24-يوليو-2023
العراق والأردن

عقب مباحثات ركزت على الجانب الاقتصادي والاستثماري إلى جانب ملفات سياسية وأمنية، أكّد رئيس الحكومة محمد شياع السوداني التوصل إلى اتفاقات لتعزيز حركة التجارة مع الأردن، فيما أشار نظيره الأردني بشر الخصاونة إلى تحرك جديد لتنفيذ مشروع خط النفط العراقي إلى العقبة.

وتحدث السوداني والخصاونة في مؤتمر صحافي مشترك مساء الإثنين، مشيرين إلى أنّ النقاشات شملت "ملفات مهمة تتعلق بالأمن الاقتصادي والصحي والغذائي والأمن العام".

دعا السوداني إلى إنجاز المدينة الاقتصادية على الحدود العراقية الأردنية وأشار إلى خطوات لتسهيل التجارة بين البلدين

وقال السوداني في هذا الصدد، إنّ "الحكومة العراقية تؤكد على السياسية المتوازنة التي انتهجتها طيلة الفترة الماضية عبر علاقة تشاركية مع دول المنطقة وخاصة الأردن، ونحن نؤكد على رفع مستوى التواصل والتنسيق العربي حول مختلف المشاكل".

 

المدينة الاقتصادية

وأضاف، أنّ "الحديث عن التعاون الأمني كان حاضرًا في اللقاءات، عبر بالتأكيد على مزيد من التنسيق لإجهاض أي محاولة للإخلال بالأمن، فضلاً عن المستويات الأخرى ومواجهة تحدي المخدرات بفعالية".

3

اقتصاديًا، أكّد السوداني "دعم التعاون بين القطاع الخاص العراقي والأردني، ودعم عمل مجلس الأعمال العراقي الأردني، للاستثمار في مشاريع الإسكان والصناعة والزراعة".

وأشار إلى أنّ النقاشات شهدت "التأكيد على مشاريع مهمة، خاصة المدينة الاقتصادية"، مبينًا أنّ "العراق يدعم إكمال الخطوات بهذا الشأن"، كما أشار إلى تفاهمات جديدة حول إنشاء مدينة صناعية على الحدود "تستثمر الموارد الطبيعية العراقية وتغطي حاجة السوق من البتروكيماويات والأسمدة".

وقال السوداني، إنّ "هذه المدن تأتي مكملة لمشروع واعد في العراق هو طريق التنمية"، موضحًا أنّ "الاحتياجات الاقتصادية للعراق والأردن متقاربة".

 

تأشيرات دخول أسهل

السوداني تحدث أيضًا عن خطوات من الجانبين لـ "تسهيل قطاع التجارة والأعمال الحرة، عبر تسهيل تأشيرات الدخول بما يسمح بحركة رجال الأعمال بحرية مع رفع عدد الرحلات الجوية".

وتطرق السوداني إلى القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى "موقف العراق الثابت من الحق الفلسطيني في الأرض والتاريخ، ورفض كل الممارسات بحق الشعب الفلسطيني".

3

وشدد رئيس الحكومة، على "رفض الإساءة للمقدسات الإسلامية"، وقال إنّ "هذه الحوادث المتكررة لا تمثل أي قيمة في مجال حرية التعبير والرأي، بل ستؤسس لبيئة من التطرف عانى منها العراق والمنطقة"، داعيًا كل الدول العربية والإسلامية إلى "موقف مشترك وحازم من هذه الإساءات".

 

موقف سياسي "متطابق"

بدوره قال رئيس الوزراء الأردني، إنّ المباحثات في بغداد "مثلت فرصة للتداول في المواقف السياسي التي نصل فيها تقريبًا إلى حد التطابق"، مشيرًا إلى "الاتفاق على استمرار التنسيق الأمني والعسكري لمحاربة الإرهاب والتطرف، واتخاذ خطوات عملية في ملف المخدرات".

أشار الخصاونة إلى مباحثات حول مشروع خط نفط "البصرة - العقبة" وتحدث عن استكشافات واعدة على الحدود مع العراق 

وفي المجال الاقتصاد والطاقة، كشف الخصاونة أنّ مرحلة الأولى من مشروع الربط الكهربائي مع العراق ستكتمل في الشهر القادم، معربًا عن أمله بإنجاز المرحلة الثانية بشكل متسارع خلال فترة عام ونصف.

