كشف رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، يوم الأحد 12 أيار/مايو 2024، عن اتخاذ خطوات وصفها بـ"الجيدة" لخارطة طريق وطنية خلال الأسابيع الأخيرة.
وفي وقت سابق، أعلنت المحكمة الاتحادية، إصدار قرار بخصوص نظام تسجيل قوائم المرشحين في انتخابات برلمان إقليم كردستان، وحكمت بأمر ولائي لصالح دعوى من رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني ضد مفوضية الانتخابات.
وقررت المحكمة الاتحادية العليا في 21 شباط/ فبراير الماضي، إلزام كل من رئيس مجلس الوزراء الاتحادي محمد السوداني، ورئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني بتوطين رواتب الموظفين والعاملين في القطاع العام لدى المصارف الاتحادية. وفي 21 آذار/مارس، طالبت المحكمة الاتحادية العليا، إقليم كردستان بتسريع إجراءات توطين الروات.
لكن في 3 نيسان/أبريل أعلن رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني، التوصل إلى "حل مناسب" مع رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، بخصوص رواتب الموظفين والمتقاضين في إقليم كردستان، لم يكشف عن تفاصيله. وقبل أقل من أسبوعين، رجحت اللجنة المالية النيابية، أن يتمّ صرف رواتب موظفي إقليم كردستان لشهر نيسان/أبريل، خلال الأسبوع الأول من أيار/مايو الحالي.
وألقى بارزاني، اليوم الأحد، كلمة في منتدى (التغيير المناخي وآثاره وتداعياته على العراق)، الذي نظمه "المركز الفرنسي للدراسات حول العراق، وجامعة كردستان – أربيل، ومؤسسة بحر العلوم"، واطلع عليها "ألترا عراق"، قال فيها إن "مصالحنا بعيدة المدى هي دائماً أعظم من مشاكلنا وخلافاتنا، وعلينا أن نعمل بهذه القناعة وعلى هذا الأساس. فخلال الأسابيع الأخيرة، اتخذنا في العراق خطوات جيدة لتعزيز الثقة والاجتماع حول خارطة طريق وطنية".
وأضاف: "وسيكون لهذا انعكاس إيجابي على علاقات العراق وإقليم كردستان، وكذلك على مستوى المنطقة أيضًا، وسيعود بالخير على العراق أيضًا. ومن خلال التعاون والتعاضد بإمكاننا نحن في العراق وإقليم كردستان أن نقدم خدمات أفضل بكثير ونجعل المستقبل أفضل لنا جميعًا".
وتحدث بارزاني عن تقارير بخصوص التغير المناخي في العراق، وأنه "يأتي خامسًا بين الدول الأكثر تأثرًا على مستوى العالم"، إذ "تشير البيانات إلى أن 100 كيلومتر مربع من الأراضي الزراعية في العراق يصاب سنويًا بالجفاف ويتحول إلى صحراء"، مؤكدًا وجود "تناقص مستمر ومتزايد في المياه السطحية والجوفية، يتبعه ضعف في الأمن الغذائي وارتفاع في مستويات الهجرة من المناطق المتضررة إلى مناطق أخرى من العراق وإقليم كردستان".
وأشار إلى "إحصائيات منظمة الهجرة الدولية بأنه في السنوات الأخيرة وحتى تشرين الأول/أكتوبر الماضي، اضطر 103 آلاف شخص في جنوب العراق إلى الرحيل عن ديارهم وإخلائها، ويتسبب هذا إلى جانب المساس بالأمن المجتمعي إلى ارتفاع نسب البطالة والفقر وزيادة المشاكل الصحية والكوارث الطبيعية والعديد من التداعيات الأخرى".
وأكد رئيس الإقليم على ضرورة "تخصيص الميزانية اللازمة وأن تكون هناك مؤسسات خاصة تتمتع بصلاحيات وإمكانيات أكبر من تلك الموجودة حاليًا، وتكون في مستوى المخاطر والتحديات ومساحة التداعيات"، مبينًا أنه "مع ظاهرة التغيير المناخي وتداعياتها، تزداد وتتضاعف أهمية المياه، وتجب إدارتها بصورة أفضل. ولأن غالبية مياه أنهار العراق تقع مصادرها في الدول المجاورة، فإنه يتحتم عليه أن يولي المزيد من الاهتمام بهذه المسألة لكي يتمكن من ضمان أمنه المائي".
وشدد على أن "إقليم كردستان غني بموارد مائية كثيرة، ويجب إيلاء اهتمام خاص بمشاريع السدود ومصدات المياه في إقليم كردستان وكل العراق، ومن المهم أن تمد الحكومة الاتحادية يد العون لإقليم كردستان في هذا السياق وفي إعادة تشجير الغابات"، مبينًا أن "موقع إقليم كردستان وطوبوغرافيته مساعدان جدًا لإنشاء العديد من السدود ومئات مصدات المياه التي يمكن أن تخزن كميات كبيرة للغاية من المياه وتكون معينًا جيدًا على التقليل من مخاطر التغيير المناخي في العراق". وثمّن "جهود حكومة إقليم كردستان التي نجحت بإنشاء عدد من السدود في بعض مناطق إقليم كردستان والتي تجمع نسبة جيدة من المياه سنويًا".