الداخل إلى معرض العراق الدولي للكتاب، سيجد أمامه الثيمات الفلسطينية حاضرة في كل جانب يمر منه، تبدأ بالكوفية، ولا تنتهي بأسماء المدن لقاعات المعرض، حيث جنين ونابلس والقدس وغزة، فيما تعلو الأصوات بأرجاء المعرض بمحاضرات حول كل ما يتعلّق بالهوية الفلسطينية التي يحاول الكيان الصهيوني طمسها خلال العقود الأخيرة، كما يعتقد القائمون عليه.
يشارك في معرض العراق الدولي للكتاب 350 دار نشر من مختلف البلدان العربية
وتم افتتاح المعرض بدورته الرابعة التي حملت شعار "صارت تُسمّى فلسطين"، بمشاركة مئات المؤسسات الثقافية ودور النشر العراقية والعربية والدولية، وفق بيان رسمي.
وتحدث مسؤول العلاقات في مؤسسة المدى وعضو الهيئة التحضيرية لمعرض العراق الدولي للكتاب، ياسر إسماعيل، عن تفاصيل الدورة الرابعة للمعرض المقامة في بغداد.
وقال إسماعيل، في حديث لـ"ألترا عراق"، إنّ "النسخة الحالية شهدت مشاركات كبيرة من دول العالم العربي مثل تونس والجزائر وليبيا والكويت بمجموع 350 دار نشر"، مبينًا أنّ "الدورة متميزة جدًا بالحضور والمشاركين والفعاليات بأنشطة مختلفة وحلقات نقاشية حول المواضيع وأبرزها أوضاع غزة والتضامن معها".
وأشار إلى أنّ "معرض الكتاب دائمًا ما يتميّز بجمهوره الثقافي، فضلًا عن الجمهور العام الذي يتابع آخر تطورات طباعة الكتب ودور النشر"، مبينًا أنّ "الكثير من الزائرين يبحثون عن دور نشر معينة، ما يعني وجود قراء ينتقون بدقة ما يشترونه، ويبحثون عن دور محددة تمتاز بالحقوق وميزة الطباعة ومؤلفين وكتاب معروفين".
وثيمة المعرض في نسخته الرابعة ـ بحسب إسماعيل ـ هي متميزة بالتضامن مع الشعب الفلسطيني بوجود "الكوفية وأسماء مدن جنين ونابلس والقدس وغزة"، معتبرًا أنّ "هذه الفعاليات جعلت كل الزائرين يشعرون بالتضامن وحضورهم في أرض فلسطين بوجود أشجار الزيتون واللوغوات المتميزة، ما يجعل الجميع يعيش أجواء حميمية بروح عربية".
وأوضح المتحدث الإعلامي لمعرض العراق الدولي للكتاب في نسخته الرابعة، ياسر السالم، حيثيات بروز الفعاليات الخاصة بنصرة فلسطين، مبينًا أنّ "العراق سواء على الصعيد الشعبي أو السياسي، من أكثر البلدان تضامنًا مع قضية الشعب الفلسطيني عبر تاريخ".
وقال السالم في حديث لـ"ألترا عراق"، إنّ "مؤسسة المدى تولي اهتمامًا خاصًا للقضية الفلسطينية، وقد أسهمت في عدد من المبادرات المحلّية من أجل التضامن مع الشعب الفلسطيني خلال هذه الفترة"، مؤكدًا أنّ "الدورة الحالية للمعرض تستضيف أسماء من فلسطين وبلدان عربية وأجنبية مختلفة للمشاركة في برنامج ثقافي يكرّس في معظمه لمناقشة القضية الفلسطينية".
ويتضمن المعرض إقامة ندوت وجلسات نقاشية حول القضية، والأدب الفلسطيني، وأدب المقاومة، فضلًا عن إبراز الثقافة والهوية الفلسطينية من خلال مرسم ومعارض صور ومنحوتات ومعرض للتراث الشعبي الفلسطيني وعروض موسيقية ومسرحية، وفق السالم.
وقال السالم أيضًا إنّ "دورة هذا العام حاولت الاستفادة من الدورات السابقة وتوفير ما كان ينقصها وأحداث التنوع الأكبر في المشاركين".
وحول أبرز الحاضرين هذا العام، فإنهم بحسب السالم:
- 1- الكاتب والمؤرخ اللبناني فواز طرابلسي.
- 2- الروائي العراقي علي بدر.
- 3- الروائي الفلسطيني ربعي المدهون.
- 4- الروائي الكويتي سعود السنعوسي.
- 5- الكاتبة والصحافية بدرية البشر.
- 6- الكاتبة والشاعرة العمانية بشرى خلفان.
وفي الأثناء، أشاد ممثل دار "التكوين" للنشر والتوزيع من سوريا، أمير علي، بالإقبال الكبير الذي شهدته الدورة الرابعة لمعرض العراق للكتاب، معتبرًا أنّ "ذلك يدل على استمرار وجود نوعية قراء يبحثون عن كل جديد".
وقال علي في حديث لـ"ألترا عراق"، إنّ "دار التكوين من الملتزمين بالمشاركة في معرض العراق للكتاب الذي تقيمه مؤسسة المدى منذ دورته الأولى، وهو في تميز مستمر وتصاعدي بجميع فعالياته وأنشطته والاستعدادات التي تقام له في كل عام".
وأشار إلى أنّ "الإقبال هذا العام مبهر جدًا وأكبر من جميع السنوات الماضية ما يؤشر ازدهارًا بالقراءة في كل سنة".
وعبّرت ممثلة دار النهار اللبنانية للنشر والتوزيع، أليس بشعلاني، عن سعادتها ومن معها بالمشاركة الأولى في معرض العراق الدولي للكتاب، مبينة أنّ "أعداد الزائرين كبيرة جدًا ومفرحة".
وقالت بشعلاني في حديث لـ"ألترا عراق"، إنّ "ما شهدته هذه الدورة الرابعة للمعرض من زيادة بعدد القراء يدل على وجود أهمية مجتمعية لهذا الجانب"، معتبرة أنّ "الإقبال على المعرض يعكس نظرة الكثير من الأحاديث عن غزو التطور والتكنولوجيا للمجتمع وانعدام قراءة الكتب الورقية والمطبوعات".
يتضمن معرض العراق الدولي للكتاب إقامة ندوت وجلسات نقاشية حول القضية والأدب الفلسطيني وأدب المقاومة
ولفتت إلى أنّ "ما يسعدنا كدور مشاركة وجود فئات مختلفة ارتادت المعرض بينهم كبار العمر والشباب والأطفال"، معربة عن "فرحة كبيرة بالتواجد في بغداد والأجواء السعيدة في المعرض بنشاطاته المختلفة".