 

خط البصرة - العقبة 

كما أشار إلى "بحث فعلي لتنفيذ المشاريع الاستراتيجية الكبرى، ومنها خط النفط البصرة حديثة، والذي من المفترض أن يتفرع منه خط باتجاه الأردن والعقبة"، مبينًا أنّ "المشروع سيمثل قيم مضافة في إطار مناطق صناعية".

وقال أيضًا إنّ "هناك استكشافات واعدة على الحدود العراقية قد تسمح بصناعات مهمة تعود بالنفع للبلدين"، لافتًا إلى طلب حظي بموافقة العراق لـ "تستفيد الأردن من الخبرة العراقية في التنقيب عن النفط والاستفادة من بعض المعدات العراقية".

الصدر

وحول القضية الفلسطينية، أكّد الخصاونة على "الموقف الأردني الداعي إلى أفق سياسي مرتكز لحل الدولتين، لتقوم الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السياسة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".

كما أكّد أنّ "الأردن مستمرة بمسؤولية حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف انطلاقًا من الوصاية الهاشمية التاريخية"، وقال إنّ الأردن "لن تسمح بأي تغيير للوضع القانوني والتاريخي في القدس إلى أن ينتهي الاحتلال الإسرائيلي في إطار حل الدولتين".

وعقب ذلك نشر المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة  البيان الختامي لاجتماع اللجنة العراقية الأردنية المشتركة وفيما يلي نصه:


