قال وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، إنّ عدد السوريين المتواجدين داخل العراق بلغ 260 ألف مواطن سوري، مجددًا دعوة العراق إلى التعامل الجدي مع "التهديدات التي يمثلها مخيم الهول".
قال وزير الخارجية العراقي إنّ السوريين شهدوا منذ أكثر من عقد ويلات الحرب ونتائجها المدمرة وواجهوا مآسي التهجير وصعوبات الغربة
وخلال المؤتمر المنعقد في بروكسل حول "مستقبل سوريا والمنطقة"، قال حسين إنّ "تداعيات الأزمات الإنسانية الثقيلة لا تزال تلقي بآثارها الوخيمة على الشعب السوري الذي يمر بفترات وأحوال معيشية صعبة جراء الأزمة المندلعة بالبلاد التي لم تنطفئ نيرانها منذ أكثر من عقد من الزمان".
وأضاف حسين أن على مدى أكثر من عقد، "شهد خلالها السوريون ويلات الحرب ونتائجها المدمرة، وواجهوا مآسي التهجير وصعوبات الغربة، وتحمل ضغط العقوبات وعواقب الحصار، وعانى من النقص الشديد في الخدمات الأساسية كالغذاء والمياه والكهرباء والوقود والصحة، وذاق مرارة العيش في مخيمات اللاجئين وظروفها القاسية هذه المعاناة الآخذة بالاستمرار رغم كل الجهود التي بذلها ويبذلها المجتمع الدولي – دولًا ومنظمات ومؤسسات – للتخفيف من وطأتها وفظاعتها التي تهدد الحياة اليومية للسوريين".
وأشار حسين إلى أنّ "سوريا قد عانت من أضرار وخسائر بشرية ومادية جسيمة بسبب الزلزال المدمر الذي ضربها في شهر شباط الماضي وما تبعه من هزات ارتدادية، وفاقمت هذه الأضرار من معاناة مواطنيها – الموجودة بالأساس – وتركتهم في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية لتغطية إحتياجاتهم اليومية الضرورية والملحة من مأوى وغذاء وماء ودواء، إذ جاءت كارثة الزلزال التي تضرر منها ملايين السوريين لتزيد المعاناة الإنسانية أكثر سوءًا".
وشدد حسين في كلمته على "أهمية تسهيل دخول الاحتياجات عبر الحدود ونقاط العبور المتاحة إلى المستفيدين منها ونقل وإرسال مواد الإغاثة لنجدة المتضررين والمحتاجين في جميع أنحاء سوريا، الذين لا يزالون يعانون من تبعات وآثار الزلزال".
قال وزير الخارجية العراقي إن مخيم الهول فيه مخاطر مستقبلية على المنطقةوالعالم
وجدد حسين مطلب العراق ودعواته السابقة إلى المجتمع الدولي بـ"التعامل الجدي مع التهديدات التي يمثلها مخيم الهول في محافظة الحسكة في سوريا الذي يضم آلاف الأشخاص من جنسيات مختلفة وأغلبهم من النساء والأطفال من أسر وعوائل عناصر داعش الإرهابي، مناشدًا الدول المعنية بـ"السعي الحثيث لتحمل مسؤولياتها وإتخاذ الخطوات اللازمة لترحيل مواطنيها إلى بلدانهم الأصلية وضمان إعادة تأهيلهم واندماجهم ضمن المجتمع وحسب القوانين المرعية في كل بلد، وبالشكل الذي يمكن أن يساهم في إيجاد حل نهائي لحسم موضوع المخيم والحد من مخاطره المستقبلية على المنطقة والعالم".
وفي ضوء ما تعرض إليه المواطنون السوريون من "محن إنسانية"، فإنّ العراق، وبحسب حسين، "فتح أبوابه لاستقبال اللاجئين الذي فروا من آثار الصراعات، إذ يستضيف على أراضيه في إقليم كردستان قرابة 260 ألف مواطن سوري، عاملهم على قدم المساواة بالمواطنين العراقيين وسمح لهم بمزاولة نشاط العمل في الأسواق، كما وفر لما يتجاوز 35% منهم ممن يقطنون بمخيمات اللاجئين المتطلبات الأساسية لسبل العيش الكريم والمساعدات المطلوبة لتأمين احتياجاتهم من مواد غذائية وغير غذائية وطبابة وتعليم، وذلك بالتنسيق والتعاون مع مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين وبرنامج الغذاء العالمي، وبالشكل الذي يضمن لهم عودة كريمة وآمنة وطوعية إلى بلادهم حال استتباب الاستقرار والأمن في مناطق سكناهم".
وأكد وزير الخارجية العراقي، على "أهمية الدعم الدولي لتوفير التمويل اللازم لمساعدة الدول التي تستضيف اللاجئين السوريين على أراضيها ومشاركتها في تحمل أعباء توفير الاحتياجات الأساسية لهؤلاء اللاجئين".
قالت الخارجية العراقية إن حل الأزمة السورية يجب أن يكون بما يبعث في نفوس السوريين الأمل
وتطلع وفد العراق في بروكسل، إلى "الخروج بالنتائج التي تعزز من الجهود الوطنية والإقليمية والدولية لوقف وإنهاء المعاناة الإنسانية للشعب السوري ووضع حد نهائي وشامل للأزمة السورية بما يبعث في نفوس السوريين الأمل بمستقبل أفضل وتجاوز جميع الآلام والمآسي التي كابدوها طيلة سنوات اندلاع الصراع".