04-أغسطس-2016

وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي (Getty)

قبل أن يُرشح لمنصب وزير الدفاع في حكومة حيدر العبادي التي شُكلت في أيلول/سبتمبر 2014، لم يكن خالد العبيدي معروفًا لدى غالبية الوسط السياسي ولا الشارع العراقي، باستثناء سكان مدينة الموصل، حيث تعود جذوره العائلية.

اتهم وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي أعضاء في مجلس النواب العراقي بمحاولة ابتزازه بمليوني دولار مقابل إلغاء جلسة استجوابه

لكنه مع تسلم منصبه والجدل الذي أثير حوله أثناء المفاوضات على ذلك، عُرف تاريخه، فهو كان مستشار محافظ نينوى الأمني عندما سقطت مدينة الموصل بيد تنظيم "داعش" في العاشر من حزيران/يونيو 2014، أي كان مستشارًا أمنيًا لأعلى منصب أمني في المحافظة.

اقرأ/ي أيضًا: ترامب وبوتين..أكثر من مجرد إعجاب

استمر اللغط على وجود العبيدي في منصب وزير الدفاع، باعتباره مستشارًا لمحافظ نينوى "اثيل النجيفي" الذي أتهم بالتعاون مع "داعش" لإسقاط المدينة، لكنه بدا قويًا وهو يقوم بجولات ميدانية لجبهات القتال ومناطق أخرى.

روج العبيدي لنفسه بشكل كبير، وتمكن من التقرب من الناس. يمتلك كاريزما رجل الأمن. يرتدي بزته البريطانية، ويحيطه مجموعة من الضباط الشباب ذوي الأجسام المفتولة.

قبل أيام دخل العبيدي في معمعة داخل مجلس النواب العراقي. ربما كان يقصد ذلك، لكنه أحدث ضجة في العراق. استضيف في مجلس النواب، وعندما وجهت الأسئلة والاتهامات له، تحدث على المكشوف واتهم نواب بمحاولة ابتزازه بمليوني دولار مقابل إلغاء جلسة استجوابه.

الخميس الـ4 من آب/أغسطس حضر العبيدي الى هيئة النزاهة ومعه مجموعة ملفات مكتوبة وأخرى مرئية ومسموعة، كلها "تثبت" ما قاله خلال جلسة استجوابه في مجلس النواب، وتدين السياسيين الذين تحدث عنهم في الجلسة.

يمكن القول أن العبيدي الذي أنتجته العملية السياسية العراقية بعد الاحتلال الأمريكي ووصل لمنصبه عبر صفقات المحاصصة، لا يختلف عن بقية الساسة العراقيين، فهو مثلهم وصل للمحاصصة وشجع عليها، وكان منها، لكنه ربما يختلف بمحاولة إصلاح ما خرب.

اقرأ/ي أيضًا: الجولاني ينفصل عن القاعدة، إلى أين؟

الشق الثاني من "ثورة" العبيدي ضد النواب "المبتزين" في مجلس النواب، يتمثل بمحاولته تصدير نفسه زعيمًا سُنيًا جديدًا، مقربًا من الشيعة. إذ كسب العبيدي في خطوته التي ربما يكون قد أعد لها منذ وقت سابق، نقطتين، الأولى أسقط من أراد إسقاطه أمام الشارع العراقي، وحصل على تأييد شعبي كبير بحسب ما يظهر في مواقع التواصل الإجتماعي.

العراقيون ومع الدقائق الأولى التي أذيعت فيها أخبار ما حدث في البرلمان، أشادوا وبشكل مفرط بالعبيدي، وراحوا يتابعون كل خطواته. هو الآخر وبدهاء سياسي، زار في ذات اليوم، مرقد الإمام الشيعي موسى بن الجعفر في مدينة الكاظمية ببغداد، وهناك هتف له الشيعة "علي وياك علي" (في إشارة إلى وقوف الإمام علي معه).

أعطى العبيدي بخطوته هذه، دفعة إيجابية لبقية الوزراء بعدم إبداء الجبن والرعب أمام اعضاء مجلس النواب، بالإضافة إلى تخويف بعض من الساسة الذين يستثمرون بعمليات الابتزاز، دون أي مانع منطقي لأن يكون ذلك أيضًا استثمارًا سياسًا مربحًا للرجل.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

النازحون في العراق..مخيمات الموت المهملة

2016..النظرية التي تفسر عامًا سيئًا للغاية