  • في إطار العلاقات الأخوية التي تجمع جمهورية العراق والمملكة الأردنية الهاشمية وتأكيداً على عمق العلاقات التاريخية بين الشعبين الشقيقين وتعزيزاً لسبل التعاون وزيادة آليات التنسيق ضمن المجالات الاقتصادية والتجارية والصناعية والأمنية وغيرها، وارتقاءً بالجهود المشتركة وسعياً لتحقيق التكامل الاستراتيجي بين البلدين، عُقد في بغداد لقاء جمع دولة المهندس محمد شياع السوداني، رئيس مجلس وزراء جمهورية العراق بأخيه دولة الدكتور بشر الخصاونة رئيس الوزراء ووزير الدفاع للملكة الأردنية الهاشمية.
  • أكد الجانبان متانة واستراتيجية العلاقة الأخوية التاريخية الوطيدة، التي تربط البلدين الشقيقين والتي تشكل نموذجاً فريداً للأخوة الراسخة المبنية على الاحترام وتطابق وجهات النظر والتطلع لمزيد من التعاون والتنسيق المشترك للتعامل مع جميع التحديات والرغبة المشتركة في تنمية وتعزيز العلاقات الثنائية نحو آفاق أرحب وأوسع، خدمة للمصالح المشتركة للبلدين الشقيقين.
  • أكد الأردن أهمية العراق وأمنه ركيزةً أساسيةً للمنطقة، ودعمه جهود الحكومة العراقية في تحقيق طموحات الشعب العراقي بعد الانتصار التاريخي الذي حققه العراق الشقيق على العصابات الإرهابية، وأكد الأردن، أيضاً، وقوفه المطلق إلى جانب العراق الشقيق في هذه الجهود.
  • بحث الجانبان قضايا عربية عديدة، في مقدمتها القضية الفلسطينية، وجهود حل الأزمة السورية، وأكدا استمرار العمل والتنسيق والتشاور في جهودهما؛ لحل الأزمات الإقليمية وخدمةً للقضايا والمصالح العربية، بما يحقق أمن واستقرار المنطقة.
  • شدد الجانبان على التنديد بتكرار ممارسات حرق المصحف الشريف، التي أثارت حفيظة ومشاعر المسلمين في كل انحاء العالم، ومطالبة الدول باحترام مشاعر ومقدسات الآخرين ودعوة الدول إلى تحمُّل مسؤولياتها في مواجهة كل الأفعال المسيئة، التي تغذي مشاعر الكراهية والعنصرية.
  • أكد العراق أهمية الوصاية الهاشمية التاريخية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس، ودورها في حماية هذه المقدسات والحفاظ على هويتها العربية الإسلامية والمسيحية وعلى الوضع القانوني والتاريخي القائم فيها.
  • تركزت المباحثات على آليات النهوض بحجم التبادل التجاري وأهمية توسيع آفاق التعاون المشترك في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، ودعم دور القطاع الخاص في زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين في مجالات الصناعة والطاقة والاستثمار والنقل والزراعة والبيئة ومجالات الصحة والتعليم، بما يعود بالخير والنفع على البلدين والشعبين الشقيقين.
  • خلص الجانبان إلى تأكيد أهمية تذليل العقبات التي تقف عائقاً أمام الارتقاء بمستوى العلاقات الثنائية وضرورة العمل المشترك نحو تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية، ركيزةً أساسية داعمة لهذه العلاقات.
  • تأكيد أهمية تنفيذ ما تم الاتفاق عليه خلال اجتماعات الدورة (29) للّجنة المشتركة العراقية الأردنية والوثائق التي تم التوقيع عليها في نهاية أعمالها.
  • ضمِن الإطار الثلاثي التأكيد على اتخاذ الإجراءات اللازمة بتنفيذ مخرجات القمم الثلاثية العراقية الأردنية المصرية، التي أُقيم آخرها في بغداد بتاريخ 27/6/2021 وأهمها تنفيذ مشروعات وخلق شراكات تُعنى بتحقيق أقصى استفادة من مذكرة التفاهم للتكامل الصناعي (العراقي، الأردني، المصري) التي دخلت حيز التنفيذ في البلدان الثلاثة.
  • استعرض الجانبان آخر المستجدات والتطورات، في ما يخص تقدم سير العمل في مشروع المدينة الاقتصادية المشتركة، وحثّ الشركة العراقية الأردنية للصناعة، المملوكة مناصفةً للحكومتين العراقية والأردنية والمكلفة بتنفيذ مشروع المدينة الاقتصادية، على استمرار العمل بوتيرة متصاعدة لبدء تنفيذ المشروع على أرض الواقع وفق الجدول الزمني المحدد.
  • شدد الجانبان على أهمية تعزيز التعاون في مجال الطاقة واستعراض الإجراءات المتخذة من قبل البلدين لإتمام مشروع الربط الكهربائي المرحلة الاولى: (تزويد منطقة الرطبة في الجانب العراقي على جهد 132 ك. ف)، والمرحلة الثانية: (تزويد منطقة القائم في الجانب العراقي على جهد 400 ك.ف.)، مع التأكيد على بذل جميع الجهود للانتهاء من عملية الربط وفق الجدول الزمني المحدد، كما تم بحث آخر المستجدات في ما يخص مدّ خط أنبوب لتصدير النفط العراقي عبر أراضي المملكة الأردنية الهاشمية من ميناء العقبة، كمنفذ إضافي لتصدير النفط العراقي عبر الأراضي الأردنية والترحيب بتمديد مذكرة التفاهم لتزويد الجانب الأردني بالنفط العراقي ودراسة إمكانية زيادة الكمية المجهزة من النفط، بحسب الإمكانات الفنية واللوجستية.
  • كما تمّ التوافق على تسهيل إجراءات منح تأشيرات الدخول من خلال سفارتي البلدين وبأسرع وقت ممكن.
  • التأكيد على أهمية رفع مستوى الأمن الغذائي وتعزيز التكامل الغذائي وزيادة المخزون الاستراتيجي للسلع الستراتيجية في البلدين.
  • في المجال الصحي، أكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون وتبادل الخبرات في جميع أوجه التعاون الصحي والدوائي، ومنها التسجيل المتبادل للأدوية بين البلدين وتسهيل تسجيل  الأدوية العراقية في الأردن كما اتفق الطرفان على الاعتراف المتبادل بالزمالات الطبية الوطنية في كلا البلدين.
  • في مجال تعزيز ودعم الاستثمار، قام الجانبان باستعراض البيئة الاستثمارية في البلدين والتوافق على تشكيل فريق عمل عراقي - أردني مشترك يُعنى بالشأن الاستثماري بهدف التسهيل على المستثمرين من الجانبين، وتسريع الإجراءات المرتبطة باستثماراتهم في كلا البلدين.
  • في مجال النقل، أكد الجانبان أهمية قطاع النقل في البلدين، محفزاً أساساً في دعم النمو الاقتصادي، وخلق فرص العمل وحث المعنيين بمجال النقل في البلدين، لتكثيف التواصل وبصورة دائمة لحل جميع الإشكاليات المحدودة التي تواجه القطاع في البلدين، كما تم استعراض مشاريع التنمية الاقتصادية العراقية، مثل مشروع البصرة عاصمة العراق الاقتصادية، ومشروع طريق التنمية العراقي ومستوى التقدم المحرز فيهما.