بعد جدلٍ حادّ شهدته صفحات التواصل الاجتماعي بين عراقيين انقسموا في الموقف حول اعتبار القدس "عاصمة لإسرائيل"، على خلفية تعالي أصواتٍ اعتبرت الأمر شأنًا لا يخصّ العراقيين، في ردّ فعل على انضمام بعض الفلسطينيين إلى تنظيم داعش، والقيام بعمليات إرهابية ذهبت ضحيتها أرواح كثيرة. ما دفع إلى التداعي إلى بيان عدد من المثقفين؛ شعراء وكتّاب وصحافيين وناشطين، مجموعة إلى إصدار بيان بعنوان "من أجل القدس"، يعلن تضامنًا عراقيًّا واسعًا، شارك فيه مثقفون عرب، وجمع ما يفوق ثلاثمئة توقيع. "ألترا صوت" ينشر البيان.
بيان "من أجل القدس"
تابعنا بغضب واستنكار شديدين موقف رئيس الولايات المتحدة السيد دونالد ترامب، وإعلانه عن نقل سفارة بلده إلى مدينة القدس والاعتراف بالمدينة كعاصمة لإسرائيل.
إننا، كمثقفين عرب، ننظر إلى هذا الموقف بوصفه تصرفًا عدائيًا سافرًا ضد العرب المسلمين والمسيحيين على حد سواء، وشاهدة على قبر الادعاءات الأمريكية بالمساعدة في التوصل إلى "حل عادل" يضمن للشعب العربي الفلسطيني حقه في دولة مستقلة على كامل ترابه الوطني.
من المؤسف أن ردود الفعل العربية الرسمية، بمعظمها، حتى الآن لم ترقَ الى مستوى هذا التطور الخطير في الموقف الأمريكي ولا لتطلعات الشعوب التي عبرت عن غضبها على الموقف الأمريكي في مختلف البلدان العربية، كما أنها لا تعبر عن إدراك حجم التحديات في لحظتنا الراهنة.
وفيما نثني على الاستنكار الدولي الواسع إزاء قرار الرئيس الأمريكي، فإننا نأمل بمزيد من الإجراءات العملية التي تحول دون تنفيذ هذا القرار والتراجع عنه، ضمانًا للعدل في العلاقات الدولية واحترامًا لأمن وسلام منطقتنا والعالم في هذه الظروف التي يخوض فيها أكثر من بلد عربي حربًا ضارية ضد الإرهاب الذي يتهددنا ويهدد الأسرة الدولية جمعاء.
إننا نؤمن بالعمل من أجل السلام، سلام منطقتنا والعالم، ولكننا نؤمن أيضًا أن بقاء الشعب العربي الفلسطيني تحت وطأة الاحتلال وسياساته العنصرية وتشرده في الشتات وبلدان اللجوء؛ هو من دواعي استمرار بقاء المنطقة في حالة من الخطر الدائم وتفاقم أسباب التطرف والتشدد في العالم كله.
ما زلنا نثق بإمكانية أن يصغي المجتمع الدولي إلى منطق العقل؛ منطق الحرية والسلام، وما زلنا أشد إصرارًا من أجل استعادة حقوق الشعب العربي الفلسطيني المشروعة وبلوغ حريته وأمنه وسيادته على ثراه، ومن ضمنه القدس، مدينة السلام.
اقرأ/ي أيضًا: