10-يناير-2024
العراق فلسطين طوفان الأقصى غزة ساحة التحرير

استطلاع آراء عراقيين في الحرب على غزة (Getty)

أعلن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات،  يوم الأربعاء 10 كانون الثاني/يناير 2024، نتائج لاستطلاع الرأي العام العربي نحو الحرب الإسرائيلية على غزة المستمرة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وقد نُفّذ على عينة حجمها 8000 مستجيب ومستجيبة، في 16 مجتمعًا عربيًا، من بينهم المجتمع العراقي، الذي رفض معظم مستجيبيه تشبيه حماس بداعش ورأى بطوفان الأقصى حقًا مشروعًا.

يشعر أغلبية العراقيين بضغط نفسي اتجاه الحرب الإسرائيلية على غزة، ويرون طوفان الأقصى حقًا مشروعًا، ويجدون بالولايات المتحدة الخطر الأكبر في المنطقة

واستهدف الاستطلاع آراء المواطنين في بلدان عربية لموضوعات مرتبطة بالحرب الإسرائيلي على غزة، وهو الأول من نوعه بهذا الصدد، وقد نُفِّذ خلال الفترة بين 12 كانون الأول/ديسمبر 2023 و5 كانون الثاني/يناير 2024، في 16 بلدًا عربيًا، وهي: موريتانيا والمغرب والجزائر وتونس وليبيا ومصر والسودان واليمن وعُمان وقطر والكويت والسعودية والعراق والأردن ولبنان والضفة الغربية في فلسطين.

وأظهرت نتائج الاستطلاع أن 97% من المستجيبين يشعرون بضغط نفسي بدرجات متفاوتة، جراء الحرب على غزّة، وهم يتعاملون على أن العدوان الإسرائيلي يمسّهم مباشرة. كما أن أكثر من ثلاثة أرباع المستجيبين يتابعون أخبار الحرب بشكل مستمر، عبر التلفزيون أو شبكة الإنترنت.

 

أغلب العراقيين يتابعون ويشعرون بضغط نفسي

كشفت نتائج الاستطلاع الذي نظّمه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، أن أغلبية العراقيين يتابعون أخبار الحرب الإسرائيلية على غزة، بشكل يومي أو أسبوعي.

90% من العراقيين يتابعون أخبار الحرب بشكل يومي أو أسبوعي

وبحسب الاستطلاع، فإن 51% من العراقيين يتابعون أخبار الحرب يوميًا، و28% يتابعونها عدة مرات في الأسبوع، و11% يتابعون مرة واحدة على الأقل في الأسبوع، بينما 6% يتابعون بشكل نادر، وفقط 4% من العراقيين لا يتابعون.

وعلى مستوى المنطقة العربية، بلغت نسبة المتابعين الدائمين للأخبار 80%، وسُجّلت أعلى نسبة متابعة في كل من فلسطين والأردن ولبنان.

استطلاع المركز العربي سأل المستجيبين إذا ما كانوا يشعرون بضغط نفسي نتيجة للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وقد أجاب 89% من العراقيين بأنهم يشعرون بالضغط إلى درجة كبيرة، و8% منهم إلى درجة متوسطة، بينما توزعت نسبة 3% منهم بين الشعور بدرجة قليلة أو أنهم لا يشعرون أو لا يعرفون أو يرفضون الإجابة.

97% من العراقيين شعرون بضغط نفسي نتيجة حرب إسرائيل على غزة

وعلى مستوى المنطقة العربية، أفاد 97% منهم أنهم يشعرون بضغط نفسي بدرجات متفاوتة. وسُجلت أعلى النسب بين مستجيبي اليمن، وليبيا، والأردن، وفلسطين.

 

العراقيون وحماس

استطلاع المركز العربي استهدف الوقوف على آراء الرأي العام العربي نحو أهم أول سبب دفع حماس إلى القيام بالعملية العسكرية في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

معظم المستجيبين العراقيين أقروا بحق حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بعملية طوفان الأقصى، مع الاختلاف في تشخيص أخطاء رافقتها وإدانتها. وقد بلغت نسبة الذي رأوها حقًا مشروعًا لحماس 83%.

ورأى 40% من العراقيين أن عملية طوفان الأقصى عملية مقاومة مشروعة، بينما ذات النسبة يرون أنها عملية مقاومة مشروعة شابتها بعض الأخطاء. وما نسبته 3% يرون أنها عملية مقاومة مشروعة شابتها بعض الأعمال المُدانة (غير المقبولة). فقط 11% يعتقدون أنها كانت عملية غير مشروعة. و6% لا يعرفون أو رفضوا الإجابة.

83% من العراقيين يعتقدون أن عملية طوفان الأقصى حق مشروع

أثناء الحرب، عمد سياسيون إسرائيليون على تشبيه حركة حماس بتنظيم داعش الذي سبق وأن احتل جزءًا من الأراضي العراقية، وقد استطلع المركز العربي الرأي العام حول هذا الادعاء.

وكانت إجابة العراقيين مخالفة للرأي الإسرائيلي، إذ رأى 60% منهم أن حماس تختلف كليًا عن داعش، بينما رأى 15% أن حماس تختلف عن داعش بقدر كبير، ورأى 12% أن حماس تختلف عن داعش جزئيًا، وفقط 6% رأوا حماس لا تختلف عن داعش، وما تبقى من نسبة 7% لا يعرفون أو رفضوا الإجابة.

وعلى مستوى المنطقة العربية، فإن ثلثي المستطلعين رأوا أن حماس تختلف كليًا عن داعش، و15% أفادوا أن الحركة تختلف عن داعش اختلافًا كبيرًا، في حين قال 3% فقط إنها لا تختلف عنه.

87% من العراقيين يجدون اختلافًا بين حماس وداعش

وفي سياق ذلك، فحص استطلاع المركز، اتجاهات الرأي العام العربي نحو أهم الأسباب التي دفعت حماس إلى القيام بالعملية العسكرية (طوفان الأقصى)، ورأى معظم العراقيين أن السبب يتعلق بالاحتلال والحصار والقضايا الفلسطينية الداخلية، في حين فقط 5% اعتقدوا أن وراءها أجندة خارجية.

وأفاد 

33% من العراقيين أن عملية طوفان الأقصى وقعت بسبب استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وقال 22% إنها جاءت دفاعًا عن المسجد الاقصى، ورأى 11% بأن سببها استمرار الحصار على غزة، وهي نسبة 66% من المجموع.

بينما يعتقد 5% من المستجيبين العراقيين وفق الاستطلاع أن السبب هو تنفيذ لخطة أو أجندة جهة خارجية مثل إيران. وتوزعت أسباب النسب الأخرى المتبقية حول استمرار الاستيطان وتحرير المعتقلين وإقامة الدولة الفلسطينية وفشل الولايات المتحدة في تحقيق السلام وعدم اهتمام المجتمع الدولي بحقوق الفلسطينيين ومسار التطبيع.

5% من العراقيين يعتقدون أن طوفان الأقصى هو تنفيذ لأجندة إيران

وعلى المستوى العربي، اعتقد 67% من المستجيبين أن العملية العسكرية التي قامت بها حماس هي عملية مقاومة مشروعة، وأفاد 19% أنها عملية مقاومة مشروعة حدثت فيها بعض الأخطاء، ورأى 3% أنها عملية مقاومة مشروعة حدثت فيها بعض الأعمال المدانة وغير المقبولة، في حين قال 5% إنها عملية غير مشروعة.

 

التطبيع وأمريكا وأسباب استمرار الحرب

استطلع المركز العربي اتجاهات الرأي العام العربي نحو أهم العوامل التي ساهمت في استمرار إسرائيل في حربها على غزة. وعلى الصعيد العراقي، كانت النسبة الأعلى تحمّل الولايات المتحدة الأمريكية المسؤولية.

ورأى 43% من العراقيين أن استمرار إسرائيل في حربها سببه الدعم العسكري والسياسي الامريكي، بينما رأى 13% أن السبب هو عدم اتخاذ الحكومات العربية لإجراءات حاسمة، في حين أرجع 14% السبب إلى اتفاقيات التطبيع الأخيرة بين اسرائيل وبعض الحكومات العربية، وذات النسبة (14%) إلى دعم الحكومات الغربية لإسرائيل، بينما رأى 5% المستيجبين أن السبب هو عدم اتخاذ الأمم المتحدة لإجراءات حاسمة تجاه اسرائيل، و1% بسبب عدم اتخاذ السلطة الفلسطينية لمواقف عملية ضد إسرائيل.

وعلى وقع الحرب على غزة، سأل المركز العربي المواطنين المستجيبين إذا ما كانوا قد غيّروا اعتقادهم بإمكانية إقامة سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بعد الحرب على غزة، وأجاب 57% من العراقيين بأنهم أصبحوا متأكدين أنه لن يكون هناك إمكانية لإقامة سلام مع إسرائيل.

وأصبح 13% يشكّون بشكل كبير في إمكانية إقامة سلام مع إسرائيل، وما زال 17% يعتقدون أن هناك إمكانية لإقامة سلام مع إسرائيل، بينما يعتقد 5% أنه حتى قبل الحرب على غزة لم يكن هناك إمكانية لإقامة سلام. وكان 8% لا يعرفون أو يرفضون الإجابة.

أكثر من نصف العراقيين يعتبرون الولايات المتحدة التهديد الأكبر لأمن المنطقة

وعلى الصعيد العربي، أفاد 59% من المستجيبين بأنهم أصبحوا متأكدين في ضوء الحرب أنه لا يمكن إقامة سلام مع إسرائيل.

استطلاع المركز العربي فحص اتجاهات الرأي العام العربي نحو الدول الأكثر تهديدًا لأمن المنطقة واستقرارها، وقد انعكس رفض الرأي العام للمواقف الأمريكية تجاه الحرب على غزة في آرائهم نحو تلك الدول.

وعلى صعيد العراقيين، رأى 55% منهم أن الدولة الأكثر تهديدًا لأمن المنطقة هي الولايات المتحدة الأمريكية، بينما رأى 21% إسرائيل، و11% إيران، وتوزعت النسب الأخرى حول روسيا وفرنسا وتركيا والصين.

وعلى المستوى العام، أفاد 51% من الرأي العام العربي أن سياسات الولايات المتحدة هي الأكثر تهديدًا، تليها إسرائيل بنسبة 26%، فيما أفاد 7% من المستجيبين أنها إيران، وقال 4% إنها روسيا.