15-فبراير-2022

"يفتح أبوابه للجميع" (Getty)

تمر المناسبات السنوية على مدار السنة ونحتفي بها أجمل احتفاء، دون أن نتسائل لماذا المناسبة بهذا اليوم، وما سببها، و ما أصل تسميتها، وكيف بدأت؟ واليوم أود أن أتحدث عن عيد الحب الذي يُصادف في 14 شباط/فبراير من كل عام، وهو يوم يوم الحب وليس عيدًا لأنه ليس من الأعياد التي تأخذ طابعًا دينيًا، وإنما يرتبط بالحياة البشرية الوضعية، بمعنى أي مناسبة من صنع البشر هي يوم وليس عيدًا، وهذا الخطأ يشبه تسمية "عيد الأم" بهذه التسمية أيضًا، والأصح أن نقول يوم الأم، وغيرها من المناسبات المضاف لها كلمة عيد وتسمىٰ عيدًا، وهنا يوم 14 شباط هو يوم الحب وليس عيد الحب.

مع تسمية "عيد الحب" و"يوم الحب" يسمى أيضًا بـ"فالنتاين"، وفالنتاين هو قديس روماني من القرن الثالث عشر قبل الميلاد ولا توجد حكاية ثابتة عن سبب تسمية هذا اليوم باسمه سوىٰ حكاية أنه كان معروفًا بتزويج العشاق المسيحيين وكان سر الزواج في المسيحية موجودًا في ذلك الوقت، ولأن المسيحية كانت ممنوعة في الإمبراطورية الرومانية فقد كان يعاقب كل من يمارس أسرار الكنيسة، وبسبب ذلك اعتقلته السلطات الرومانية وحكمت عليه بالإعدام فاشتهر بذاك الوقت أنه شهيد العشاق لأنه ضحى بحياته لأجل سر الزواج. 

شخصيًا، لا أفهم فكرة صراع الأشخاص بدائرة أن الحب موجهًا فقط للشريك أو الحبيب ويعتقدون إذا لم يكن هناك شريك لهم فأنهم لا يمارسون الحب، ولا خيار آخر أمامهم لممارسة الحب أو إعطاء مشاعر الحب والامتنان، يؤسفني أن أقول هذا الكلام هو من أشخاص يتحدثون معي به بشكل صريح و هم مقتنعون تمامًا.

"كمقهى صغير علىٰ شارع الغرباء هو الحب يفتح أبوابه للجميع"، هكذا يصف الحب شاعرُنا محمود درويش، وفعلاً للجميع دون استثناء، هو لم يستثني الصديق أو الأخت أو الأخ، أو حتى الشوارع والمدن التي نُحب، علينا إعادة صياغة مشاعرنا ومفاهيمنا التي بات سوء الفهم ينخر بها، فالحب للعمل، والحب لأحلامنا، والحب لذواتنا، وحتى للأخطاء وللانتصارات، ولحزننا والأفراح ولمن يمدوننا بالفرح والبهجة.

 

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

عيد الحب "البيتي" في الموصل.. الحمدانية وحدها تحتفل

لماذا يفضل العشّاق قضاء مواعيدهم الغرامية بـ"السيارات" في بغداد؟

دلالات: