تتواصل ردود الأفعال السياسية العراقية إزاء واقعة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بغارة في العاصمة الإيرانية طهران، أثناء زيارة أجراها للمشاركة في مراسم أداء اليمين اللرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.
توالت بيان الإدانة الصادرة عن القيادات والجهات السياسية العراقية فيما قالت الحكومة إنّ هذه العملية العدوانية تُعد انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية وتهديدًا للأمن والاستقرار في المنطقة
وارتقى إسماعيل هنية بعد سبعة أعوام من توليه رئاسة المكتب السياسي لحركة حماس، في عملية اغتيال استهدفته في مقر إقامته في طهران، حيث ذكرت هيئة البث الإسرائيلية، ووسائل إعلام إيرانية، إنّ هنية قُتل بصاروخ أطلق من دولة خارج إيران وليس من الأجواء الإيرانية.
الصدر والخزعلي أول المعزين
وتصدر المواقف العراقية، زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في بيان نعى هنية ووصفه بالشهيد الفذ والمجاهد الشجاع، وقال إنّ هنية "نذر نفسه لمحاربة العدو الصهيوني لتحرير كامل الأرض الفلسطينية المغتصبة، بعد كوكبة من شهداء العزّ والفخر الذين ضحوا بكل غال ونفيس من أجل القضية الفلسطينية العادلة ومن أجل تحرير القدس من يد الغاصب".
فيما نشر زعيم حركة عصائب أهل الحق بيانًا مماثلاً، وقال "نحن إذ نُعزي إخوتنا في المقاومة الإسلامية الفلسطينية، والشعب الفلسطيني المظلوم، وكل حركات المقاومة والأحرار في العالم، فإننا نؤكد عهدنا في المضي في طريق الشهداء كما قال الشهيد القائد (هنية) أما نصر أو استشهاد".
حزب الدعوة: الحرب باتت شاملة
بدوره، أصدر حزب الدعوة الإسلامي بيان نعي، وقال إنّ "ساحة الجهاد والمقاومة فقدت اليوم القائد الشجاع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد إسماعيل هنية، بعد سيرة حافلة بالبطولة والثبات والاستقامة دفاعا عن قضية المسلمين العادلة في فلسطين المحتلة، وذلك إثر عملية غادرة جبانة في العاصمة الإيرانية طهران، ملتحقا بركب الشهداء الكبار الذين قدموا أرواحهم فداء في سبيل قضاياهم المحقة".
وشدد الحزب، أنّ "هذا العدوان الإرهابي جعل الحرب بلا حدود ورفع سقفها وفتحها في كل مكان، فباتت حربًا شاملة، مما يستدعي التعامل معها على هذا الأساس، وأن يكون الرد عليها بمثلها"، مبينًا أنّ "الشهادة وسام وشرف ينتظره هؤلاء الأبطال ليختموا به حياتهم، إلا أن دماءهم الزكية ستحرق عاجلًا أم آجلًا هذا الكيان الغاصب المستزرع في قلب المنطقة ظلما وعدوانًا"، كما اعتبر اغتيال هنية "اعتداءً صارخًا، واستهتارًا بالقوانين والأعراف الدولية، واستهانة بسيادة الدول، وخرق لكل القيم".
المجلس الأعلى: فلسطين ستنتصر مثل كربلاء
أما المجلس الأعلى الإسلامي فقد قال في بيان له، إنّ "رئيس المكتب السياسي لحركة حماس المجاهد اسماعيل هنية مشروع استشهاد من أجل القضية الفلسطينية، فقد كرس عمره المبارك من أجل تحرير القدس والشعب الفلسطيني"، مؤكدًا أنّ "هذه الجريمة الغادرة من العدو الصهيوني الخبيث باستهداف هذا القائد الشجاع والشريف، إلى جنب العدوان الآثم على الضاحية الجنوبية في لبنان؛ ستقوّي إرادة الشعب الفلسطيني اكثر وتجعل المقاومة أشد بأسًا وعزيمة لمواصلة طريق الجهاد وتحرير أراضينا المغتصبة ومعاقبة المحتل الغاشم".
وأضاف البيان، "سينتصر دم الشهداء والمقاومين على طغيان الصهاينة الارهابيين، وستنتصر فلسطين ومحورها المقاوم كما انتصرت كربلاء فأصبحت منارةً للعزة والإباء. نشارك أمتنا الإسلامية عامة والشعب الفلسطيني خاصة مشاعر الحزن والأسى بهذه الخسارة الكبيرة، وعزاؤنا لعائلته الصابرة المجاهدة، مرددين مقولة الشهيد الخالدة (إنه لجهاد نصرٌ أو استشهاد)".
الخنجر يستنكر وبيان من رئيس الوقف السني
من جانبه، استنكر رئيس تحالف "السيادة" خميس الخنجر عملية اغتيال هنية، وقال إنّ "التصعيد الخطير الذي تمارسه حكومة الكيان الغاصب؛ يؤكد خطورتها على الاستقرار الإقليمي والسلام الدولي، الأمر الذي يتطلب موقفًا عربيًا وإسلاميًا عاجلًا ضد العنجهية الصهيونية وآلة القتل الهمجية، يتمثل بوقف التطبيع وقطع العلاقات الاقتصادية والسياسية والأمنية مع عصابة نتنياهو وزمرته المرمة"، مشددًا أنّ اغتيال هنية "لن يوقف حركة المقاومة الفلسطينية".
فيما نشر رئيس ديوان الوقف السني مشعان الخزرجي بيان تعزية باغتيال هنية، أشاد فيه بجهوده في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي والذي كلفه العديد من أفراد عائلته، فضلاً عن السجن والتهجير.
وفي ذات السياق، نعى الحزب الإسلامي العراقي هنية، وقال في بيان إنّ "وحشية الكيان الصهيوني الغاصب، وغدره واجرامه، أصبح واضحًا للعالم مما لا يدع مجالاً للشك بأن مشروع حركة حماس هو الأجدى والأنجع لإنهاء وجوده المسخ على أرض المقدسات، ولإيقاف آلة القتل الغادرة التي ما تزال تتوجه إلى أبناء شعبنا الفلسطيني المرابط دون أن تتمكن من تحقيق أهدافها وأنّى لهم ذلك أمام شعب عاهد الله تعالى على النصر أو الشهادة في سبيله".
رسميًا، أدانت الحكومة بأشد العبارات اغتيال هنية أثناء تواجده في العاصمة الإيرانية طهران.وقالت وزارة الخارجية في بيان إن "حكومة جمهورية العراق تدين بأشد العبارات لعملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في العاصمة الإيرانية طهران، إثر غارة غادرة استهدفت مقر إقامته".
وشددت الخارجية العراقية، أنّ "هذه العملية العدوانية تُعد انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية وتهديدًا للأمن والاستقرار في المنطقة"، مشيرة في ذات الوقت إلى "تضامن العراق الكامل مع الشعب الفلسطيني وقيادته في هذه اللحظات العصيبة"، فيما دعت المجتمع الدولي إلى "تحمل مسؤولياته واتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف الاعتداءات المتكررة وانتهاك سيادة الدول"، مؤكدة أيضًا "التزام جمهورية العراقية بدعم القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، بما في ذلك حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".