ألترا عراق ـ فريق التحرير
تتداول الأوساط الشعبية والإعلامية فرضيات وجود تعمد في حوادث الحرائق المتكررة بأنحاء العراق كافة خصوصًا مع توتر الأوضاع السياسية؛ لكن لم يسبق للحكومة أن اتهمت جهة سياسية معينة أو غير سياسية بالتورط في تلك الحوادث.
تسبب حريق مستشفى الحسين بوفاة 92 شخصًا في إحصائية رسمية مع ترجيحات بازدياد العدد
ازدادت تلك الفرضيات بعد حادثة حريق مستشفى الحسين التعليمي في مدينة الناصرية الذي جاء بعد أقل من ثلاثة أشهر على حريق مستشفى ابن الخطيب في بغداد والذي أدى إلى وفاة 80 شخصاً وإصابة العشرات.
اقرأ/ي أيضًا: تفاعل غاضب مع فاجعة ذي قار: المتسببون بـ"تفحم الناس" يقدمون التعازي والتضامن
تسبب حريق مستشفى الحسين الذي اندلع مساء 12 تموز/يوليو 2021 بوفاة 92 شخصًا في إحصائية رسمية مع ترجيحات بازدياد العدد خلال الساعات المقبلة نظرًا للصعوبات التي تواجهها الفرق المتخصصة بانتشال الجثث من تحت الأنقاض المرجح وجودها بحسب مديرية الدفاع المدني، في وقت تؤكد جمعية الهلال الأحمر العراقي عبر المنسق الصحي لديها نور الدين أحمد أن "فرق الجمعية تواجه صعوبات كبيرة في عملية البحث بسبب انهيار المبنى بصورة كاملة".
لجانٌ لذات الحوادث
أدى حادث مستشفى ابن الخطيب في نيسان/أبريل الماضي إلى استقالة وزير الصحة والبيئة حسن التميمي واتخاذ الحكومة إجراءات بحق موظفين في المستشفى ومدير صحة الرصافة.
في الحادث الجديد، قدم مدير صحة ذي قار صدام الطويل استقالته التي قبلها المحافظ أحمد الخفاجي مرشحًا سعدي كاظم راضي لإدارة صحة ذي قار بالوكالة"، كما أصدر القضاء أوامر قبض وتحرٍّ بحق 13 من ملاكات دائرة صحة ذي قار من بينهم مدير الصحة.
توالت التحذيرات من جهات عدة بعد حادث حريق مستشفى ابن الخطيب في العاصمة بغداد، من خطر تكرار الحوادث، ومن بين الجهات، كانت نقابة الأطباء التي حذرت من تكرار الحادث ما لم يعاد بناء النظام الصحي في العراق الذي وصفته بـ"المتهالك والمنتهي الصلاحية منذ عام 1985".
وقال النقيب جاسم العزاوي في حينها إن "الحوادث التي تقع في المستشفيات والمؤسسات الصحية واردة وستستمر، وأشار الى "ضرورة معالجة مشكلة الفساد وهدر الأموال في القطاع الصحي".
وفي وقت سابق، ذكر تقرير ديوان الرقابة لعام 2020 افتقار المستشفيات في العراق لشروط السلامة.
وقال عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق فاضل الغراوي إن "تقرير ديوان الرقابة ثبّت افتقار المستشفيات لشروط السلامة، وخلو جميع مستشفيات العراق من متحسسات الإطفاء الذاتي، وقلة الخراطيم، وقدم منظومة الإطفاء".
وأشار الى أن "العمر الافتراضي للمتسشفيات التي انشأت على شاكلة مستشفى ابن الخطيب انتهى منذ زمن طويل جدًا".
تعمد أم إهمال؟
تكرر التوصيات باتخاذ التدابير الوقائية ضد الحرائق بعد كل حادثة على غرار تقرير ديوان الرقابة، والجديد، هو ما ذكرته مديرية الدفاع المدني بقولها: "أشّرنا تسربًا في الأوسكجين بمستشفى العزل في الناصربة قبل احتراقه".
وأشار مدير الدفاع المدني في محافظة ذي قار صلاح الحسناوي، إلى "تسجيل ملاحظات سابقة بوجود تسرب غاز قبل شهر تقريبًا"، مبينًا أن "سبب حريق مستشفى الحسين التعليمي، هو انفجار منظومة الغاز".
كانت تلميحات رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي واضحة خلال ترأسه لجلسة المجلس الاعتيادية، حيث لفت إلى "تكرار الحوادث المؤلمة بالتزامن مع محاولات تعطيل الشبكة الوطنية للكهرباء وتفجير أبراج نقل الطاقة ومحاولة زعزعة الأمن الداخلي".
أعرب الكاظمي عن أمله بألا "يكون التقصير متعمدًا" لكنه ترك الأمر إلى نتائج التحقيق التي سيُعرف من خلاله "المقصرين المباشرين".
وفي وقت تحدث فيه الكاظمي عن وجود خلل بنيوي في الهيكلية الإدارية للدولة وهو ما أشرته حادثة مستشفى الحسين التعليمي، قال إن "وطنيتنا لا تتقبل مطلقًا فكرة أن يتعمد العراقي قتل أخيه من أجل هدف سياسي، أو أن المنفعة والمنصب تدفعان إلى الاستهتار والاستخفاف بالدم أو الدفع باتجاه تفجير أبراج الطاقة الكهربائية لإثبات وجهة نظر معينة".
في سياق ذلك، وصف عضو مجلس النواب عدنان الزرفي الحريق الذي اندلع في مستشفى الحسين التعليمي بالعمل الإرهابي الممنهج.
قال نائب إن ما حدث في مستشفى الناصرية هو عمل إرهابي مقصود
وقال الزرفي في حديث تلفزيوني تابعه "ألترا عراق" إن "ما حدث في مستشفى الناصرية عمل إرهابي مقصود حيث من المعقول اندلاع حريق بهذه الطريقة السريعة ليطال نصف المرضى الموجودين في المستشفى"، مؤكدًا أن "حادثة حريق مستشفى الحسين التعليمي في الناصرية وبحسب مقاطع الفيديو هي نسخة مكررة عن حادثة مستشفى ابن الخطيب".
اقرأ/ي أيضًا:
تسرب أكسجين سبق حريق مستشفى الحسين.. وجثث تحت الأنقاض حتى الآن
القضاء: أوامر اعتقال بحق مسؤولين وموظفين في قضية مستشفى الحسين