافية والتعليمية والأمنية".
وسيتشاور السوداني وبايدن، وفق نص البيان، "حول مجموعة من القضايا خلال الزيارة، بما في ذلك أهم القضايا الإقليمية، و جهود ترسيخ الاستقرار في المنطقة".
وقبل ذلك، نقلت الوكالة الحكومية عن السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارين جان، بيانًا أعلنت فيه موعد لقاء بايدن والسوداني، وقالت إن "الزيارة تأتي للتنسيق بشأن الأولويات المشتركة وتعزيز الشراكة الثنائية القوية بين الولايات المتحدة والعراق".
وذكرت جان بحسب البيان أن "القادة سيؤكدون من جديد التزامهم باتفاقية الإطار الإستراتيجي وسيعملون على تعميق رؤيتهم المشتركة لعراق آمن وذي سيادة ومزدهر مندمج بالكامل بالمنطقة الأوسع"، كما أن بايدن والسوداني "سيناقشان الإصلاحات المالية العراقية الجارية لتعزيز التنمية الاقتصادية والتقدم نحو استقلال العراق في مجال الطاقة وتحديثه". فيما لم تذكر شيئًا عن القضايا الإقليمية كما جاء في بيان السوداني.
وسبق لموقع ميدل إيست آي، أن نقل عن مسؤولين أمريكيين سابقين مطلعين على المحادثات بين بغداد وواشنطن، قولهم إن "العصا هي خيار تحتفظ به إدارة بايدن إذا تزايدت المطالبات بخروج الولايات المتحدة"، كما يمكنها التخلي عن "تسهيل إمدادات الدولار من الاحتياطي الفيدرالي، والحماية من الدعاوى القضائية، وإصدار إعفاءات من العقوبات"، وفق رايبورن، المبعوث الأمريكي الخاص السابق إلى سوريا.
وفي أيلول/سبتبمر 2023، أعلن مكتب السوداني تلقيه دعوة رسمية من بايدت لزيارة البيت الأبيض، عن طريق وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، وذلك خلال زيارة السوداني إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها الثامنة والسبعين.
وسبق للسوداني أن تلقى اتصالًا من بايدن في مطلع شباط/فبراير 2023، أكد فيه الأخير، دعمه "لتعاون البلدين الموسّع بموجب اتفاقية الإطار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والعراق"، وإلى "رؤية رئيس الوزراء السوداني لمستقبل أكثر ازدهارًا للشعب العراقي". كما اتفقا على رفض "استخدام العراق منطلقًا لمهاجمة جيرانه أو نقاط تواجد مستشاري التحالف الدولي ضد الإرهاب المتواجدين في البلاد بدعوة من الحكومة" وقد انضم " العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين في الاتصال واتفق الزعماء الثلاثة على العمل معًا من أجل عراق ومنطقة تنعم بالسلام، بما في ذلك مشاريع ملموسة لربط المنطقة".
مدد بايدن حالة الطوارئ التي تمنع تصدير بعض السلع وتعاقب شخصيات وكيانات عراقية
وعاود بايدن الاتصال بالسوداني بعد 10 أيام من عملية "طوفان الأقصى"، إذ جرى "بحث التطورات الميدانية الجارية في الأراضي الفلسطينية". وأكد الطرفان في 17 تشرين الأول/أكتوبر 2023 على أهمية "تعزيز علاقة الشراكة الثنائية بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية، حسب اتفاقية الإطار الستراتيجي بين البلدين"، كما أكد السوداني وبايدن معًا على "ضرورة احتواء الصراع، والعمل على عدم اتساع دائرة الحرب".
وكان بايدن وقع مرسومًا، في أيار/مايو 2023، مدّد من خلاله، حالة الطوارئ الوطنية، التي تتعلّق بأوضاع العراق، والتي صدرت بقرار عام 2003 خلال عهد جورج بوش الإبن، وتقتضي تصدير بعض السلع وفرض عقوبات على شخصيات وكيانات سياسية ومسلحة. وأعزى بايدن التمديد إلى "العقبات التي تعترض إعادة الإعمار وتطوير المؤسسات السياسية والإدارية والاقتصادية في العراق"، والتي "تشكل تهديدًا ليس عاديًا للأمن القومي الأمريكي وكذلك السياسة الخارجية للعراق".